إيران تحارب إسرائيل بالواسطة
يسود اقتناع من اليوم الأول لإطلاق ما سمّي لبنانياً "حرب الإسناد"، بأن إيران لا تريد خوض حرب مباشرة ضد إسرائيل، بل تخوضها بالواسطة عبر أذرعها في المنطقة، "حزب الله" في المقدمة، ثم "الحشد الشعبي" في العراق، و"الحوثيون" في اليمن.
انتكاسة "حزب الله" التي سببها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، وخلفه السيد هاشم صفي الدين وقيادات الصف الأول بمعظمهم، كان يجب أن تدفع طهران إلى انتقام أشد بؤساً من عملية محدودة جاءت رداً على اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران، وضرب سفارتها في دمشق، وهو ما يعتبر تعرضاً للجمهورية الإسلامية في عقر دارها.
انتكاسة الحزب قوبلت باهتمام إيراني لإعادة ترميم قيادته وقواه بأقصى سرعة، فيتمكن من إكمال المعركة، ويعيد ما يسمى "توازن الرعب"، علماً أن الحزب، بعد نصرالله، وفي العصر الإيراني الجديد، بدّل كل تكتيكه الحربي واعتمد الخطط الموضوعة لمرحلة الخطر الشديد والاستنفار الأقوى، ووضع كل سلاحه وعتاده في الخدمة، ما خلا الصواريخ الإيرانية البالغة الأذى، والتي لم يؤذن بعد باستعمالها لأنها ستفتح الحرب المباشرة على إيران، وهو ما تعمل القيادة في طهران على تجنب تجرع كأسه المرة، على الأقل إلى حين الانتهاء من إنتاج قنبلتها النووية وفق ما يبرر المدافعون عن خيارها بعدم المواجهة الشرسة.
يقول متابعون قريبون من بعض دوائر القرار في الخارج، إن سبب إحجام طهران إلى الآن هو اتفاقها الضمني مع الولايات المتحدة الأميركية على عدم التعرض لها عبر حدودها الجغرافية، في الدول المحيطة، أي باكستان وأفغانستان وتركمانستان. وما الدليل على عدم رغبتها في الصدام المباشر إلا قول رئيسها مسعود بزشكيان: "نحن لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا"، مضيفا: "نحن إخوة للأميركيين أيضا".
غسان حجار- "النهار"