الامم المتحدة تناشد لبنان تشكيل حكومة شاملــة وعون: الازمــــة كبُرت
جنبلاط: التسوية "المرّة" ضرورية تفاديا للانهيار...واجتماع لسنّــــة 8 اذار
وفد المصارف الى واشنطن...وروحاني للسعودية: نحن اخوانكم ونقف الى جانبكم

المركزية- بينما يسود الجمود مجمل الوضع السياسي في انتظار جولة جديدة من التحركات والمشاورات المتصلة بالملف الحكومي، برزت مؤشرات دولية لتصاعد الاهتمام بالوضع في لبنان في ظل المخاوف المتنامية من انعكاسات الأزمة عليه، اذ اهاب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بالقيادات السياسية وجميع الاحزاب في لبنان ان "تعجّل بما تبذله من جهود لتشكيل حكومة تكون شاملة للجميع"، مشددا على ضرورة تجديد الحوكمة المؤسسية ليتسنى للبنان الاستفادة تماما من خريطة الطريق المتعلقة بالدعم الدولي التي صيغت في المؤتمرات التي عقدت في روما وباريس وبروكسيل. ودعا الى نبذ الخلافات وتكثيف الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الاعتبارات السياسية الحزبية.

غوتيريس...لحكومة شاملة سريعا: وفي تقريره التقييمي الشامل الذي يقدمه الى مجلس الامن كل ستة اشهر، عن تنفيذ قرار مجلس الامن 1701 خلال الفترة من 21 حزيران الى 26 تشرين الاول 2018، الذي ناقشه مجلس الامن الاربعاء الماضي، دعا الامين العام الى التحلي بالرغبة في التسوية لايجاد قاسم مشترك، وتجنب خطر تجدد الشلل المؤسسي والتعجيل في تشكيل حكومة تصون التوازن المكرّس في اتفاق الطائف والدستور. واهاب بـ "السلطات المقبلة ان تواصل سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان، بما يتفق مع اعلان بعبدا للعام 2012"، داعيا جميع الاطراف اللبنانيين الى الكف عن الانخراط في النزاع السوري وباقي النزاعات في المنطقة". وشدد على ان امتلاك اسلحة غير مأذون بها خارج نطاق سيطرة الدولة، باعتراف متكرر من حزب الله نفسه وجماعات مسلحة اخرى من غير الدول، في انتهاك للقرار 1701، يثير قلقاً بالغاً ويشكل تهديدا خطيرا لاستقرار لبنان والمنطقة.

ام لبنان: وتوازيا، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون "اننا نجتاز اليوم ازمة تأليف الحكومة التي لم تعد ازمة صغيرة لأنها كبرت." وقال في كلمة امام المشاركين في سباق الاستقلال"هي ازمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم اتت اليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي انها امه. وبعد جهد جهيد، قال انه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكٍّل واحدة قطعة. فصرخت احداهما: لا تقتله بل اعطه كلّه الى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الام الحقيقية. ونحن اليوم نريد ان نعرف من هي ام لبنان لكي نعطيها لبنان. وسأكتفي بهذه الكلمة الموجزة."

التسوية ضرورية: من جهته، وفي موقف لافت من الازمة، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "بعد الكلام الذي ورد في الفاتيكان على لسان وزير خارجيته غلاغر وحضور الحبر الاعظم وبعيداً من الاعتبارات المحلية الضيقة، فإن التسوية ضرورية ايا كانت مرارتها تفاديا للانهيار".وارفق جنبلاط تغريدته بصورة لاحجار دومينوز تحمل صوراً لشخصيات عالمية وهي تتداعى. 

حزب الله...حسنوا نياتكم: الى ذلك، اشار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى "ان الذين انتخبهم الناس من ابناء الطائفة السنّية الكريمة، ومثّلوا شريحة واسعة منها 10 نواب اتفق منهم 6 نواب ان يتمثلوا في الحكومة فهذا حق لهم وتمثيلهم في الحكومة ليس منّة من احد، ولم يقدر احد ان يتجاوزهم." اضاف "اننا نلام لأننا دعمنا حقهم ووقفنا إلى جانب هذا الحق." وامل في "ان تتشكل الحكومة في اسرع وقت والمسألة مرتبطة في حسن النيّة وليست مسألة حسابات، لأن اذا اردنا ان نجري حسابات بحسب حق الناس بالتمثيل فتكون الحسابات خاسرة لجهة الطرف الذي لا يرضى بالتمثيل، دعونا نعمل حسابات النيات، فحسنوا نياتكم تصلون للحلول.... لن نكون شهود زور على تضييع حقوق من يطالب بحقه في هذا الأمر والمجال."

وليس بعيداً، اكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان العقوبات الأميركية لن تجبر ايران على وقف دعم المقاومة ودعم فلسطين". وواوضح خلال مشاركته في اعمال المؤتمر الدولي الـ 32 للوحدة الاسلامية في ​طهران​ تحت عنوان "​القدس​ محور وحدة الأمة"، "ان حزب الله رقم وازن في المعادلة الداخلية اللبنانية ورقم مؤثر في قرارات المنطقة."

اجتماع سنة 8 آذار: وسط هذه الاجواء، بقيت المواقف على حالها لجهة رفض الرئيس المكلف سعد الحريري استقبال وفد نواب سنة 8 اذار الذين طلبوا موعدا من بيت الوسط لم يحصلوا على جواب في شأنه بعد. وفيما اشارت مصادر مطلعة لـ"المركزية" الى ان حركة اتصالات تدور خلف الكواليس من اجل اقناع الرئيس المكلف باستقبال هؤلاء ولو شكلا وابلاغهم موقفه الرافض توزيرهم، قالت مصادر نواب "اللقاء التشاوري" لـ"المركزية" أن الوزير جبران باسيل اغتنم فرصة الاجتماع الذي عقده معهم الاثنين الفائت للتعبير عن "اقتناعه" بأحقية مطلبهم. واوضحت ان هؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء استمرار الرئيس المكلف في تجاهل مطلبهم وتجاوز حجمهم. وهم يتجهون إلى عقد لقاء الاثنين أو الثلثاء المقبلين لاتخاذ الموقف.

الراعي: في مجال آخر، وفيما يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "زيارة الاعتاب الرسولية" التي تتضمن ايضاً زيارة المجامع والمجالس البابوية في الفاتيكان، اجتمع اليوم مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين واساقفة الكنيسة المارونية في حضور وزير الخارجية المطران بول غلاغر . وكان اعلن امس خلال تلبيته  دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية الى لقاء تكريمي لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج "اننا اذا اردنا فعلا تكوين عائلة واحدة لا احد منا يمكنه ان يتفرد بأي شيء. هذا جمال نظامنا اللبناني. التفرّد يعني خراب البلد ثم لا ثنائيات ولا ثلاثيات او رباعيات او غيرها. هناك ثنائية واحدة هي الطائر اللبناني بجناحيه المسلم والمسيحي الذي استقر فوق جبال الأرز وفق رؤيا حزقيال وهذا الطائر يستمد قوته من هذا التنوع، وضعف احد الجناحين يعني سقوط الطائر. حياتنا معا تقتضي الإحترام المتبادل الى جانب الثقة. هذا كلام الإستقلال".

وفد المصارف الى واشنطن: على خط آخر، وفي إطار الجهود المنظمة التي تقوم بها جمعية مصارف لبنان منذ العام 2011 لتعزيز العلاقات المصرفية مع الأسواق المالية الدولية، يزور وفد من مجلس إدارة الجمعية نيويورك وواشنطن في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني الجاري، بحسب ما افاد بيان الجمعية. وتشمل مراكز القرار الأميركي المعنيّة بالعقوبات، أي مجلس النواب ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة.

ايران تدافع عن السعودية! ايرانياً، وفي موقف لافت بتوقيته، غمز الرئيس الايراني حسن روحاني من قناة السعودية قائلاً "نحن على استعداد للدفاع عن الجزيرة العربية كما ساعدنا العراق وافغانستان ومن دون اي مقابل"، مجدداً التأكيد "ان ايران لا تشكّل خطراً على اي احد"، متابعاً "عليكم ان تخافوا القوى العظمى والخونة، نحن اخوانكم ونقف الى جانبكم، نحن نتألم حين نرى بان جرائم كبرى تقع في المنطقة باسم الدين، نحن نأسف لحادثة اسطنبول حيث تم تقطيع انسان هناك بيد مسلم، هذه وصمة عار للمسلمين".

مساواة في تونس: عربياً، وفي خطوة تُعزز من حرية المرأة وحقها بالمساواة، صادق مجلس الوزراء التونسي، بإشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، على مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذي يتضمن احكاما بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة.