اعادة رسم المنطقة تشمل سوريا ايضا: اخراج ايران وسباق اميركي روسي
لورا يمين
المركزية- شهدت سوريا، الأحد، غارات جوية روسية وإسرائيلية في مواقع مختلفة، وتحمل أهدافا متباينة. فقد ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن القوات الجوية الروسية نفذت ضربات على موقعين لمسلحين في سوريا على أطراف منطقة التنف، التي تضم قاعدة عسكرية أميركية. ونقلت الوكالة عن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا أوليغ إغناسيوك، قوله إن المسلحين غادروا مؤخرا منطقة التنف قرب الحدود مع الأردن. وأضاف في إفادة صحفية "ضربت القوات الجوية الروسية موقعين محددين لمسلحين غادروا منطقة التنف".
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن ضربات جوية إسرائيلية أصابت مواقع عسكرية وسط البلاد، مؤكدة أن الخسائر اقتصرت على الماديات. وقالت الوزارة في بيان إنه "مساء الأحد شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه شمال لبنان، مستهدفا عددا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية".. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قد أفادت في وقت سابق عن التصدي "لأهداف معادية في أجواء المنطقة الوسطى". كما تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، عن "غارات إسرائيلية" على "مستودع أسلحة جنوب حمص ومخزن صواريخ في ريف حماة الشرقي"، مضيفا أن المواقع كلها تابعة للجيش السوري.
وفي وقت سابق من الأحد، استهدفت غارة إسرائيلية شاحنات في سوريا تنقل مساعدات إلى لبنان، مما أدى إلى إصابة 3 من عمال الإغاثة، بحسب المرصد. والجمعة، قطعت غارة جوية إسرائيلية الطريق الدولي الرئيسي الذي يربطها مع سوريا، وتحديدا عند نقطة المصنع الحدودية.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التطورات هذه على الاراضي السورية، تدل على ان دمشق يعاد حاليا رسم توازناتها من قبل اللاعبين الكبار على الساحتين الاقليمية والدولية، وعلى الارجح، بالتنسيق بين هؤلاء... سوريا، حاولت تحييد نفسها "عسكريا" عن المواجهات التي اندلعت في 7 تشرين الماضي، ووضعت جانبا كل شعارات "دعم القضية الفلسطينية ووحدة الساحات" وسواها، لاكثر من اعتبار، الا ان التطورات لم تحد عنها.
فاسرائيل، وبضوء اخضر قائم منذ سنوات، من الولايات المتحدة الاميركية ومن روسيا ايضا، تعمل على "تنظيف" سوريا وتحديدا حدودها مع سوريا، من اي وجود لايران وأذرعها، وقد باتت اكثر تصميما على هذا الهدف بعد 7 تشرين.
اما روسيا، فتحاول من جانبها، تطويق الحضور الاميركي في سوريا، او الضغط على الاميركيين، مِن اجل ابقاء وجودها هي، الاقوى في سوريا.
رسمُ خريطة الشرق الاوسط اذا، انطلاقا من محطة "طوفان الاقصى" المفصلية، يحصل اليوم على قدم وساق، ويشمل كل الدول التي لإيران نفوذ فيها، تختم المصادر.