قيومجيان: زمن إستعمال فائض القوة داخلياً إنتهى ولن يبقى سلاح إلا بيد الدولة
دعا رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق د. ريشار قيومجيان إعلام "الممانعة" وشخصياتها ومشايخها الى الإقلاع عن لغة التهديد والوعيد والتوقّف عن التصنيف والتخوين، مضيفاً: "عيب. هذا منطق مريض. بلغت بهم الوقاحة حدّ تخوين الجيش اللبناني لإستهداف العماد جوزف عون. هذه الرؤوس الحامية يجب ان تبرد لتلافي الفتنة. فيما نحن نتمسّك بمنطق الدولة والدستور والرهان على الجيش أي نرفض من جهتنا أي فتنة".
في مقابلة عبر "لبنان الحر"، تطرّق قيومجيان الى الإنتخابات الرئاسية الاميركية وتداعياتها على الحرب الدائرة قائلاً: "كل الدول بإنتظار الإنتخابات الأميركية لأن السياسة الخارجية قد تتخذ منحى آخر وبالتالي لها إنعكاسات على كل دول العالم. لكن يجب عدم تحميلها أكثر مما تتحمّل. من الواضح كيف تتعامل السياسة الأميركية مع إسرائيل فهي تدعمها في الكامل وهذه ثابتة أميركية ولا نقاش فيها. مهما كبر شأن الدولة العظمى لا أحد يستطيع إيقاف الحرب إلا اللاعبين الإقليميين لذا لا أرى أي تغيير مباشر الآن والأمور ستستمر أقلّه حتى استلام الرئيس المنتخب".
وفي قراءة لمقاربة طرفي النزاع أي إسرائيل وإيران، شرح قيومجيان: "إيران تقاتل إسرائيل من خلال أذرعها "الحزب" في لبنان و "حAاس” في غزة. ستبقى تقاتل حتى آخر عنصر من "الحزب" وحتى آخر منزل في الجنوب والضاحية والبقاع لأنها تريد أن تفاوض الإدارة الأميركية المقبلة وليس الحالية. أما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فحدّد أهدافه: لا "حزب" جنوب الليطاني ولا عمقاً إستراتيجياً له - أي قطع التواصل عبر سوريا - ولا أوكسجين للإمدادات. الإستراتيجية الإسرائيلية تقوم على عدم الاجتياح بل التوغّل بهدف ضرب الأنفاق وقيام أرض محروقة وتدمير القرى. الإسرائيلي قادر أن يستمر سنوات كونه يقصف ويغيّر جواً ويقوم بعمليات برية محدودة ولكن هل يستطيع الحزب - الذي لا ننكر انه يقاتل في الميدان - أن يستمر في ظل قطع الإمدادات؟".
تابع: "أين حمى "الحزب" لبنان وبيئته واللبنانيين؟ أين توازن الردع الذي لطالما إخبرنا عنه؟ نحن معنيون بتطبيق الـ1701 أكثر من إسرائيل وبإظهار جدّية بتطبيقه، حينها كل الدول ستكون إلى جانبنا لتطبيقه وتمارس الضغوط في سبيل ذلك".
ختم قيومجيان: "زمن استعمال فائض القوة في السياسة الداخلية اللبنانية إنتهى. لن يبقى سلاح غير شرعي بعد إنتهاء هذه الحرب، لانه إما أن نبني دولة وإما إستمرار الحروب والمزيد من الانهيار. نحن ننادي بذلك منذ ٢٠ سنة وليس اليوم في ظل النكبات والحرب مع إسرائيل. علينا ان نقرّ أن الدولة اللبنانية وحدها هي الضامن للجميع".