جدعون ساعر ينضمّ إلى حكومة نتنياهو
انضم رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر إلى الحكومة الإسرائيلية لكن بلا حقيبة وزارية، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وقد أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجدعون ساعر ببيان مشترك خلال مؤتمر صحفي مساء الأحد، إذ قال ساعر: "أنضم إلى الحكومة في هذه المرحلة دون التوصل لاتفاق ائتلافي".
وأضاف: "أيام صعبة لا تزال تنتظرنا والتحديات والمخاطر لم تنته بعد".
من جهته، قال نتيناهو خلال المؤتمر الصحفي: "جدعون ساعر لبّى طلبي وعاد للحكومة وسنعمل سويا". وأضاف، "سيساهم جدعون ساعر في مساعدتي في إدارة الحرب".
وقال أيضا: "كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم". وأضاف "نعمل بمنهجية على اغتيال قيادات حزب الله وتغيير الواقع الإستراتيجي في الشرق الأوسط كله".
وأكد نتنياهو أن "تغيير توازن القوى يجلب معه احتمالا بتحالفات جديدة في المنطقة لأن إسرائيل حينئذ تنتصر".
وتابع بقوله: "نعيش حربا في 7 جبهات وحطمنا حماس في غزة وضربنا حزب الله وضربنا الحوثيين في اليمن".
وقد ولد جدعون ساعر البالغ من العمر 58 عاماً، في تل أبيب، من أب يعمل طبيب أطفال، وينتمي لعائلة تعود أصولها إلى مدينة بخارى في أوزبكستان.
وتولى ساعر حقائب وزارية مثل الداخلية والتربية والتعليم في حكومات نتنياهو.
واستقال من منصب وزير الداخلية عام 2014، وانتُخب عام 2019 كعضو كنيست بعد ترشحه ضمن قائمة الليكود.
وكان ساعر قد أوقف نشاطه السياسي عام 2014 بعد زواجه من المذيعة في التلفزيون الإسرائيلي غولا إيفين، لتكريس وقته لرعاية أطفاله من زواجه الأول وأطفال زوجته الجديدة.
كما عمل ساعر في مناصب حكومية عديدة، منها سكرتير الحكومة، ما بين شهري كانون الثاني، وتموز عام 1999، وما بين شهري آذار 2001 وتشرين الثاني 2002.
كما شغل منصب مساعد المدعية العامة للدولة عامي (1997- 1998)، ومساعد المستشار القانوني للحكومة ما بين عامي (1995- 1997).
وفي السابق، أعلن ساعر عن معارضته الشديدة للانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد من غزة عام 2005، كما يعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن انضمام جدعون ساعر إلى حكومة نتنياهو يعد خطوة استراتيجية تخدم الأخير على عدة أصعدة.
أولاً، يمثل ساعر تهديدًا دائمًا لوزير الدفاع يوآف غالانت، مما يجعل الأخير أقل معارضة له في إدارة الحرب.
ثانيًا، يسهم انضمام ساعر في إضعاف مكانة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي هدد سابقًا بإسقاط الحكومة في حال عدم الاستجابة لمطالبه.
كما يعزز دخول ساعر الحكومة الاستقرار ويساعد على توسيع الائتلاف ليصل إلى 28 مقعدًا، مما يقلل من قدرة بن غفير على التهديد بإسقاط الحكومة بمفرده. هذا التوسع، بعد "سلسلة الإنجازات العسكرية" لنتنياهو، يعد إنجازًا سياسيًا يمكن أن يضمن استمرارية الحكومة حتى عام 2026، وفقًا للمحللين.
وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف السابق بين نتنياهو وساعر، والذي أدى إلى استقالة ساعر من الحكومة، كان مرتبطًا بخلافات شخصية بين زوجتيهما. وبالتالي، فإن عودة ساعر تمثل تحولًا مهمًا في المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث يسعى نتنياهو لتعزيز موقفه في مواجهة التحديات الداخلية.