المجتع الدولي يواجه نتنياهو..لفعل الامر ذاته لو فتحت اسرائيل الحرب في 8 تشرين
لارا يزبك
المركزية- تواصل اسرائيل حملتها على قوات اليونيفيل ساعية الى اخراجها من الجنوب اولا والى التخلّص من مفاعيل القرار 1701 ثانيا. في السياق، هاجم وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، امس، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. ووصف اليونيفيل بأنها عديمة الفائدة ولم توفر الحماية للمواطنين الإسرائيليين من هجمات حزب الله ودعاها إلى سحب قواتها وسط تصاعد القتال. وكتب عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "ستبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة مواطنيها وإذا لم تتمكن الأمم المتحدة من المساعدة فيتعين عليها على الأقل ألا تتدخل وتنقل أفرادها من مناطق القتال".
في المقابل، دانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا امس التهديدات التي تتعرّض لها قوات اليونيفيل، مطالبة بأن تتوقف فورا الهجمات التي تستهدفها. وقال وزراء خارجية الدول الأربع في بيان مشترك، أوردته "فرانس برس": نحن، وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، نعرب عن قلقنا العميق في أعقاب الهجمات الأخيرة على قواعد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من القبّعات الزرق بجروح. أضاف البيان "نحن ندين كلّ التهديدات التي يتعرّض لها أمن اليونيفيل، مطالبين بأن تتوقّف فورا هذه الهجمات". وإذ أشار الوزراء إلى أنّ أيّ "هجوم متعمّد" على قوات حفظ السلام يتعارض مع القانون الدولي، ناشدوا "إسرائيل وكل الأطراف احترام التزامهم ضمان سلامة أفراد اليونيفيل وأمنهم بشكل دائم وتمكين اليونيفيل من الاستمرار في تنفيذ تفويضها".
هذا الموقف الرافض سلوك اسرائيل العسكري والسياسي التصعيدي ضد القوات الاممية، جاء ايضا على لسان رأس المنظمة الاممية انطونيو غوتيريش، وقد كررت هذه الجهات كلّها عدم الاذعان للتهديدات والمطالب الاسرائيلية وإبقاء اليونيفيل منتشرة جنوبا على الحدود.
بعد هذا القرار الدولي، الذي تلاه اصرار من اليونيفيل على البقاء جنوبا، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) اللواء آرالدو لاثارو شكره فيه على موقفه العاقل والشجاع بثباتهم في مواقعهم وفقاً للمهام الموكلة اليهم، مؤكداً له ان هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701.
هذه المعطيات، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، تؤكد ان تجاوز اسرائيل الخطوط الحمر الدولية، يضعها في موقع المساءلة ويجعل العالم بأسره يقف في وجهها. وهذه التطورات تؤكد ايضا ان الشرعية - متى وقفت في المكان الصائب، كما لبنان فاعلٌ اليوم، بِتمسّكه بالقوات الدولية وبوجودها على الحدود - ستحظى بدعم القوى الكبرى قاطبة وبدعم الامم المتحدة.
هذا يعني، تضيف المصادر، ان اسرائيل، لو قررت من تلقاء نفسها ان تعتدي على السيادة اللبنانية بعد طوفان الاقصى، لكانت واجهت معارضة شرسة وقوية من العواصم الكبرى - علما ان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اعلن امس ان "ليس لدينا أي طموح متعلق بالأراضي اللبنانية" - معارَضة معززة باصرار على بقاء اليونيفيل حيث هي، علما انها توثّق منذ ايام كل الخروقات سيما الميدانية منها، الاسرائيلية، للاراضي اللبنانية.
وهذه الوضعية، تجعل اسرائيل المُعتدي ولبنان الضحية. اما ما جرى في 8 تشرين، بقرار من حزب الله، فقلب هذه المعادلة لصالح الكيان العبري... ألم يكن من الافضل اذا، لو احتمى لبنان بالشرعية في وجه مخططات اسرائيل، بدلا من ان يقرر استباق اي هجومٍ مزعوم (كما يقول حزب الله) بفتحه هو الحرب على اسرائيل واطلاقه صواريخه عليها خارقا القرار 1701؟