السعودية والاردن حيدتا نفسيهما: عبرة في حماية السيادة
لورا يمين
المركزية- ابلغ الأردن الولايات المتحدة و إسرائيل وإيران أنه لن يسمح باستخدام أجوائه من أي جهة. وافيد ان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني ايمن الصفدي أبلغ طهران أنه في حال الرد على إسرائيل فإن عليها الابتعاد عن أجواء المملكة. وأبلغ الوزير طهران أن المملكة لن تسمح لإسرائيل باستخدام أجوائها.
الى ذلك، اشار اكثر من مصدر دبلوماسي، الى أن "المملكة العربية السعودية أوصلت رسالة لإيران أنها لن تسمح لأي جسم أجنبي بالمرور عبر أراضيها وأنها تدافع عن نفسها وليس عن إسرائيل".
في المقابل، دانت الدولتان عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في ايران. فقد قال نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، إن اغتيال هنية، يُعد "انتهاكًا صارخاً لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين". ولفت الى ان "حكومة بلاده انطلاقاً من مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، تدين ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على المدنيين، كما ترفض أي اعتداء على سيادة الدول أو تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وفقاً للمواثيق الدولية وميثاق منظمة التعاون الإسلامي".
وفي موقف عربي – خليجي اوسع، اعلن البيان الختامي لاجتماع وزراء منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد بناء على دعوة ايرانية إن "اغتيال هنية اعتداء على سيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها.. ويشكل جريمة عدوان وانتهاكا صارخا للقانون الدولي". وأضاف البيان "نُحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الآثم".
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن الدول التي تمارس سيادتها فعليا على اراضيها والتي تهمها سلامة مواطنيها وسلامة اراضيها واستقرارها، كالسعودية والاردن، اللتين يمكن ان تتأثرا بالرد الايراني او بالعمليات الاسرائيلية، عبر "اجوائهما"، أبلغت مَن يعنيهم الامر في المنطقة، انها لن تتساهل مع خرق اي اجسام غريبة، سيادتها جوا. فهذه الخطوة ضرورية لابعاد تداعيات الحرب عنهما. غير ان هذا الموقف، لم يمنع الدولتين من توجيه اكبر ادانة لاسرائيل على سلوكها المتهوّر ومن تحميلها مباشرة مسؤولية اغتيال هنية وشجب انتهاكها هذا للسيادة الايرانية.
كما ان الدولتين، اي السعودية والاردن، منخرطتان منذ 7 تشرين في سلسلة اتصالات لتهدئة الصراع في غزة.
ذلك يعني ان تحييد الدولتين نفسيهما عن الحرب لا يجعلهما شريكا فيها او في الاعتداء على الفلسطينيين، بل هو اساسي لحماية استقرار الدولتين ويعطيهما في الوقت ذاته القدرة على التضامن مع غزة وعلى العمل الفعلي لوقف حمام الدم الذي تغرق اسرائيل القطاع فيه.
هكذا تكون الدول الفعلية التي تعطي الاولوية لمصالحها ولسيادتها وتلعب في آن، دورا فعالا مفيدا للفلسطينيين ولو بعد حين. وذلك يؤكد ان حياد لبنان الايجابي هو الافعل له والافضل لشعبه، ولكن الدولة مستسلمة وسلّمت امرها لفصيلٍ يبدّي مصلحة ايران على اي مصالح اخرى، تختم المصادر.