نتنياهو معطل مشاريع السلام منذ مدريد ولا حل بوجوده معه
يوسف فارس
المركزية – دخل لبنان في مرحلة محفوفة بالمخاطر وتدحرج وضعه من حرب الاسناد المفتوحة جنوبا لدعم غزة الى حيث باتت كل الاحتمالات واردة حتى الحرب الشاملة . لكن لا يوجد اي شيئ محسوم حتى الان. ما يعني ان الحرب التي اعتاد عليها اللبناني منذ الثامن من تشرين الاول الماضي يمكن ان تستمر على المنوال نفسه . خصوصا وان ليس من مصلحة اسرائيل التوغل عسكريا في لبنان تجنبا لتكبدها خسائر كبرى. وبالتالي يمكن ان يبقى القديم على قدمه ولكن الخطورة التي يتحدث عنها البعض تكمن في ثلاثة عناصر اساسية:
الاول: دخول الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة التي تسبق انتخاباتها الرئاسية مرحلة الشلل من قدرة الضغط على اسرائيل.
الثاني: يكمن في تعطش رئيس الحكومة الاسرائيلىة بنيامين نتنياهو لاستعادة قرار الردع في ظل شعبيته المتصاعدة بعد الاستهداف الرباعي لميناء الحديدة في اليمن واغتيال محمد الضيف ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقائد العسكري لحزب اللله فؤاد شكر.
الثالث يتمثل بما سرب عن لقاء نتنياهو مع المرشح الرئاسي الاميركي الرئيس دونالد ترامب الذي قال له بضرورة ان ينهي عملياته العسكرية قبل دخوله الى البيت الابيض.
وسط هذه المشهدية يقف اللبناني حائرا خائفا وسط اوضاع اقتصادية ماسوية متنيا حفظ راسه ولبنان في هذ الصراع الاقليمي الكبير.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية" في الموضوع ان حاجة الادارة الاميركية الحالية وتبنيها ترشيح كامالا هاريس لاصوات "الايبيك" اي اليهود في انتخاباتها الرئاسية المقبلة انسحب ضعفا على تاثيرها على رئيس حكومة اسرائيل واعضائها المتطرفين .ما افسح لهم المجال في المضي في سعيهم لجرها الى صراع اقليمي تطمح له منذ زمن لاجهاض تملك ايران القدرات النوويه .. علما ان ادارة بايدن تحاول حل الصراع الاميركي الايراني عبر الوسائل السياسية والاقتصادىة ومن ضمنها موضوع العقوبات والاموال المحتجزة مقابل تاخير طهران لمشروعها النووي .اما وان حصل هذا الصراع فسيكون لبنان احد مسارحها لعدة اسباب منها جبهته الجنوبية المفتوحة اضافة الى موقعه السياسي والجغرافي.
جدير ان نتنياهو من خلال الحرب الشاملة يسعى هنا الى التفوق على بن غوريون من خلال الغائه التهديد النووي الايراني لاسرائيل وهنا مكمن الصراع .لذا هو يحاول عبر المناورة في المفاوضات الى تمرير الاشهر الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية الاميركية املا في وصول الرئيس دونالد ترامب مجددا الى البيت الابيض والحفاظ على حكومته بشتى الوسائل بقصد التخلص من المحاكمات التي تنتظره بعد سقوطها.
وختم املا في وعي الجميع لما يتطلع اليه نتياهو من خلال تصعيده العسكري وعلى كل الجبهات لان لاحل بوجوده فهو منذ مؤتمر مدريد العام 1992 المخرب لكل مشاريع السلام.