هل كان "اختراقا من الداخل"؟.. تساؤلات عن قدرات إيران بعد اغتيال هنية!
كشفت حادثة اغتيال القائد السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية، طهران، من جديد عن نقاط ضعف في النظام الأمني والاستخباراتي في إيران.
ويجمع محللون، تحدث معهم موقع الحرة، على حدوث اختراق أمني في إيران سمح بوقوع عملية الاغتيال لزعيم سياسي بهذا المستوى، وفي عاصمة البلاد، بعيد تنصيب رئيسها.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن طهران فشلت في حماية قائد حليف في عاصمتها، مما يعد خرقا أمنيا خطيرا ويثير تساؤلات بشأن سلامة كبار القادة الإيرانيين، وقدرة إسرائيل على استهدافهم.
وتدل المؤشرات الأولية على أن هنية وحارسه الشخصي لقيا حتفهما عندما أصاب صاروخ، أو طائرة من دون طيار، مقر إقامتهما.
ولم تقر إسرائيل رسميا بأنها وراء العملية، وهي تمتنع عادة عن التعليق على عملياتها في الخارج.
ومع ذلك، يعكس هذا الهجوم نمط "العمليات الإسرائيلية"، وكان آخرها استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية في منشأتها النووية، في نطنز في 19 أبريل.
ويؤكد مراقبون أن هذا الحادث يكشف عن نقاط ضعف كبيرة داخل جهاز الأمني، فقد وقع الاغتيال في يوم خضع لإجراءات أمنية مشددة مع تنصيب الرئيس، مسعود بزشكيان، الذي جرى في اليوم السابق.
وخاضت إيران وإسرائيل لسنوات حربا سرية من خلال وكلاء، ونفذت إسرائيل عددا من عمليات الاغتيالات في إيران في السنوات الأخيرة، لكن الحرب السرية تطورت، في أبريل الماضي، وكشفت عن ثغرات في النظام الأمني الإيراني.
وفي أبريل، أطلقت إيران مئات الصواريخ على إسرائيل بعد ضربة إسرائيلية على قادة إيرانيين في سوريا، ثم ردت إسرائيل بالهجوم على قاعدة عسكرية في أصفهان، مما ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية الإيرانية، دون أن يتم رصد الطائرات الإسرائيلية.
Share on Twitter
Share on WhatsApp
إيران
هل كان "اختراقا من الداخل"؟.. تساؤلات عن قدرات إيران بعد اغتيال هنية
الحرة / خاص - واشنطن
31 يوليو 2024
هنية اغتيل في طهران
كشفت حادثة اغتيال القائد السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية، طهران، من جديد عن نقاط ضعف في النظام الأمني والاستخباراتي في إيران.
ويجمع محللون، تحدث معهم موقع الحرة، على حدوث اختراق أمني في إيران سمح بوقوع عملية الاغتيال لزعيم سياسي بهذا المستوى، وفي عاصمة البلاد، بعيد تنصيب رئيسها.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن طهران فشلت في حماية قائد حليف في عاصمتها، مما يعد خرقا أمنيا خطيرا ويثير تساؤلات بشأن سلامة كبار القادة الإيرانيين، وقدرة إسرائيل على استهدافهم.
وتدل المؤشرات الأولية على أن هنية وحارسه الشخصي لقيا حتفهما عندما أصاب صاروخ، أو طائرة من دون طيار، مقر إقامتهما.
ولم تقر إسرائيل رسميا بأنها وراء العملية، وهي تمتنع عادة عن التعليق على عملياتها في الخارج.
ومع ذلك، يعكس هذا الهجوم نمط "العمليات الإسرائيلية"، وكان آخرها استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية في منشأتها النووية، في نطنز في 19 أبريل.
ويؤكد مراقبون أن هذا الحادث يكشف عن نقاط ضعف كبيرة داخل جهاز الأمني، فقد وقع الاغتيال في يوم خضع لإجراءات أمنية مشددة مع تنصيب الرئيس، مسعود بزشكيان، الذي جرى في اليوم السابق.
وخاضت إيران وإسرائيل لسنوات حربا سرية من خلال وكلاء، ونفذت إسرائيل عددا من عمليات الاغتيالات في إيران في السنوات الأخيرة، لكن الحرب السرية تطورت، في أبريل الماضي، وكشفت عن ثغرات في النظام الأمني الإيراني.
وفي أبريل، أطلقت إيران مئات الصواريخ على إسرائيل بعد ضربة إسرائيلية على قادة إيرانيين في سوريا، ثم ردت إسرائيل بالهجوم على قاعدة عسكرية في أصفهان، مما ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية الإيرانية، دون أن يتم رصد الطائرات الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، حينها، عن مسؤولين القول إن الضربة الإسرائيلية كانت تهدف لإيصال رسالة مفادها أن إسرائيل يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية وشلها دون أن يتم اكتشافها، إذ تم استهداف نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الهجوم الإسرائيلي استهدف الرادار " 30N6E2 Tomb Stone" المصمم لتتبع التهديدات الجوية والصاروخية ويسمح للصواريخ الاعتراضية باستهدافها.
المحلل الأمني لشؤون الشرق الأوسط المقيم في واشنطن،، رافائيل كوهين، قال لموقع الحرة إنه من الناحية التقنية، فمن المؤكد أنه لو كانت إسرائيل وراء اغتيال هنية، فهذا "يعني أنها تتمتع بقدرة استخباراتية وهجومية مذهلة من جانب، ومن ناحية أخرى، سيكون ذلك بمثابة وصمة عار كبيرة للمؤسسة الأمنية الإيرانية".
اللواء المتقاعد من المخابرات الحربية المصرية، محمود زاهر، قال لموقع الحرة إنه من الناحية التكتيكية، فأن أي جهاز استخباراتي أو عسكري في العالم يمكن اختراقه لكن بمستويات مختلفة.
ويشير إلى أن "اختراق الأنظمة الاستخباراتية يحتاج إلى تأثير معلوماتي يؤثر في أنظمة محددة، واختراق عسكري يحتاج إلى تأثير واقعي وعلى الأرض وتحديد كيفية تنفيذه".
ويقول إن هناك نوعين من الاختراقات، داخلي وخارجي.
ويعتقد مايكل معلوف، محلل سياسات الأمنية في واشنطن، أن ما حدث هو اختراق من داخل إيران، نظرا لحقيقة أن هنية كان في زيارة خاطفة.
ويشير إلى أن الأمر لا يتعلق هذه المرة بقدرات إيران الدفاعية، لكن ربما بعملية تم التحكم فيها عن بعد، ويتكهن بوجود عناصر تابعة للموساد متمركزة في إيران نفذت هذا الهجوم.
ويضيف أن دقة الهجوم وفي هذا الوقت القصير، يعني أنه من المحتمل أن يكون عملا محليا، ولكن تم تنسيقه والموافقة عليه من قبل عناصر خارجية.
مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، أشار في تصريحات لموقع الحرة إلى "خروق أمنية كبيرة داخل إيران".
ويقول إن إسرائيل لديها القدرة على تجنيد عناصر داخل إيران والاستفادة من فترة الاضطرابات لتنفيذ عمليات.
ويشير جاد في تصريحات لموقع الحرة إلى أن إيران تمتلك أنظمة عسكرية، لكنها حتى لم تستطع مباغتة إسرئيل في هجوم أبريل الماضي، مشيرا إلى أنها أبلغت العالم بالرد على الهجوم الإسرائيلي قبل أن تصل المسيرات إلى أهدافها.
وكانت إيران أطلقت مسيرات وصواريخ كروز وباليستية من إيران إلى الأراضي الإسرائيلية، لكن قبل أن تدخل الطائرات من دون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا أعلن فيه أنه ردا على الهجوم في سوريا: "أطلقت القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني عشرات الصواريخ والطائرات من دون طيار ضد أهداف معينة داخل الأراضي المحتلة".
المحلل الأمني رافائيل كوهين، قال إنه من المهم النظر إلى عملية اغتيال هنية في سياقها، فهذه ليست المرة الأولى التي يثبت فيها مدى التفوق الإسرائيلي والفشل الإيراني، مشيرا إلى أنه يشتبه في أن إسرائيل كانت منذ فترة قادرة على استهداف العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
ويضيف أن "الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على البنية التحتية الإيرانية مباشرة بعد وابل الصواريخ الإيرانية، قبل بضعة أشهر ، تسلط الضوء أيضا على ضعف النظام الإيراني".