اصرار ايراني على استمرار الحرب والحزب يجهض جهود بري

يوسف فارس

المركزية - لم يكن التصعيد الواسع في منحى المواجهات الميدانية المباشرة عبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل التي وسعت استهدافاتها نحو مناطق مدنية بعيدة عن خطوط المواجهة غير انعكاس لتهاوي كل الرهانات او المحاولات المبذولة لوقف اطلاق النار ولجم تفجر الحرب الجارية في لبنان . فبعد قرابة شهر على تصعيد إسرائيل وتيرة غاراتها وهجماتها في لبنان سادت أجواء تشاؤمية للغاية لدى المراجع الرسمية اللبنانية حيال احتمالات نجاح أي محاولة لوقف النار .وفي السياق علم ان الاتصالات الجارية مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سجلت انسدادا خطيرا في المساعي والجهود لوقف التصعيد الحربي والتوصل الى وقف للنار بما ينذر بتصعيد واسع وخطير اقله لجهة ترجمة التهديدات التي يطلقها المسؤولون السياسيون والقادة العسكريون الإسرائيليون .

جدير ان الخشية من مؤشرات التصعيد في المواجهة البرية على الحدود عقب محاولات الاختراق المتعاقبة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية بدت متحفظة بل حذرة للغاية حيال ما يتردد عن ضمانات أميركية بردع إسرائيل عن تسعير الحرب ومحاولة اختراق او احتلال مناطق في الجنوب بما يؤشر الى ان الشكوك اللبنانية في الموقف الأميركي بلغت ذروتها في ظل تغطية واشنطن للهجمات الإسرائيلية على حزب الله . وبذلك يخشى ان يكون التصعيد الواسع الذي طاول جبل لبنان والشمال إنذارا متقدما لاحتدام ميداني سيؤدي الى تسريع المواجهات البرية وسط انعدام الامل بوقف النار .

عضو تكتل الحمهورية القوية النائب نزيه متى يقول لـ "المركزية":  ان إسرائيل ماضية في تدمير لبنان وجعله غزة ثانية غير عابئة بالمواقف الدولية بما فيها موقف الأمم المتحدة الداعي الى وقف النار وتجنيب المدنيين القتل والتهجير . دافعها الى ذلك استمرار حزب الله ومن خلفه ايران في المكابرة وربط مصير لبنان بغزة غير عابئين بما حل بالبلاد من دمار ليس لقراه التي تعدت محافظتي الجنوب الى البقاع انما كل بيئتهم الحاضنة من الاخوان الشيعة الذين وصلوا في نزوحهم الى عكار بعدما ضاقت بهم بيروت وقرى جبل لبنان .

ويتابع : تبين بشكل واضح الفارق الكبير بين الإمكانات الإسرائيلية التكنولوجية والجوية والبحرية والقدرات العسكرية التي يمتلكها حزب الله الذي يواجه بعقلية العامين 1982 و2006 وعلى الأرض حيث يستطيع ردعها وتكبيدها الخسائر، في وقت ان الجيش الإسرائيلي يستدرجه لحرب استنزاف يقضي خلالها على كل ما يتحرك على الحدود بعمق 5 كيلومترات ان لم يكن اكثر وجعلها المنطقة محروقة غير قابلة للسكن والعيش فيها .

ويختم مستبعدا وقفا للنار في المدى المنظور باعتبار ان مساعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرامية الى ذلك سرعان ما يجهضها حزب الله على ما فعل نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي اعاد ربط لبنان بغزة والقتال حتى تحقيق النصر منطلقا الى ذلك من إصرار ايراني على استمرار الحرب .