قلب الفاتيكان على لبنان..صلاة ومساعِ ودبلوماسية صامتة
يولا هاشم
المركزية - اعرب البابا فرنسيس خلال لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الفاتيكان منذ يومين، عن قربه الدائم من الشعب اللبناني وحرصه على المحافظة على ميزة لبنان في التنوع والحوار والعيش المشترك كما على دور ورسالة وحضور المسيحيين فيه.
بدوره، شكر البطريرك البابا على اهتمامه الدائم بلبنان وقضاياه مقدما له ثلاث وثائق خطية تناولت الأوضاع الامنية الراهنة في لبنان والاجتماعية والانسانية جراء العدوان عليه خصوصا لجهة حالة النزوح الداخلية وكيفية مواكبتها من قبل الكنيسة ومؤسساتها. اما الوثيقة الثانية فتحدثت عن القمة الروحية الاسلامية - المسيحية الاخيرة التي انعقدت في بكركي الاسبوع الفائت والبيان الصادر عنها. فيما تناولت الوثيقة الثالثة الوضع السياسي المتعثّر ومسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
تؤكد مصادر متابعة لـ"المركزية" ان البطريرك يعود في اليومين القادمين الى بيروت حاملاً معه البركة الرسولية وصلاة البابا الدائمة ومساعيه الحثيثة لوقف الحرب الدائرة وتمنياته بأن ينتهي كابوس لبنان قريبا. وتشير المصادر الى ان دولة الفاتيكان تهتم في الوقت الحاضر بلبنان على الصعيد الانساني وترسل مساعدات وتبدي اهتماما خاصا بأوضاع المسيحيين والقرى المسيحية الحدودية المُستَهدَفة والمعزولة والمتروكة من كل الجهات. وتقول المصادر: البابا قلق بالنسبة لأوضاع لبنان والتي من الواضح انها تتجه ومعها البلاد برمتها الى مزيد من التصعيد والحرب والصدام العسكري، والمدنيون من مختلف الطوائف يدفعون الثمن، بخاصة الشيعة والمسيحييين على الحدود.
اما في موضوع الحرب، فتلفت المصادر الى ان لا أحد يمكنه التدخل، لأن القضية أصبحت أكبر من لبنان، والصدام أصبح مباشرة بين اسرائيل وايران. إلا ان البابا يرفع الصوت ويتابع كل التفاصيل وهناك اهتمام حالياً بالجانب الانساني وإرسال المساعدات، لكن الفاتيكان عاتب بشكل عام على من يمكنهم القيام بخطوات أكبر باتجاه مساعدة المسيحيين واتخاذ مبادرات والاهتمام بالشأن الانساني بشكل أوسع. بالطبع، الكنيسة تهتم، لكن الفاتيكان ينتظر منها جدية أكثر ومتابعة أكبر.
والفاتيكان له دور كبير، تضيف المصادر، ويتابع قضية لبنان خاصة مع الاميركيين والفرنسيين ويعمل وفق دبلوماسيته الصامتة المعهودة. اليوم المطروح هو تنفيذ القرار 1701، لكن لن تقبل أي من الدول الكبرى او اسرائيل وغيرها بكلام على الورق، أي ان يصدر قرار دون ان يُنفَّذ، هذا انتهى. وان يُنفذ بالمعنى العملي والجدي بكامل مندرجاته مع الجيش واليونيفيل والامم المتحدة، لكن في حال لم يتم ذلك عمليا وميدانيا، فإن الحرب ستستمر ومعها الاعتداءات الاسرائيلية. لن تعطي الدول فترة سماح للبنان.
لم نعد في العام 2006 او 1982، هذه الحرب مختلفة جذريا لدى كل الاطراف وحساباتها مختلفة ، والدليل ما حصل حتى اليوم. فاغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وغيره من القيادات ليس بالأمر البسيط، ومن الواضح ان كل الحسابات والاعتبارات التي كانت موجودة في السابق على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي انتهت مفاعليها، وأصبحنا في مكان آخر، فإما ان نشهد التزاماً فعليا وليس فقط على الورق، وإلا فإن الامور ستستمر ولا نعرف متى وكيف ستنتهي.
وتضيف: لبنان الرسمي يقول بأن الـ1701 لم ينفذ من قبل اسرائيل، لكن ماذا عن البنى التحتية لحزب الله على طول الحدود الجنوبية؟ تختم المصادر.