Aug 08, 2024 4:00 PM
خاص

سجال حاد بين تركيا واسرائيل... ما هو مداه واين مصالح اردوغان؟

يولا هاشم

المركزية - مرة اخرى، عاد السجال المحتدم على مواقع التواصل الاجتماعي بين تركيا وإسرائيل، إثر تغريدة لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس شنّ فيها هجوما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمه بالدكتاتورية ومعاداة السامية، وانتقد قرار تركيا حجب منصة إنستغرام مؤخرا.

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية التركية، ان كاتس اعتاد الإدلاء بتصريحات "مبتذلة مليئة بالافتراءات والأكاذيب التي تستهدف تركيا ورئيس الجمهورية"، مؤكدة أن تركيا ستواصل تقديم أقوى دعم للفلسطينيين اليوم كما فعلت بالأمس.

وكانت وزارة الاتصالات التركية حجبت الاسبوع الماضي تطبيق إنستغرام بعد حذف ملايين المنشورات التي تنعى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.

وفي وقت سابق، تصاعد السجال بين تركيا وإسرائيل إثر تصريحات لأردوغان قال فيها إن بلاده كما تدخلت في ناغورني قره باغ وليبيا تستطيع فعل الشيء نفسه في إسرائيل، مؤكدا أن امتلاك القوة كفيل باتخاذ مثل هذه الخطوة.وسرعان ما رد عليه سياسيون إسرائيليون، حيث اعتبر كاتس إن أردوغان يسير على خطى الرئيس العراقي السابق صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل، وان عليه أن يتذكر كيف انتهى ذلك الأمر في العراق. من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الرئيس التركي يثرثر ويهذي مرة أخرى، ويشكل خطرا على الشرق الأوسط. وعلى الأثر، ردت وزارة الخارجية التركية مشيرة الى إن نهاية مرتكب الإبادة الجماعية (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ستكون على غرار نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر. وأكدت أن الإنسانية ستقف إلى جانب الفلسطينيين، ومن يستهدفون الشعب الفلسطيني لن يستطيعوا إبادته. ولم يتوقف الامر عند هذا الحدّ، إذ أعلنت الخارجية التركية أمس تقديم طلب تركيا إلى محكمة العدل الدولية للانضمام إلى جنوب إفريقيا في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل. فإلى أين مدى يمكن ان تنزلق الاوضاع  بين البلدين وما مدى جديتها؟

مصادر مطلعة على العلاقات التركية- الاسرائيلية تؤكد لـ"المركزية" ان كلام اردوغان التصعيدي رمزي تجاه شعبه. فالاتراك بين الاناضول كشعب مسلم، وحزب حاكم من الاخوان المسلمين، ولهم علاقة بتطورات المنطقة، شعروا بالاستياء لمقتل اسماعيل هنية، لأنه في النهاية زعيم إخواني ومن أهم زعماء الاخوان في العالم. فاضطر الرئيس التركي لاتخاذ هذا الموقف كنوع من المزايدة بعد عجزه عن القيام بأي رد فعل. إلا ان الايراني لم يغامر وبالتالي اردوغان لن يغامر بأي شيء.

وتؤكد المصادر ان اردوغان يستخدم القضية ورقة ضد الاميركيين بسبب انزعاجه منهم، مقابل الحصول على مكاسب. وتصف المصادر اردوغان بـ"تاجر اسطنبولي".

وعن انضمام تركيا الى دعوى جنوب افريقيا ضد اسرائيل امام محكمة العدل الدولية، تعتبر المصادر ان الرئيس التركي مُحرَج ويعاني من ضغط شعبي، لأن الاتراك كشعب صادقون في موقفهم تجاه القضية الفلسطينية أكثر من الايرانيين، ولديهم البُعد السنّي والعثماني، بالاضافة الى تركيبتهم وأجوائهم، ليس كإخوان مسلمين بل كاسلام وطني، وتأثروا بعملية اغتيال هنية وما يحصل في غزة. وبما ان اردوغان يسعى الى تنفيس الشارع، توجّه إلى محكمة العدل الدولية، المؤسسة التي يغطيها العالم كله، لتقديم شكوى ضد اسرائيل، ومحاربتها بما يسمى القانون الدولي. وكل تركيا وعظمتها أصبحت لدى نواف سلام (رئيس محكمة العدل الدولية حالياً) تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o