مفاوضات غزة تترنح...نتنياهو لا اتفاق وبايدن:حماس تتراجع
حزب الله يمطر الجولان بصواريخه ردا على استهداف البقاع
الكهرباء: علاج بالمخدر ...جعجع وفرام: الحل باشراك الخاص
المركزية- لا هدنة ولا وقف اطلاق نار ولا تسوية. خلاصة يمكن استنتاجها من مسار مفاوضات غزة المترنحة على وقع الشروط والشروط المضادة والقبول والرفض بين القوى المتصارعة اسرائيل وحركة حماس. حصيلة المواقف اليوم تؤشر بما لا يرقى اليه شك ان لا نية لدى الاطراف ببلوغ نقطة الاتفاق، اذ كلما ذُللت عقبة برزت عقبات.
وعلى الخط دخل مباشرة اليوم الرئيس الاميركي جو بايدن متهما حماس بالتراجع عن التزامها مقترحه لوقف النار فيما اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتيناهو "انني لست متأكداً من التوصل إلى اتفاق، ونحن لن ننسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا تحت أي ظرف".
وعلى وقع التشاؤم المستجد وتضاؤل فرص التوصل الى هدنة، انتقل وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن من اسرائيل الى مصر، في حين اعلن الرئيس الأميركي، "إن حركة حماس تتراجع عن خطة الهدنة المطروحة مع إسرائيل"، مشيرا ردا على أسئلة صحفيين في مطار شيكاغو، الى إن التسوية المقترحة "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء". وأضاف بايدن، "إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة حماس تتراجع الآن"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
تصعيد ميداني: وسط هذه الاجواء، التصعيد سيد الميدان لبنانيا وقد طالت الغارات الاسرائيلية امس عمق البقاع. ليس بعيدا، أعلن "حزب الله" في بيان انه و"رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصفنا بصليات مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن". ايضا، اعلن الحزب انه استهدف ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة". واعلن ايضا انه "ورداً على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين، قصف اليوم مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا". وقد تحدث الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق 55 صاروخا من جنوبي لبنان واعتراض بعضها فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة، مشيرًا الى ان قوات الإطفاء تكافح حرائق عدة اندلعت بسبب الدفعة الصاروخية الأخيرة على شمال إسرائيل. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة نهائية لغارات العدو الإسرائيلي مساء أمس على البقاع حيث ارتفع عدد الجرحى إلى أحد عشر شخصا ، عولجوا جميعهم في الطوارئ. ومع تواصل القصف الاسرائيلي اليومي على البلدات والقرى الجنوبية، تعرضت بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي. وشن الطيران الحربي غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب. كما سقطت قذيفتان على مثلث باب ثنية في الخيام، أسفرت عن إصابة عامل سوري، تم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة.
رسالة حماس: في الغضون، وجهت حركة حماس رسالة لـ "حزب الله"، جاء فيها "لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة"، مضيفة: إسرائيل غارقة في وحل غزة فكيف لها أن تواجه وتقاتل الحزب في لبنان؟"
خطة الطوارئ: في الغضون، عرض وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين في مكتبه في الوزارة، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت والمنسّق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا، للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. كما عرض ياسين بصفته رئيس لجنة الطوارئ الحكومية مع بلاسخارت وريزا، للمستجدات في جنوب لبنان وسبل دعم خطة الطوارئ لتلبية حاجات النازحين من القرى الحدودية والاستجابة لأي تطورات في حال توسع رقعة الحرب.
الكهرباء: على صعيد آخر، الازمة الكهربائية مستمرة. اليوم، إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض ومدير منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في السراي. وشارك في الاجتماع مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. بعد الاجتماع قال فياض "جرى خلال الاجتماع البحث في استكمال برنامج البنك الدولي تمويل المشروع المتعلق بالطاقة المتجددة وتدعيم أنظمة كهرباء لبنان، والذي يبلغ حوالي 250 مليون دولار لتطوير هذا القطاع كجزء من استراتيجية البنك الدولي للاستثمار في ثلاثة قطاعات أساسية وهي: الطاقة والمياه والرقمنة". أضاف: "عرضنا آخر الوثائق التي تمّ تحضيرها لهذا المشروع، ومن ضمنها الية إدارة "الكاش فلو"، وهو مشروع وضعته مؤسسة كهرباء لبنان بموافقة المصرف المركزي وهي استحصلت عليها مؤخراً وبالتوازي ايضاً مع خطة استرداد الكلفة والتي من خلالها تم تطوير خطة أو وثيقة من قبل كهرباء لبنان تشرح من خلالها كيفية تغطية تكلفتها مع الوقت عبر التعرفة والجباية وتخفيض الهدر وتحسين الإنتاجية. هذا الأمر يمكنها مع الوقت من الاتكال على نفسها وليس على الدولة. اضاف: من المتوقع ان تتم المفاوضات بشأن برنامج البنك الدولي الأسبوع المقبل على ان يتم عرضه لاحقا من قبل وزيري المال والطاقة والبنك الدولي على ان تحوّل بعد ذلك إلى مجلس أدارة البنك الدولي لاعتمادها من قبله أواخر أيلول المقبل. وبعد اعتمادها من قبل البنك تتم مناقشتها من قبل الحكومة ومن ثم تحول إلى مجلس النواب لابرامها، فالمسار طويل، ولكن نأمل انجازه خلال فصل الخريف المقبل.
الخارجية تشكر: من جانبه، أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري أحمد عطاف جدد في خلاله شكر الحكومة اللبنانية وتقديرها لمبادرة فخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بالفيول لتشغيل محطاته الكهربائية، ونقل له تأثر اللبنانيين وامتنانهم لخطوة الجزائر الشقيقة. كما شكره على الدعم الكبير الذي تبديه الجزائر للبنان ومساندتها الدائمة له في كل الظروف الصعبة التي يواجهها، مشيدا بالتعاون والتنسيق المستمر بينهما في الامم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القضايا التي تهمّ البلدين. من جهته، قال الوزير عطاف إن الجزائر لا ترغب في أن ترى لبنان في ظلام دامس، وهي تنظر حاليا في أسرع طريقة ممكنة لإرسال الفيول اليه. وأكد استعداد بلاده للقيام بكل ما يلزم لدعم لبنان في المحافل الدولية، ولا سيما في مجلس الأمن.
طفح الكيل: الى ذلك، صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، البيان التالي: مجددًا، يُلهينا وزير الطاقة والمياه، حيث لا طاقة ولا مياه، بخبر عن فيول من دولة الجزائر، وبخبر آخر عن فيول من دولة العراق، واهمًا اللبنانيّين بأنّ الحل لأزمة انقطاع الكهرباء، سيأتي من الدولتين الشقيقتين مشكورتين، في حين أنّ الشعب اللبناني، الذي تتواصل معاناته منذ 15 عامًا، شَهِدَ على وعود كثيرة مماثلة، وعلى هدر مليارات الدولارات على هذا القطاع من دون نتيجة. فكم من وعود أُطلقت، وكم من البواخر المحمّلة بالفيول استُجلبت، وكم من المؤتمرات عُقدت، وكم من الأموال هُدرت، وذلك كله لم يُنتج سوى واقع واحد وهو انهيار القطاع، وعتمة ما بعدها عتمة، ومعاناة متواصلة لجميع اللبنانيّين. لقد طفح الكيل من مجمل هذا المسار المأساوي. فالمطلوب الانتقال فورًا إلى حلّ جذري، لا يكون إلا بإشراك القطاع الخاص في توليد الكهرباء وبيعها، كما في أكثرية دول العالم المتحضّر، وأي مماطلة أو تأخير، لن يُشكّل سوى مزيد من إغراق اللبنانيّين بالعتمة والعجز والعذابات.
جعجع وافرام: ايضا، التقى جعجع، النائب نعمة إفرام في المقر العام للحزب في معراب، حيث ناقشا الأوضاع العامة في البلاد والمنطقة. كما تطرقا بشكل خاص إلى مشكلة الكهرباء التي تثقل كاهل المواطن اللبناني، مؤكدين أن الحل الوحيد يكمن في إشراك القطاع الخاص في عملية الإنتاج والبيع. كما بحثا مسألة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، وأكدا على ضرورة أن تقوم الحكومة بإبلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعدم شرعية أي بطاقات لجوء كانت قد أصدرتها المفوضية سابقًا باعتبار أن المرجع الصالح والوحيد لإعطاء صفة لاجئ لأي أجنبي على الأراضي اللبنانية هي الدولة اللبنانيّة. كما تداولا في أوضاع مرفأ جونيّة وأملا بأن يتم افتتاح المرفأ في اسرع وقت ممكن بعد الخطوة المشجعة بتكليف رئيس جديد له.
مولوي: اما وزير الداخلية بسام المولوي فقال من عين التينة: "وضعنا الرئيس بري في أجواء عمل القوى الامنية وإهتمامها بالمناطق التي يحصل فيها النزوح حيث يجب ان تبقى الدولة واجهزتها موجودة الى جانب المواطنين الصامدين والنازحين خاصة النازحين الذين أغلبهم ما زالوا في مناطق الجنوب.نحن نحيي صمود اللبنانيين وصمود أهل الجنوب وكل لبناني متمسك بأرضه ووطنه ومنزله، وجميعنا يجب أن يبقى متمسكا بوطنه". وتابع "كما وضعنا دولته، في أجواء عمل البلديات وكيفية القيام بدورها في هذه الظروف الصعبة وفي كيفية قيامنا بالجهد اللازم لتأمين الدعم المطلوب للبلديات عبر الموارد المتعددة التي يمكن أن نؤمنها للبلديات لإستمرار القيام في عملها". وختم "تداولنا في موضوع الكهرباء والجهد الكبير الذي يقوم به دوله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإستجرار المواد الضرورية لتوليد الكهرباء خاصة من العراق ومن دول أخرى لا سيما الجزائر. كما استعرضنا أيضا الأوضاع والمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة".