ليونة ميقاتي في الداخل لا تقبل التعدي على لبنان ومصادرة قراره
يوسف فارس
المركزية – لطالما عرف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بمراعاته لمواقف حزب الله، لكن الملاحظ أخيرا انه بدأ يخرج من عباءة الحزب سواء في مطالبته بفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة او بحضه الأمم المتحدة والدول الفاعلة العمل لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية . اما اللافت في السياق، فكان استغرابه حديث رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف من ان طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشان تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701. واعتباره هذا الموقف تدخلا سافرا في الشأن اللبناني ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان .
ويضيف: كنا ابلغنا وزير خارجية ايران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما لبيروت بضرورة تفهم الوضع اللبناني، خصوصا وان لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق ونعمل لدى جميع الأصدقاء ومنه فرنسا للضغط على إسرائيل لوقف اطلاق النار.
وتابع: ان موضوع التفاوض لتطبيق القرار 1701 تتولاه الدولة اللبنانية ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه لا فرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية .
النائب السابق علي درويش المقرب من الرئيس ميقاتي يقول لـ "المركزية "في الموضوع إزاء هذا التدخل الايراني الواضح في الشأن اللبناني لم يكن امام الرئيس ميقاتي سوى الانتفاض والطلب من وزارة الخارجية استدعاء القائم بالاعمال الإيراني في لبنان واستفساره عن الامر واذا ما كانت طهران فوضت نفسها التحدث باسم لبنان واتخاذ القرار عنه .ام ان هناك التباسا حصل في السياق .والتأكيد له حرص لبنان على سيادته واسقلالية مؤسساته الدستورية المجسدة لمواقفه والناطقة وحدها باسمه .اما القول ان الرئيس ميقاتي قد خرج من عباءة حزب الله ففيه الكثير من التجني . صحيح انه كان يراعي ولا يزال موقف الحزب لكنه كان يفعل ذلك على خلفية المساواة بين المكونات اللبنانية والقوى السياسية وحرصا على مصلحة لبنان ووحدته .ورغم ذلك توقع درويش ان يأخذ كلام رئيس البرلمان الإيراني مزيدا من الردود المتبادلة بين ما يسمى موالاة ومعارضة وذلك من ضمن الحملات السجالية والإعلامية المتبادل بين الجانبين .
ولم يستبعد درويش ان ينسحب التباين اللبناني - الإيراني الرسمي على الداخل معتبرا ان طهران كانت هي المبادرة لهذا الخلاف ان حصل بعدما اثبتت بالفعل تدخلها في الشؤون اللبنانية .كما نفى ان تكون واشنطن هي الدافعة لموقف ميقاتي .مضيفا صحيح ان اميركا بلد مؤثر ولكن ما صدر عن رئيس البرلمان الإيراني لا يمكن التغاضي عنه وتجاوزه وكأن شيئا لم يحصل . علما ان الرئيس ميقاتي كان اكد اكثر من مرة امام المسؤولين الإيرانيين الذين زاروا لبنان ومنهم قاليباف أخيرا الحرص على سيادة البلد واستقلاله التام والناجز وعدم زجه في قضايا لا شأن ولامصلحة له فيها .