بازار ايراني: الاذرع للبيع مقابل فك العزلة الاقتصادية!
لورا يمين
المركزية- أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الخميس الماضي، التوصل إلى تفاهم مع قطر للإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحجوزة في الدوحة. وقال بزشكيان للتلفزيون الإيراني بعد عودته من الدوحة إلى طهران "توصلنا إلى تفاهم جيد للإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في قطر". وأضاف "خلال الحديث مع أمير قطر طرحنا قضايا وهموم الإيرانيين المقيمين، ووعدنا بحل هذه المشكلات، وإذا كانت هناك حاجة لمزيد من التنسيق، فنحن على استعداد لحل المشكلات بشكل كامل".
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن "زيارة الرئيس بزشكيان إلى قطر تهدف إلى خلق انفتاحات اقتصادية وتحسين معيشة الناس". وأوضحت مهاجراني أن "المشاورات بشأن أموال إيران المجمدة، والمشاورات الخاصة ببدء مفاوضات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، من القضايا التي يعدها البعض من المحاور المهمة لهذه الزيارة".
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 لم تتمكن طهران من استعادة أموالها المجمدة في البنوك الأجنبية، والمقدرة بنحو 100 مليار دولار... لكن اليوم، وضعت الجمهورية الاسلامية، مصالحها أولا، وقررت ان تفعل كل ما يمكن فعله من اجل تخفيف معاناتها الاقتصادية والحياتية، جراء الحصار والعقوبات الغربيين المفروضين عليها. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا المسار بدأ مع وصول بزشكيان الاصلاحي المعتدل الى الحكم ومحمد جواد ظريف نائبا له ومع تعيين عباس عراقجي وزيرا للخارجية.
بما ان العقوبات فعلت فعلها بقوة في الجسم الايراني، تضيف المصادر، صار لا بد للحكم في طهران من ايجاد سبل لفك هذا الطوق عن عنقها، والامر يتطلب منها بطبيعة الحال، تقديم تنازلات. ذلك ان الغرب لن يمدّها بالاوكسيجين مجانا.
من هنا، تضيف المصادر، لهجة الايرانيين تجاه العواصم الكبرى، لانت، وبتنا نسمع الرئيس الايراني يصف الاميركيين "بالاخوة"، ومن هنا ايضا، صار المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي يعتبر ان لا ضير من التراجع التكتيكي امام العدو.
غير انه وبحسب مسار التطورات الميدانية والعسكرية في الشرق الاوسط في الاسابيع الماضية، فإن ايران تبدو مستعدة للتفاوض ايضا على واقع أذرعها المنتشرة في الدول العربية. هي قد تضحّي ببعضها على ما يبدو، تضيف المصادر، كما انها قد ترضى بإضعاف بعضها الآخر، وهي تتفاوض على هذه الفصائل "على الحامي"، حيث تشجع طهران الاذرع على مواصلة القتال غير انها تتركها وحيدة في المواجهة، وتدوزن ضرباتها، في انتظار الثمن الافضل الذي يمكن ان تتقاضاه مُقابل ضبط هذه الفصائل.. كل ذلك، في سبيل مصلحتها، ويا ليت الدول المتأثرة لا بل المتضررة من هذه السياسات الايرانية، تضع ايضا مصالحها اولا، تختم المصادر.