اختتام لقاء "حوارات المتوسط": المتوسط في قلب الأولوية الاستراتيجية لإيطاليا
كشفت "حوارات المتوسط"، وهو مؤتمر دولي ينظم سنوياً برعاية وزارة الخارجية الإيطالية ومعهد الدراسات السياسية في إيطاليا، أن إيطاليا لا تقتصر على كونها دولة بحرية فقط ولكن مركزيتها في المسطحات المائية التي توحد القارات الثلاث ظلت لفترة طويلة مرفوضة باعتبارها مجرد حقيقة جغرافية. وتصدرت مسألة التغيير في الديناميكيات الجيوسياسية المرتبطة بالبحر المتوسط، المناقشة التي شهدت قيام رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي ستيفانيا كراكسي، بتحليل الماضي والحاضر للعلاقة بين إيطاليا والبحر.
وقالت كراكسي: "إن البحر المتوسط يعد جزءًا أساسيًا من التصور الخارجي لإيطاليا وهذا الوعي لم يكن دائما واضحا لإيطاليا أو الرأي العام. إيطاليا ضلت الطريق إلى البحر المتوسط لعقود بين وهم أن العولمة كانت ستؤثر على الأهمية الجيو - استراتيجية لهذا البحر، وبين الاهتمام الحصري بهذا الجانب الأوروبي وعبر الأطلسي تجاه منطقة البلطيق وأوروبا في إشارة لما يطلق عليه الجناح الشرقي".
وأشارت إلى "معيارين يتحكمان في النهج الاستراتيجي الذي تتبعه الدول تجاه البحر المتوسط، وهما عودة المنافسة بين القوى العظمى وتفكيك النظام العالمي كما كان قبل وباء كورونا وغزو أوكرانيا، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي".
من جهته، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية زيد عيادات: "إن المصالح التجارية ومجال الطاقة والمصالح الاستراتيجية التي يتميز بها البحر المتوسط تمثل ساحة معركة جديدة بين اللاعبين الرئيسيين الذين يتنافسون معا".
ورأى أن "القوى المتوسطية تلعب في هذا الصدد دورًا مهمًا في السيناريو الأوسع".
تعد خطة ماتي بشأن أفريقيا خطوة أولى مهمة تسلط الضوء على الحاجة إلى نهج شامل يأخذ في الاعتبار العلاقة بين البحر والحقائق المرتبطة به.
واعتبرت كراكسي أن "الخطة لا يمكن أن تكون شاملة للالتزام في البحر المتوسط"، لكنها أشارت إلى "المسار نفسه الذي يشمل مراجعة أخطاء الماضي".
وتطرقت كراكسي إلى حال ليبيا "حيث قامت إيطاليا باللجوء لمصادر خارجية لإدارة الأزمة، مع رفض لعب دور قيادي، الأمر الذي سمح للجهات الفاعلة الأخرى بملء الفراغ الذي تركته روما".
وأكدت أن "إيطاليا لديها الفرصة للعودة إلى تنمية طموح مشروع يأخذ شكل إدارة نشطة للأزمات وتولي دور أكثر أهمية في المنطقة".
كان الأدميرال جوزيبي كافو دراجوني، رئيس أركان الدفاع الإيطالي السابق ورئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، قال في سبتمبر الماضي، إن التجارة في البحر الأحمر انخفضت بنسبة 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي بسبب هجمات الحوثيين.
ولفت إلى أن "الدول الغربية، سواء من وجهة نظر الناتو أو من وجهة نظر أوروبية، تدخلت بمهام عسكرية متعددة مثل عملية اسبيدس أو حارس الازدهار لحماية الطرق، مما يدل على مركزية هذه المنطقة بالنسبة للمصالح عبر الأطلسي".
وأكد الأدميرال أن "حلف الناتو يمكن أن يلعب دوراً مهماً باعتباره عامل استقرار ومنصة للحوار بين الدول التي تتشارك نفس القيم".
من جهتها، اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا مليوني ان "إيطاليا كدولة في وسط البحر المتوسط، تدرك أنها تتحمل مسؤولية كبيرة".
واشارت إلى أنه "خلال الدورة العاشرة لحوارات روما المتوسطية، أظهرت الحكومة الإيطالية أنها تريد أن تلعب دورها في الديناميكيات العالمية، فيما يتعلق بالفرص المرتبطة بتنمية الروابط الاقتصادية".
وتحدثت عن ترشيح إيطاليا لتصبح المركز الرئيسي لربط تدفقات الطاقة بين أفريقيا وأوروبا، موضحة أن "اتصالات الطاقة هي إحدى ركائز خطة ماتي".
وتابعت ميلوني: "نريد بناء مساحة جيوسياسية آمنة ومستقرة بشكل متزايد بهدف التعاون المتساوي".
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن مساعدات إنسانية جديدة ستغادر إلى غزة غداً.
وتحدث تاياني على منصة إكس في نهاية اجتماع مجموعة السبع للشؤون الخارجية، عن نبأ وقف إطلاق النار في لبنان.
تابع: "فخور بأنني قدمت مساهمة حاسمة في هذه النتيجة المهمة للسلام في الشرق الأوسط".
وعبر وزير الخارجية الإيطالي عن الفخر لترؤس أربعة اجتماعات لمجموعة السبع، مضيفاً: "إيطاليا تعود إلى صدارة السياسة الدولية، وتحظى بالاعتراف المطلق من حلفائها. وسنواصل العمل لتعزيز الاستقرار في العالم".
وأعلن أن "طائرة ستغادر قاعدة برينديزي غداً حاملة مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة ضمن برنامج الغذاء لغزة".
بدوره، عبر نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيطالي بييرو فاسينو، عن توقعاته بشأن إدارة دونالد ترامب القادمة، أن "هدف ترامب هو التوصل إلى حل للصراع في وقت قصير للغاية حتى في 24 ساعة".
وأشار إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحاول فرض سيطرته على أكبر قدر ممكن من الأرض حتى يوم تنصيب ترامب من أجل الدفاع عن انتصاراته"، موضحاً أن "هدفه هو توسيع غزو الأراضي الأوكرانية قدر الإمكان".
وقال:" إن بوتين لن يجلس على طاولة المفاوضات إلا إذا تم القبول بأن الحدود بين روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن تكون هي حدود عام 2022، ويجب أن تتوافق مع الضم الروسي لدونباس".
وأوضح فاسينو أن "أوكرانيا تتخوف من أن يؤيد ترامب هذه الفرضية من أجل التوصل إلى حل لصالح روسيا".