تهجير شيعة لبنان الى العراق مخطط قابل للتطبيق؟
يولا هاشم
المركزية - مع اشتداد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، نزح أهالي الجنوب من قراهم ومدنهم ولجأوا الى أماكن أكثر أماناً من لبنان، إلا أن قسماً من الشيعة توجّه نحو العراق، خاصة مع الحديث عن تسهيلات قدّمها للبنانيين، وأهمها الدخول إلى الأراضي العراقية بالبطاقات التعريفية، إن لم يتوفر جواز السفر، وبناء على توجهيات من رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني بتسمية اللبنانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم إلى العراق بـ"الضيوف" وليس "نازحين".
لكن مع بدء انتقال الشيعة "الموقت" الى العراق هرباً من تداعيات الحرب وبانتظار استتباب الأمن مجددا في الجنوب، تنامى الحديث عن مخطط اميركي - اسرائيلي لإبقاء الشيعة في العراق ضمن مشروع شرق اوسط جديد يعاد من خلاله تشكيل المنطقة على أسس طائفية وعرقية ليصبح العراق مكانا لـ"دولة الشيعة العرب". فما صحة هذه المعلومات؟
المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "تضخيم السفر الى العراق حالة غير طبيعية. هناك بعض اللبنانيين توجهوا الى العراق في محاولة لاستغلال المجال الذي فُتِح أمامهم للذهاب بسياراتهم ومن دون جوازات سفر، بنية القيام بزيارة وسياحة والبقاء في العراق طيلة فترة الحرب في لبنان. والبعض الآخر ذهب ضمن مجموعات بدعوة من الحشد الشعبي. البعض ينفي ما يشاع بأن كل شيء مؤمن لهؤلاء من منازل مجهزة وبأن المدارس فتحت أمام الطلاب لمتابعة دراستهم، بل الصحيح انه يتم أخذهم الى مناطق معينة ووضعهم صعب والكثير منهم لا ينصح أحد بالذهاب.
ويشير العزي الى ان البعض الآخر أيضاً وللغاية نفسها توجّه الى سوريا، ولم يتعدَّ عدد من قطعوا معبر المصنع الحدودي الـ30 ألفاً، ومنهم من حاول استخدام العراق والاردن من أجل السفر الى الخارج.
ويضيف: "لو كان الوضع سليما لهذه الدرجة كما يشاع، لكان الكثير من العائلات التي تعيش على الطرقات وفي المدارس وفي مراكز الايواء توجه الى العراق. واعتقد ان مسألة التهجير مضخمة ونوع من البروباغندا التي يستخدمها محور الممانعة باعتبار ان هذه المعركة يجب ان يُدفَع ثمنها لأن هناك مخططا اميركيا لتهجير الشيعة من الجنوب والبقاع، وهذا الكلام غير صحيح، بل ان التهجير يهدف الى خطة اسرائيلية جديدة للضغط على حزب الله والبيئة وعلى الدولة اللبنانية من اجل الاقتناع بايقاف إطلاق النار وفقاً للتوجه الاسرائيلي".
ويختم العزي: "الجنوبيون معروفون بأنهم متمسكون بأرضهم ولا يريدون الذهاب حتى الى المناطق اللبنانية الأخرى، لأن الارض تُعادل الوجود، وهم ليسوا برقم يمكن إزالته من مكان ووضعهم في مكان آخر. لذلك هو تضخيم ورسم صورة سواداوية للشيعة، هو نوع من إحباط عزيمتهم".