صيانة ايرانية لبكين في الخليج.. الاهم تسهيل الهدنة والاعتراف بحل الدولتين
لورا يمين
المركزية- التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير خارجية إيران عباس عراقجي في الرياض الاربعاء. كما استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره الإيراني لبحث العديد من الملفات الثنائية والإقليمية. وذكر بيان للخارجية السعودية أن "المباحثات بين الوزيرين تضمنت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة المستجدات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها". واقام بن فرحان غداء تكريميا لنظيره إلايراني والوفد المرافق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "أجرى اليوم (الاربعاء) الوزير عراقجي مباحثات مفيدة وبناءة مع نظيره السعودي، بشأن آخر التطورات في المنطقة خاصة في غزة ولبنان". وأضاف "طالب الجانبان بوقف الحرب ضد غزة ولبنان، واكدا أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى النازحين". وناقش الوزيران، بحسب بقائي، "مستجدات العلاقات الثنائية"، واكدا "تصميمهما المشترك لمواصلة العمل على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية". وأكدت الوزارة، في بيان، أن "إيران عازمة على تعزيز العلاقات مع جيرانها لضمان الاستقرار والأمن وتطوير التعاون الاقتصادي بما يخدم كل شعوب المنطقة".
عراقجي أشار الى في حديث صحافي، عقب جولته على السعودية وقطر، الى أن "إسرائيل تبحث عن حرب واسعة وجر دول إلى هذه الحرب وإيران ليست الوحيدة التي لا تريد حربا واسعة بل إن الجميع يعرف كارثية هذه الحرب". وقال "لم نتخل يوما عن دعم المقاومة وقد أعلنت من بيروت أن إيران لن تتخلى عن المقاومة"، لافتًا الى أن "الدول الكبرى في المنطقة بإمكانها أن تلعب دورا حيال التصعيد الحاصل". وقال "دور السعودية كبير في المنطقة وقطر دولة مؤثرة ونجري مشاورات معهما لوقف الحرب".
في سياق مشروعها لانعاش اقتصادها، يمكن ادراج جولة عراقجي الاقليمية ومواقفه من العلاقات مع الدول الخليجية الكبرى. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ايران، التي تتطلع منذ 7 تشرين الماضي الى تقاضي ثمن غسلها ايديها من "طوفان الاقصى"، مِن واشنطن، تريد ايضا ان تعود بعد كل التوترات التي تعيشها المنطقة اليوم، الى تفاهم بكين والى كل المنافع التي قدمها لها هذا الاتفاق مع السعودية اولا، وبعدها مع دول الخليج والعالم العربي.
اليوم، تعمل الدبلوماسية الايرانية على نفض الغبار الذي علا هذا التفاهم بفعل المعارك في المنطقة، وتسعى ايضا الى صيانته والتثبت من تمسُك الخليج به، عبر طمأنة عواصمه الى ان ايران لا تريد اي تصعيد معها، لا عبر الحوثيين ولا عبر الحزب او حماس او سواهما. طهران تبدي حسن نية في التعاون مع المساعي الاقليمية وخاصة مساعي الدوحة للتوصل الى وقف نار، لكن الاهم ان تترجم هذه المواقف الايجابية بخطوات عملية على الارض عبر الدفع بحماس والحزب الى تسهيل الهدنة، والاهم عبر اعلان موافقتها على حل الدولتين والتخلي عن كل المشاريع الاخرى التي رفعت طهران شعارها منذ سنوات، تختم المصادر.