التخلّص من غالانت وتعيين ساعر: تل ابيب تراوغ والمفاوضات شكلية
لورا يمين
المركزية- قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لشركائه الحريديين في ائتلافه الحكومي، إن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه ستكون ممكنة بعد الهجوم الذي تم شنه على إيران فجر السبت... يأتي ذلك بعد ان حذر غالانت من أن تل أبيب تمضي في حربها "بدون بوصلة"، مشيرا إلى غياب تحديد لأهداف الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة وعلى لبنان، فيما رد نتنياهو بالتأكيد على أن أهداف الحرب "تم توسيعها مؤخرا". وبحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11"، فقد نقل نتنياهو رسالة إلى شركائه الحريديين في الائتلاف الحكومي، مفادها أن إقالة غالانت من منصبه، ستكون ممكنة بعد الهجوم على إيران. وأشار التقرير إلى أن أعضاء الكنيست الحريديين، قد هددوا بـ "إثارة أزمة ائتلافية"، هذا الأسبوع، بسبب عدم التقدم في قانون التجنيد. كما احتجت الأحزاب الحريدية الأحد، على تأخير التقدم في تشريع قانون التجنيد، من خلال مقاطعة اجتماع اللجنة الوزارية للتشريع. ووفق التقرير، فقد طلب نتنياهو و"فريقه" الانتظار في ما يتعلق بالأزمة التي يواجهها ائتلافه الحكومي، "إلى ما بعد التوتر الأمني مع إيران"، لافتين إلى أن نتنياهو "مستعد لإقالة وزير الدفاع، في أقرب وقت ممكن".
ليس بعيدا، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الوزير ورئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر مرشح لخلافة غالانت. وبحسب الوسائل الإعلامية الإسرائيلية فإن محادثات تجري بين ساعر ونتنياهو بشأن انضمامه للحكومة، كوزير للدفاع أو الخارجية خلال ساعات، مشيرة إلى أن الخيار الأول أكثر ترجيحا. وقال مسؤول سياسي كبير إنه "بينما يجري نتنياهو مفاوضات متقدمة مع جدعون ساعر يشارك غالانت في مناقشة أمنية في مكتب رئيس الوزراء". ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في حزب "الليكود" إشاراتها إلى أن "الشيء الوحيد الذي يفصل ساعر عن الانضمام إلى الحكومة هو قرار نتنياهو بإقالة غالانت، وهو القرار الذي لم يتخذه بعد بشكل نهائي على الرغم من أن العلاقة بينهما غامضة".
تعليقا على هذه المعلومات، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "منذ أشهر عديدة وأنا أدعو رئيس الوزراء نتنياهو إلى إقالة غالانت، وحان الوقت للقيام بذلك على الفور". وأضاف أنه "يجب اتخاذ قرار في الشمال وغالانت ليس الرجل المناسب".
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه الخطوة، اي اقالة غالانت، في حال حصلت، فإنها ستشكّل دليلا قاطعا على ان تل ابيب ليست ابدا في وارد التهدئة او تسهيل التسويات، اكان في غزة او في لبنان. وبينما عادت المفاوضات للتوصل الى اتفاق في غزة، تنتعش في الدوحة امس، بمطلب اميركي، فإن تعيين شخص متطرف كساعر، في وزارة الدفاع، سيعني ان تجاوب تل ابيب مع "رغبة" واشنطن اكان في ضربة ايران او في الجلوس على الطاولة في قطر، ليس الا شكليا، بينما قرار اسرائيل الفعلي لا يزال على حاله: لا تهدئة في المدى المنظور. ايضا، فإن كل ما يحصل خلال مفاوضات تل ابيب مع واشنطن حول لبنان، والحديث عن وقف وشيك للنار لشهرين، في هذه الحال، سيكون فقط للصورة. اذ كيف تكون تل ابيب صادقة في الذهاب نحو تهدئة بينما هي تسعى الى التخلّص من وزير دفاع دعا الى ضرورة ان يترافق الخيار العسكري مع تسوية سياسية؟!