تخبط في خطاب الحزب بعد الرد.. وخطأ في تفسير الردع!
لارا يزبك
المركزية- اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين أن "رد المقاومة على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت، المتمثلة باغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر قد تحقق فعلا، وقد صدقت مجددا بما عاهدت أهلها وناسها وشعبها"، مؤكدا أن "المسيرات التي أطلقتها المقاومة في سياق ردها وصلت إلى أهدافها". وقال "ما كنا نقوله ونصرّح به من ان الرد آت وأن لا ربط بينه وبين مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة حصل بالفعل، في حين أن ادعاءات العدو بتنفيذه عملاً استباقياً ما هو إلا وهم وتضليل وأكاذيب، فالهدف الذي ضُرب كان عظيما ومهماً، لأنه في عمق الكيان والإجراءات المتخذة وردة فعل العدو تدل على ذلك". ورأى أن "ما حصل يؤكد أيضاً أن العدو ما زال مردوعاً ولم يستطع طوال هذه الفترة من تغيير المعادلات التي رسمتها المقاومة مع بداية طوفان الأقصى، وأن المقاومة كانت تعيده إلى الميدان وضوابطه في أغلب الأحيان التي كان يتفلت فيها".
بدوره، أكّد الوزير السابق محمد فنيش أن "رد المقاومة أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه العودة إلى قواعد الإشتباك"، مشيراً إلى أنّ "المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدّة لكل الإحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو بحسب بيان المقاومة أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للرد وهي وحاضرة وجاهزة لكلّ احتمال". وقال "أما أولئك الذين روّجوا لإمكانية الوصول إلى حرب شاملة، وأنّ الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم لو يكفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأنّنا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي". واعتبر أنّ "المقاومة أحدثت تحوّلاً في معادلة الصراع في لبنان وفلسطين أو حتى على مستوى المنطقة، فلم يعد العدو الإسرائيلي ذاك الذي يقوم بأي عدوان دون أن يلقى الرد المناسب، والذي يجتاح ويستبيح ويستهدف أي قرية أو أي هدف، ويستضعف لبنان، وأنّ هذه المرحلة قد مضت ولا يمكن لأحد أن يعيد لبنان إلى مقولة قوّتنا في ضعفنا"..
مَن يراقب هذه المواقف والتي اعقبت الموقف الذي اطلقه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عصر الاحد، يلاحظ بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ان ثمة تخبطا في خطاب الحزب. ففي نظر نصرالله، هناك حاجة للتحقق من نتيجة الرد الذي قام به الحزب. اما في نظر عزالدين وفنيش، فالرد حصل وانتهى. واذ تشير الى ان غياب الدليل الواضح والحاسم والحسي، على كون اهداف الحزب في الكيان العبري أصيبت فعلا، سيعني ان اسرائيل سجّلت نقطة في مرمى الحزب وتفوّقت عليه في "جولة" الانتقام، تعتبر المصادر ان اللافت للانتباه هو انتقال الضاحية من الحديث عن ان "الرد آت ايا تكن الاثمان" وانه سيكون "مؤلما لاسرائيل وسيلقّنها درسا"، الى الحديث عن ان "الرد كان مدروسا وليست اهدافه اشعال حرب وان الحزب يريد عبره افهام اسرائيل ان اي فعل مِن قبلها سيقابل برد فعل من قبله".. غير ان الردع الذي يسوّق له الحزب، تضيف المصادر، يكون عندما لا تتجرّأ اسرائيل على اي "فعل"، ولا يكمن في ان يقوم الحزب برد فعل على اي فعل، خاصة اذا كان هذا الرد، سيُكشف مِن جيش العدو، قبل ان يحصل بنصف ساعة، تختم المصادر.