إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء... والحل يبتعد
مع مضي الجانب الإسرائيلي في عملية تصعيد الموقف العسكري واللجوء إلى عمليات الاغتيال على مساحة واسعة تشمل دولا عدة، بات الحديث عن حل قريب أقرب إلى الخيال.
وقال مرجع لبناني لـ «الأنباء» ان «الاستعصاء الإسرائيلي في القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، يعني استحالة تحقيق حلم القضاء على المقاومة اللبنانية، لاعتبارات موضوعية عدة، ابرزها: القدرات التسليحية والتدريبية التي تمتلكها بالإضافة إلى الخبرات المتراكمة والعمق الاستراتيجي».
وأوضح المرجع ان «الإسرائيلي يطرح شروطا تعجيزية للحل، خلاصتها استسلام اخصامه على كل الجبهات، رافضا حقيقة الارتباط بين تراجع حزب الله بعيدا من الحدود بالانسحاب الإسرائيلي إلى خلف الخط الازرق. كما ان نزع السلاح من منطقة جنوب الليطاني يعني لإسرائيل ان هذا الانجاز اذا تحقق، ليس ذو بعد أمني فقط انما ذو بعد مائي».
ويشرح المرجع ما يقصده بالقول «في العام 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان وأبعدت الفلسطينيين إلى خارج منطقة الـ 45 كيلومترا، ولم تكتف بذلك بل احتلت العاصمة بيروت وتمددت إلى البقاع وباتجاه الشمال، تحت عنوان منع اطلاق صواريخ الكاتيوشا، بينما هدفها الجوهري كان السيطرة على المياه».
وسأل المرجع: «من يضمن اذا تم نزع السلاح من جنوب الليطاني الا يكون تمهيدا ومقدمة لاجتياح مفاجئ لمنطقة جنوب الليطاني؟ والدليل ان الاسرائيلي يصر دائما في أية مفاوضات، لاسيما تلك التي يخوضها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، على تطبيق القرار الدولي 1701 من جانب لبنان فقط وبمنطقة خالية من السلاح بعمق يتراوح بين 40 و45 كيلومترا، اي ذات عنوان اجتياح العام 1982».
وأكد المرجع «ان أي حل يدور عادة بين أمرين: الاول ان المنتصر في الميدان هو الذي يفرض شروطه على طاولة التفاوض.
والثاني مسار المفاوضات السياسية هي التي تكرس الخسارة او الربح.
والمقصود في ذلك، ان إسرائيل تتكل على دعم دولي كبير، وهي مرتاحة البال لأي قرار قد يطرح في مجلس الأمن الدولي، وغالبا ما تحول خسارتها الميدانية إلى ربح سياسي».
وأشار المرجع إلى ان «حزب الله قرر الربط بين جبهتي قطاع غزة وجنوب لبنان. وعندما قرر الدخول في الحرب، فهو في ذات الوقت قال ان الدولة اللبنانية هي التي تفاوض على تطبيق القرار 1701، ويعلم الجميع ان اول من رفض هذا القرار فور صدوره في العام 2006 هي إسرائيل، وترجمت هذا الرفض بآلاف الخروقات والاعتداءات».
ولفت المرجع إلى ان «الواقع تغير وهو تبادل الضربات العسكرية، وتجاوز إسرائيل لكل الخطوط الحمراء، وهذا قد يكون بداية للذهاب إلى التفاوض اما مع بقاء الوتيرة العسكرية على حالها او بعد حرب واسعة، وفي ظل الوقائع الحالية الاعتقاد اننا لسنا أمام حل قريب».
داود رمال - الانباء الكويتية