واشنطن أمّنت مطالب تل ابيب.. هل تراعيها الاخيرة في "الرد" المنتظر؟
لورا يمين
المركزية- أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنّه تمّ نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في "إسرائيل"، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز" الاثنين. وأوضح أنّ "الجيش الأميركي سارع إلى نشر نظامه المتقدّم في إسرائيل"، قائلاً إنّه "في مواقعه الآن". ورفض أوستن التأكيد ما إذا كان ذلك النظام الدفاعي المضاد للصواريخ جاهزاً للعمل، لكنه أضاف"لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة، ونحن نسير على النهج الذي نطمح إليه". جاء ذلك، عقب إعلان المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، أنّ أوستن أذن بنشر بطارية صواريخ من طراز "ثاد" بتوجيه من الرئيس جو بايدن، ولفت حينها إلى أنّ "النظام سيساعد في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد الهجمات الصاروخية البالستية الإيرانية على إسرائيل في نيسان وتشرين الاول الجاري".
في الاثناء، قالت "القناة 14" الإسرائيلية الثلثاء، إن الخطة الإسرائيلية للرد على الهجوم الإيراني الصاروخي، صارت جاهزة، وقد تتضمن مهاجمة منازل مسؤولين إيرانيين، رداً على "محاولة اغتيال" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطائرة مسيرة أطلقها حزب الله على منزله، شمالي إسرائيل، قبل أيام. وذكرت القناة أن الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الخارجية قدّما لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، خطة الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران مطلع الشهر الجاري. وقالت إن الخطة التي لا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المسؤولين، تتضمن خيارات واسعة لمهاجمتها، بما في ذلك المنشآت النفطية، وأهداف عسكرية وحكومية، إضافة لمنازل المسؤولين الإيرانيين، كأهداف "اختيارية" ردا على قصف منزل نتنياهو في قيساريا قرب حيفا. وبيّن التقرير أن طياري سلاح الجو الذين سيشاركون في الهجوم على إيران، سيعرفون التفاصيل والأهداف قبل وقت قصير من تنفيذ العملية. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الهجوم قد يشمل مشاركة طائرات مقاتلة وطائرات تزود بالوقود، إضافة إلى احتمال استخدام صواريخ بعيدة المدى. وتوعدت إسرائيل بـ"رد فتاك وقوي" على إيران، في وقت أعلن الرئيس بايدن أنه لا يؤيد مهاجمة أهداف نووية أو نفطية.
اسرائيل اذا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، حصلت على ما تريده من الولايات المتحدة، وتمكنت من تعزيز امنها عبر نشر منظومة ثاد على اراضيها، التي ستتمكن بفضلها من مواجهة اي رد ايراني على الرد الاسرائيلي المرتقب. لكن وفق المصادر، السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو هل ان وفاء واشنطن الدائم بالتزاماتها لتل ابيب، سيقابل بوفاء مماثل من قِبل الاخيرة؟ ذلك ان واشنطن لا تريد توسيع الحرب وتطلب من اسرائيل ردا مضبوطا لا يجر المنطقة الى حرب شاملة ولا يُلهب اسعار النفط ولا يفرض على الولايات المتحدة الانخراط بالمباشر في المواجهة الجارية في الشرق الاوسط منذ 7 تشرين 2023. فهل ستراعي تل ابيب هذه الشروط؟ ام ان نتنياهو بجنونه، سيوجّه ضربات "مجنونة" ايضا، وغير مدروسة، الى ايران، تُسقط كل المحرمات والخطوط الحمر التي وضعها الاميركيون، وتدفع المنطقة بأسرها نحو المحظور؟ الجواب لدى نتنياهو وحده، تختم المصادر.