Oct 28, 2024 12:50 PM
أخبار محلية

"النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع".. بو حبيب: لتنفيذ القرار 1701

المركزية - أكّد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب أنّ "أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها"، مشدداً على أنّ "إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية". وطالب بوحبيب بِـ"دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين وتعزيز قدراتنا الدفاعية"، مشيراً إلى ان "لبنان يريد العيش مع محيطه المتوسطي بأمان وسلام والتأسيس لشراكة قائمة على العدل والمساواة".

كلام بوحبيب جاء خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة على المستوى الوزراري لاعمال الاتحاد من اجل المتوسط في مدينة برشلونة – اسبانيا، وجاء فيها: "بداية، الشكر لإسبانيا على إستضافة هذا المؤتمر ودعمها للبنان، وعزمها على بناء سلام مستدام قائم على الحق والعدل في منطقتنا. كما أشكر المفوضية الأوروبية على حسن تنظيم هذا الإجتماع الذي نتمنى أن يكون مثمرا".
 لقد شكل المتوسط عبر العصور بحرا" للترابط والتواصل بين شعوبنا وحضاراتنا، حيث أنعكس التعاون علينا جميعا" إزدهارا" وسلاما". لقد مررنا أيضا" بفترات مضطربة وتحديات صعبة. لكن يبقى القاسم المشترك بين كل هذه الحقبات في العلاقات المتوسطية، التداخل المصيري فيما بيننا. فعندما يعطس أحدنا يلتقط الطرف الآخر الزكام. مما يعني أننا مترابطون عضويا" ومصيرنا متداخل، وبالتالي مستقبلنا مشترك الى حد بعيد".

أضاف: "يعاني وطني لبنان اليوم من ويلات حرب طاحنة تهدد مصيره، ومستقبل أبنائه. فلقد تحولت معظم  المناطق اللبنانية التي لم تتعرض للقصف والدمار لتاريخه الى ملجأ ومأوى لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني، أي واحد من أصل أربعة من اللبنانيين المقيمين أصبحوا بلا مأوى، ولا مسكن، ويفترش بعضهم الأرض على جوانب الطرقات والأرصفة، ويعتاش جزء كبير منهم من ما توفر من مساعدات لا تسد سوى القليل من إحتياجتهم، بعد أن فقدوا بيوتهم، وأرزاقهم. إن أكثر ما يقلقنا اليوم في لبنان، هو الفتنة الداخلية نتيجة توسع الإحتكاكات بين النازحين اللبنانيين، وسكان المناطق التي نزحوا اليها. فلبنان يعاني من أزمة إقتصادية حادة منذ العام 2019، ولم يتعافى منها لتاريخه. إذا لم تتوقف الحرب فورًا، فإن النزوح والاكتظاظ في المناطق الجغرافية الضيقة التي تعاني أصلا" من ضيق اقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع، ويهدد بحدوث صدامات مجتمعية، مما قد يسفر عن هجرة كبيرة".

وتابع: "لن أتحدث أكثر عن ما نواجهه من تحديات ومآسي، بل أريد أن أشارككم ما نتطلع إليه من حلول وإقتراحات لتحسين الظروف للحفاظ على ما تبقى من بلدنا، وحماية مصالحنا جميعا" المترابطة عضويا". ففي حين تولد إسرائيل بسياستها وعدوانها أحقاد طويلة الأمد، تزرع البزور لحروب مستقبلية،  فنحن اليوم نريد، وقبل كل شيئ، أن نعيش بسلام وأمان مثلكم. ولتحقيق ذلك، نطلب دعمكم ومساعدتكم لتحقيق ما يلي:
1. وقف" فوري لإطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين. 
2. إنسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي إحتلتها خلال عدوانها المستمر، وعودتها الى جانبها من الحدود المعترف بها دوليا".
3. تعزيز قدراتنا الدفاعية، لنشر الجيش اللبناني معززًا بالعتاد والعناصر على طول الحدود الجنوبية الدولية وجنوب نهر الليطاني، مع التأكيد على أن السلطة الوحيدة المشرعة هي سلطة الدولة اللبنانية، وفقًا لما جاء في القرار 1701. فالإستقرار والهدوء يحتاج لقوات مسلحة لبنانية قادرة على تحويل ضعف لبنان الى قوة. لقد سبق أن إختبرنا بعد الإستقلال سياسة عدم بناء قدراتنا الدفاعية على أساس أن قوة لبنان في ضعفه، الى حين أن أرخت القضية الفلسطينية بثقلها علينا في منتصف ستينات القرن الماضي. كما لم نستطع بعد ذلك بناء قوة مسلحة قادرة على حماية لبنان. فنحن نتوق الى بناء قوات مسلحة قوية تستطيع حماية بلدنا من الأطماع الخارجية.
4. إعادة النازحين على طرفي الحدود الى قراهم وبلداتهم.
5. تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني.
6. تحويل المساعدة الدولية  للنازحين السوريين الذين عادوا الى وطنهم أقل كلفة وأكثر فعالية، نظرا" للوضع الحالي في لبنان، أصبحت سوريا أكثر أمنا".
7. تعزيز فرص السلام من خلال المساعدة بإعادة الإعمار في المناطق اللبنانية المنكوبة من أجل تأمين مقومات الحياة الكريمة والآمنة للعائدين الى ديارهم".

وختم بوحبيب: "نكرر بأن لبنان يريد العيش مع محيطه المتوسطي بأمان وسلام، والتأسيس لشراكة قائمة على العدل والمساواة. فنحن شركاء تاريخيين، ونتطلع اليوم لمساعدتكم ودعمكم لإنهاء دوامة العنف والقتل، كي ننتقل الى رحاب أوسع تسود فيه العدالة، والرخاء، والإزدهار. هذا هو خيارنا في لبنان، ولكن القرار ليس بيدنا وحدنا. فالخيار واضح اليوم: هل نتعاون في منطقتنا لتحقيق هذه الأهداف السلمية، أم سنترك قوى التطرف والمصالح السياسية الآنية تخط مستقبل منطقتنا بالحديد والنار، وتعزز الكراهية والحقد، وتؤسس لحروب مستقبلية".

نشاط بوحبيب: كما التقى صباحا" وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وشكره على مواقف بلده وما تقدمه من مساعدات إنسانية، وأخرى للقوات المسلحة، ورغبتها بتعزيز وتطوير هذا التعاون. وقد شدد الوزير بوحبيب على دور اسبانيا الاساسي الذي يتمسك به لبنان في اطار عمل اليونيفيل، مجددا ادانته لأي إعتداء على قوات حفظ السلام والعاملين فيها.  وشرح ايضا" الوزير بوحبيب الخطوات التي يعتزم لبنان اتخاذها لتعزيز سلطة الدولة جنوب نهر الليطاني، واهمية الوقف الفوري لاطلاق النار، منبها" من خطورة استمرار الحرب على النسيج الاجتماعي اللبناني، وما قد ينتج عنها من اضطرابات داخلية، ستؤدي الى هجرة خارجية غير مسبوقة. وبنهاية الاجتماع صدر بيان مشترك عن كل من لبنان واسبانيا شدد فيه الطرفين على استمرار التنسيق والتعاون، وادانة استهداف المدنيين، والصحفيين والمسعفين، والمرافق الصحية، وقوات اليونيفيل.

كما بحث مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون بالوضع في لبنان والمنطقة، ودور سلوفينيا البناء والمتوازن في  مجلس الأمن، وخطورة التصعيد الحاصل وكيفية إعادة ضبط الأمور، ووقف إطلاق النار. وقد شكرها على حضورها مؤتمر باريس لدعم لبنان في ٢٤ تشرين الاول ٢٠٢٤، وعلى المساعدة التي تعهدت بلادها بتقديمها بقيمة مليون يورو. 

وقد انهى الوزير بوحبيب جولته الخارجية ولقاءاته في عدة عواصم اوروبية لحشد التأييد الدبلوماسي لوقف اطلاق النار على ان يستأنف نشاطه في بيروت نهار الاربعاء القادم.

الى ذلك، عممت وزارة الخارجية البيان المشترك لإسبانيا ولبنان الصادر على اثر اجتماع وزيري خارجية البلدين، جاء فيه:"تشدّد إسبانيا ولبنان على الدعوة إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار يسمح بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، يعني ذلك اعادة بسط سيادة الدولة على كامل ترابها، ويضمن عودة النازحين على كلّ من جانبَي الخط الأزرق إلى منازلهم".

أضاف البيان:" تدين إسبانيا ولبنان الهجمات ضدّ قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان وضدّ الجيش اللبناني. كما تدين حكومتا البلدين الهجمات ضد الأطقم الطبية والمرافق الصحية، الصحافيين والمدنيين وتطالبان بالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف. وتلتزم إسبانيا ولبنان بالعمل معًا من أجل استقرار الوضع في جنوب البلاد وبناء سلام دائم في المنطقة .كما تؤكد حكومة إسبانيا مجددًا استعدادها لمواصلة المساهمة في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الخطيرة في البلاد وتعزيز الدعم من خلال التعاون الإسباني، بما في ذلك توفير الدعم في مرحلة الاستقرار. قدّمت إسبانيا للشعب اللبناني مساعدات إنسانية تقارب قيمتها 5,5 مليون يورو حتى الآن في سنة 2024 وأكثر من 12 طنًا من الأدوية والبطانيات للفئات الضعيفة من السكان".

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o