استهداف تل ابيب لليونيفيل مقدمة لاسقاط الـ1701 والمطالبة بقرار أكثر صرامة!
لارا يزبك
المركزية- بعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها، تعرّضت قوات "اليونيفيل" امس في الجنوب لاستهداف جديد، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة "اليونيفيل" في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج "اليونيفيل" في الناقورة، الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح... واعلنت قوات الطوارئ في بيان ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، "وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006).
وندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ، كما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، إطلاق النار على اليونيفيل "غير مقبول". اما كندا، فرأت ان واقعة إطلاق القوات الإسرائيلية النار على قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "مثير للقلق وغير مقبول".
تكثفت اذا وتيرة الاستهدافات الاسرائيلية للقوات الدولية في اليومين الماضيين. فيوم الخميس، استهدف الجيش الاسـرائيلي برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة. وهذا التطور ليس صدفة او من باب الاخطاء التي تحصل خلال الحروب، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" بل تتعمده إسرائيل لايصال رسائل الى العواصم الكبرى التي لها عناصر في اليونيفيل . فمساء الخميس، ومن نيويورك، قال داني دانون، مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل توصي بنقل قوات "يونيفيل" في لبنان لمسافة 5 كيلومترات شمالاً "لتجنّب الخطر مع تصاعد القتال". وأضاف دانون، في بيان، أن إسرائيل تُركز على قتال "حزب الله"، وستواصل الحوار والتنسيق مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل)، وفقاً لوكالة "رويترز". وتابع: إسرائيل لا ترغب في أن تكون موجودة في لبنان، لكنها ستفعل ما يلزم لإبعاد حزب الله عن حدودها الشمالية، وحتى يتمكن 70 ألفا من السكان من العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل.
ووفق المصادر، تل ابيب لا تريد تراجع القوات الدولية، من اجل صون سلامتها، كما تدعي في العلن، بل ضمنيا، هي تصر على هذا التراجع، وتعمل على تحقيقه بالقوة، من اجل هدف اخر واكبر، الا وهو التخلّص من اليونيفيل ومن القرار 1701 الذي ابصر النور عام 2006، اثر حرب تموز.
مسألة عودة القوات الدولية 5 كلم الى الوراء اذا، ليست الا مقدّمة من اجل ان ترفع تل ابيب في المرحلة المقبلة لواء اقرار قرارٍ ما، يكون اقوى من الـ1701 واوسع نطاقا ربما وأقسى من حيث المضون ايضا ربما، يُشبه القرار 1559.
بينما الدولة وحزب الله، عادا اليوم الى مربع هذا القرار الاممي، يبدو ان تل ابيب ما عادت تكتفي به، وستسعى الى ما هو أشد منه لهجة وبنودا.. الم يكن من الافضل اذا، والحال هذه، لو سعت الحكومة الى تطبيقه والزام كل الاطراف التقيد به منذ 8 تشرين 2023 ؟!