محادثات هدنة غزة تنطلق في الدوحة بلا حماس فهل تنجح؟
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الخميس، المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين بقطاع غزة، بحضور رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي ونظيريه من الولايات المتحدة ومصر ورئيس الوزراء القطري، وقد تستمر ليوم غد الجمعة، وفق وسائل إعلام عبرية، أكدت أن الوفد الإسرائيلي سيبقى الليلة في الدوحة.
وتعقد المحادثات، في الوقت الذي بدت فيه إيران على وشك الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز.
ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أميركية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى نزع فتيل خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ولم يشارك مسؤولو "حماس"، الذين اتهموا إسرائيل بالمماطلة، في محادثات اليوم الخميس. لكن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال إن الوسطاء يعتزمون التشاور مع فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة بعد الاجتماع.
فيما أكد مصدر آخر أن "الحركة معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي"، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلن عنه في وقت سابق وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار، وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال مساعدات، وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال مسؤولون أمس الأربعاء إن الوفد الإسرائيلي يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
ويمثل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك واشنطن في المحادثات التي دعا إليها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما يشارك عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في محادثات الدوحة.
وتبادلت إسرائيل و"حماس" اللوم في عدم التوصل إلى اتفاق، لكن في الفترة التي سبقت اجتماع اليوم الخميس، لم يستبعد أي من الجانبين التوصل إلى اتفاق.
نقاط الخلاف...
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي أمس الأربعاء إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سمح بقدر كبير من التصرف في التعامل مع بعض نقاط الخلاف الجوهرية.
وتتضمن نقاط الخلاف وجود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والترتيب الزمني لإطلاق سراح الرهائن والقيود المفروضة على الوصول إلى شمال قطاع غزة.
وفي الفترة التي سبقت محادثات اليوم الخميس، أبلغت حماس، التي ترفض أي تدخل أميركي أو إسرائيلي في سيناريوهات "اليوم التالي" للحرب في غزة، الوسطاء أنه إذا قدمت إسرائيل مقترحا "جادا" يتماشى مع مقترحات الحركة السابقة، فإنها ستواصل المشاركة في المفاوضات.
وقال القيادي الكبير في "حماس" سامي أبو زهري اليوم، إن الحركة ملتزمة بعملية التفاوض وحث الوسطاء على ضمان التزام إسرائيل بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في أوائل تموز (يوليو)، والذي قال إنه سينهي الحرب ويتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
نقل مصدر رفيع المستوى لقناة "القاهرة الإخبارية" أن "تعاوناً مصرياً قطرياً أميركاً يهدف لتقريب وجهات النظر للوصول إلى وقف لإطلاق النار"، مؤكّداً أن الوفد التفاوض المصري بالدوحة يقوم بجهود مكثّفة للوصول إلى اتفاق".
وقال: "مصر جدّدت لكافة الأطراف ضرورة إيجاد صيغة توافقية للوصول لهدنة بشكل عاجل".
البيت الأبيض...
من جانبه، حض البيت الأبيض اليوم كل الأطراف المعنية على حضور محادثات غزة في الدوحة والتي تهدف للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة. وحث إسرائيل وحركة حماس على إظهار مرونة وتقديم تنازلات، قائلا إن تحقيق تقدم لا يزال أمرا ممكنا في الأيام القليلة المقبلة.
وأشار جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في مقابلة مع "سي ان ان" إلى أن معلومات تفيد بأن إيران لم تتخل عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، بما يشمل تنفيذ ذلك من خلال وكلاء لها في المنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تراقب الموقف عن كثب ومستعدة لكنه عبر عن أمله في ألا يصل الأمر لهذا الحد.