عون مرتاح للمصالحة: وحدة وطنية ومنعة للساحة... وبري يهنئ
واشنطن تسأل لبنان عن هوية ومكان مسـؤولي حزب الله وحماس
النيابة السـعودية: قائد فريق اُرسِلَ لاعادة الخاشـقجي أمرَ بقتـله

المركزية- في واجهة الحدث، بقيت متربعة لليوم الثاني على التوالي المصالحة الشمالية المارونية بين حزب القوات اللبنانية وتيار المردة، نسبة للاهمية التي تتسم بها الخطوة التاريخية الجريئة على الساحتين الوطنية عموما والمسيحية خصوصا وتردداتها الايجابية المتوقع ان تنسحب سريعا على المستوى الشعبي. موجة الترحيب العارمة التي انطلقت امس تواصلت اليوم في المواقف واتصالات التهنئة، فيما بقيت الاتصالات الهادفة الى تذليل عقدة التشكيل الاخيرة خجولة تخرقها حركة "متواضعة" لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل غير محسومة النتائج حتى الساعة.

عون يرحّب: وفي اول موقف من الالتقاء المسيحي– المسيحي، نقل زوار قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ارتياحه للمصالحة التي تمت في بكركي برعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بين رئيس تيار " المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، معتبرا ان اي توافق بين الاطراف اللبنانيين لاسيما الذين تواجهوا خلال الاحداث الدامية التي عصفت بلبنان، يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوي سلطة الدولة الجامعة.

وبري يتصل: اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فأجرى اتصالات بالبطريرك الماروني وبفرنجية وجعجع، مهنئا بالمصالحة.

الى بكركي: حكوميا، لا حراك الا لباسيل الذي يواصل مسعاه لحل عقدة تمثيل سنّة 8 آذار. فغداة لقائه في دار الفتوى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، يزور عصرا بكركي حيث يستقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقد التقى اليوم في مقر التيار الوطني الحر في سن الفيل الوزير السابق محمد الصفدي (الذي اجتمع بالحريري قبل أيام في بيت الوسط)، وعرض معه الاوضاع العامة وخصوصا موضوع تشكيل الحكومة. وفي دردشة مع الصحافيين بعد اللقاء، أكد الصفدي ان "كل المساعي القائمة تساعد في تشكيل الحكومة، وجميعنا يهمنا ان يتم الاتفاق وتولد الحكومة في أسرع وقت، وكل شخص وكل حزب يضع امكاناته للتواصل مع المعنيين للتوصل الى حل. ومن خلال لقاءاتي مع المسؤولين لمست ان الجميع يريد حكومة". وعن امكان تمثيله في الحكومة، اعتبر الصفدي ان "المهم بالدرجة الاولى ان تتشكل الحكومة ثم من يتمثل بها لا يهم". وتمنى "ان تثمر جهود الوزير باسيل إيجابا"، مبديا تفاؤله "ما دامت القلوب صافية تجاه تشكيل الحكومة"... في الاطار عينه، التقى باسيل عضو اللقاء التشاوري النائب عدنان طرابلسي يرافقه مدير جمعية المشاريع الخيرية في الشمال طه ناجي، وعرض معهما للأوضاع والمساعي القائمة لحلّ العقدة الحكومية.

مبعوث اميركي في المنطقة: على خط العقوبات الاميركية على ايران ووكلائها في المنطقة، كشف مصدر دبلوماسي اميركي لـ"المركزية" "ان واشنطن ستطلع بيروت على التدابير الجديدة من خلال اسئلة الى الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية الرسمية حول تحديد هوية ومكان تواجد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الذي تقول الادارة الاميركية انه يتحرّك بكل حرية في لبنان وهو من مؤسسي الجناح العسكري لحماس، فضلا عن مسؤولَين من "حزب الله" هما خليل يوسف محمود حرب وهيثم علي طبطبائي الذين شملتهم العقوبات". وفي السياق، تندرج مساعي الدبلوماسية الاميركية ومن ضمنها مهمة المبعوث الاميركي الخاص بشأن ايران برايان هوك الذي يزور المنطقة حاليا ويبقى فيها حتى الاربعاء المقبل ويلتقي مع مسؤولين اسرائيليين وخليجيين، في خانة التنسيق لإنجاح الاستراتيجية الاميركية الضاغطة على ايران ووكلائها.

وطن التنوّع: في غضون ذلك، لفت الرئيس عون الى "ان لبنان وطن تجتمع فيه مختلف وجوه التنوع على امتداد الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية، وهذا يتطلب بذل جهد كبير من اجل توطيد الوحدة الوطنية والحفاظ عليها، على اسس احترام ضمير الجميع وحرية الافراد في التعبير عن معتقداتهم وتطلعاتهم بحرية"، مشيرا الى ان "من الطبيعي إذذاك ان تكون لدينا احزاب سياسية متعددة وانقسامات في الرأي، لكن الجميع متفق على المصلحة الوطنية العليا، كما ان الجميع متضامن على احترام استقلال لبنان والحفاظ على حريته وسيادته". ولفت خلال استقباله في قصر بعبدا، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري، على رأس وفد من اتحاد الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تعنى بتقديم العون الى مسيحيي الشرق،  ROACO الى انه يشاطر مسيحيي المشرق "عمق القلق حول مستقبلهم في المنطقة".

تحيات البابا: أما الكاردينال ساندري فنقل الى الرئيس عون تحيات البابا فرنسيس وبركته للبنان ودعاءه بالسلام للشعب اللبناني، وقدم له ميدالية تذكارية من البابا لمناسبة هذه الزيارة. وقال "نحن متأكدون ان لبنان الديموقراطي، القائم على احترام العدالة والكرامة البشرية هو ضمانة لكل الشرق الأوسط. ومن اجل ذلك، وليس فقط لأن لبنان يحترم الحرية الدينية لأبناء مختلف الاديان، فأننا نقدّر وطنكم لأنه يعيش فيه المواطنون قواعد الحفاظ على الكرامة الانسانية. ولهذه الغاية نحن سعداء لوجودنا هنا، ونعرف، فخامة الرئيس، انكم في خط الدفاع الاول لبلوغ هذا الهدف. ولا يسعنا للمناسبة الاّ ان نقدّر عملكم الشاق لتحقيق هذه الاهداف."

نمو 2%: في الاثناء، وفي وقت تكثر التحذيرات من انهيار اقتصادي وشيك ما لم يتم الاسراع في تأليف حكومة، توقع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان يحقق الاقتصاد نموا بنسبة 2% مع نهاية العام 2018 مشيرا الى ان الودائع المصرفية مرتفعة 4% على أساس سنوي.

مقتل خاشقجي: اقليميا، وجهت النيابة العامة السعودية التهم إلى 11 شخصا من أصل الـ21 في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي واقامت الدعوى الجزائية بحقهم، وإحات القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع باقي الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم (5) أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على الباقين. وأكد النائب العام السعودي أن من أمر بقتل خاشقجي هو قائد الفريق الذي أرسل لإعادته للمملكة، وإن التحقيقات مستمرة لتحديد مكان الجثة، لافتا الى أن دور المستشار السابق سعود القحطاني كان الاجتماع بالفريق المكلف بإعادة خاشقجي. وذكر النائب العام إن خاشقجي قُتل بعد شجار وتم حقنه بمادة قاتلة وإن خمسة متهمين أخرجوا جثته من القنصلية بعد تجزئتها. واشارت النيابة العامة الى أنه سبق أن طلبت من "الأشقاء" في جمهورية تركيا تزويدها بالأدلة والقرائن التي لديهم ومنها أصول كافة التسجيلات الصوتية التي بحوزة الجانب التركي المتعلقة بهذه القضية.

تركيا: في المقابل، أعلن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أن أنقرة غير راضية عن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية بشأن مقتل خاشقجي. وأكد أن قتله كان مخططا سلفا وتم جلب معدات وأفراد إلى تركيا لتقطيع جثته، لافتا الى أن الفريق المكون من 15 فردا الذي شارك في قتل خاشقجي تجب محاكمته في تركيا.

وقف العمليات: على صعيد آخر، أمر التحالف بقيادة السعودية بوقف الحملة العسكرية في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، بحسب ما كشفت ثلاثة مصادر لـ"رويترز". ويأتي القرار وسط دعوات حلفاء غربيين لوقف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة منذ اكثر من ثلاث سنوات والتي دفعت اليمن إلى المجاعة.