Aug 29, 2024 11:08 AM
خاص

الرافعي يعيد هيئة العلماء المسلمين إلى سكة الإعتدال .... تحالف مشايخ "الجماعة" مع الحزب مرحلي

جوانا فرحات

المركزية – على هامش أخبار حرب المساندة والضربات الإسرائيلية وأزمة انقطاع الأخبار في لبنان مرّ خبر استقبال قائد الجيش العماد جوزف عون أمس رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي مع وفد مرافق . واقتصرت معلومات فحوى اللقاء على عبارة "التداول في شؤون مختلفة".

لكن ما يجب التوقف عنده هو عودة الكلام عن الشيخ الرافعي ووضعه تحت الضوء مع إعادة إنتخابه رئيساً لـ "هيئة علماء المسلمين" بعد انكفائه لست سنوات، وبالتزامن مع صراع تعيشه الساحة السنية، بين التأييد المطلق للوضع الإنساني الذي يعيشه اهل غزة والمقاومة في وجه إبادة جماعية موصوفة، وبين الرضوخ الى واقع سني لبناني وعربي مرير.

في التوقيت، لا بد من الإشارة إلى أن إعادة انتخاب الرافعي رئيسا لـ "هيئة العلماء المسلمين" يصب في إطار استعادة "التوازن السني" المفقود، لا سيما بعد انغماس "الجماعة الاسلامية" في المقاومة المسلحة الى جانب حزب الله وحماس في الجنوب، بالاضافة الى تأييد سني واسع لفلسطين في صفوف قوى 8 آذار ونشاط قوى سنية مستقلة ايضاً الى جانب فلسطين كالقوى الناصرية و"المشاريع الخيرية الاسلامية" وغيرهم.

يُذكر ان "هيئة العلماء المسلمين" تضم مجموعة من المشايخ تلاقوا في مرحلة بداية الاحداث السورية عام 2012، وانغمست في معاداة النظام وحزب الله وايران، وإنحازت الى ما يسمى "الثورة السورية" وفصائلها المسلحة ذات التوجه التكفيري، كما دعمت ارسال عشرات الشباب الطرابلسيين والشماليين للقتال في صفوف هذه التنظيمات.
وتوضح أوساط متابعة من طرابلس لـ"المركزية" أن قسماً من مشايخ هيئة العلماء المسلمين ينتمي إلى جو قريب من "الجماعة الإسلامية" وآخر إلى التيارات السلفية المعتدلة وقلة من المستقلين.

تضيف الأوساط ، "قبل اعادة انتخاب الشيخ سالم الرافعي الذي ينتمي إلى التيار السلفي المعتدل، كان على رأس هيئة العلماء شخص من أجواء الجماعة الإسلامية. ومعلوم ان الجماعة كتنظيم تعمل بالتحالف مع حزب الله، وهذا ما رفضه المشايخ الأقرب إلى الخط السلفي في الهيئة يقينا منهم أن هذا التحالف بعني مساندة مشروع ولاية الفقيه وهذا غير وارد لدى التيار السلفي المعتدل داخل هيئة العلماء.

عودة الشيخ الرافعي على رأس هيئة العلماء كان كفيلا في انكفأ المجموعة التي تعمل في جو الجماعة لكن الإنكفاء بقي نسبياً، الا انه سمح بإعادة ضبط الجو المعتدل وإعادة تصويب بوصلة عمل هيئة العلماء. وأول لقاء رسمي للرافعي بعد إعادة انتخابه كان مع قائد الجيش في اليرزة العماد جوزف عون حيث تكشف الأوساط الطرابلسية المتابعة أن محور الحديث دار حول تمسك سالم الرافعي بمفهوم قيام الدولة ومؤسساتها وضد وجود اي سلاح خارج إطارها. كما ركز على العلاقات الإيجابية مع المحيط العربي والإبتعاد عن النفوذ الإيراني في وقت ينحو الجناح القريب من الجماعة داخل هيئة العلماء إلى وجهة نظر المحور الإيراني المرفوض كليا من جناح الرافعي السلفي المعتدل.

وتلفت الأوساط إلى ان الرافعي والفريق الذي يعمل معه يرفض التعامل مرحليا أو استراتيجيا مع المحور الإيراني وحزب الله الذي يشكل الذراع الأساسي له في لبنان وكذلك دول محور الممانعة، على عكس المشايخ من داخل الهيئة القريبين من جو الجماعة، والذين يرون أن التحالف مع المحور الإيراني مرحلي لمعاداة إسرائيل. اكثر من ذلك تضيف الأوساط أن المشايخ التابعين للتيارات السلفية المعتدلة يعتبرون أن "الجماعة" لا تعادي إسرائيل إنما لديها مصالح مشتركة معها.

إزاء هذا الجو التناقضي بين مشايخ "الجماعة" و"السلفيين المعتدلين" يُخشى من حصول انتفاضة او انقلاب داخل "هيئة العلماء المسلمين" . إلا أن الأوساط المتابعة تشكك في ذلك إنطلاقا من الإعتبارات التالية: أولا لأن "الجماعة" لا تثق بحزب الله والمعلومات المتوافرة تشير الى أن المشايخ القريبين من جو الجماعة يقولون في مجالسهم الضيقة "أن إيران وحزب الله باعونا وهناك مصالح أميركية وإيرانية في المنطقة هذا عدا عن التقارب الحاصل بين حركة حماس وحزب الله". لذلك لا تتوقع الأوساط حصول شرخ او انقسام داخل الهيئة.

بالتوازي، تلفت الأوساط الى أن هيئة العلماء هي بمثابة جمعية وليست مؤسسة من ضمن دار الفتوى ولا جزءا من الأوقاف الإسلامية، إنما تتعاون معها ويشغل المشايخ المنتسبون إليها كإمام مسجد أو خطيب في أي منطقة من لبنان.

وتذكر الأوساط بضرورة التمايز بين هيئة العلماء وتجمع العلماء المسلمين. "فالهيئة تضم مشايخ من الطائفة السنية حصراً وينتمي قسم منهم لجو الجماعة الإسلامية وقسم آخر لجو السلفيين المعتدلين وقلة من المشايخ المستقلين. أما تجمع العلماء فيضم مشايخ من السنة والشيعة الموالين بشكل مطلق لحزب الله ويديره عضو المكتب السياسي للحزب الشيخ حسان عبدالله أما رئيسه الفخري فهو الشيخ غازي حنينة من صيدا. من هنا يصنف "تجمع العلماء" كنقيض لـ"هيئة العلماء".

وتختم الأوساط المتابعة"هي ليست المرة الاولى التي ينتخب فيها الشيخ الرافعي رئيساً لهيئة العلماء المسلمين وبالتالي لا خلفيات سياسية او داخلية او خارجية لانتخابه. لكن الأهمية تكمن في التوقيت وسط الظروف والأوضاع التي تمر بها المنطقة لا سيما الحرب في غزة والجنوب.فهو من الشخصيات السلفية المعتدلة التي تؤمن بضرورة نهوض الدولة وترفض وجود أي سلاح خارج إطار مؤسساتها".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o