هل قرأ النواب اتفاق الطائف؟
كتب البروفيسور إيلي الزير: تسنّى لي الجلوس مع أحد رجال السياسة والقرار في وطننا لبنان قبل أيام، والنقاش في الجلسة كانت السياسة وكواليسها وما نعيشه ونواجهه في هذه الأيام.
ذهب بنا الحديث إلى اتفاق الطائف. صديقي السياسي كان يتحدّث عن تعديل هذا الاتفاق وموجبات العمل على تغيير هذا النظام الذي أثبت فشله. إلا أنّ ما هالني خلال الحديث أنه وهو صاحب قرار ومؤثر في الحياة السياسية لا يميّز بين اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني. هو ينظر للأمرين على أنهما أمر واحد. وكلما ذهب بالحديث مسافة أبعد حتى تولّدت لديّ قناعة راسخة أنّ صديقي السياسي لم يقرأ اتفاق الطائف، ولم يطّلع على وثيقة الوفاق الوطني. وكما يقول المثل الشعبي "الإنسان عدو ما يجهل". عندما عدت إلى منزلي مودّعاً صديقي، استرجعت مواقف العديد من السياسيين عبر وسائل الإعلام. فوجدت أنهم كصديقي الذي غادرني منذ قليل لم يقرأوا اتفاق الطائف، ولم يطلعوا على وثيقة الوفاق الوطني. إلا أنهم يتحدّثون ليل نهار عن اتفاق الطائف، وضرورة الحفاظ عليه عند البعض، وضرورة تعديله عند البعض الآخر.
هم لا يميّزون أنّ وثيقة الوفاق الوطني تتحدّث عن ثوابت وطنية ميثاقية لا يمكن المساس بها مطلقاً. فيما اتفاق الطائف الذي بات دستوراً هو بنود لكيفية إدارة النظام، وتدبّر الأمور، والفصل في القضايا عند الأزمات. وهو أمر لا ضرر في تعديله أو دراسة تعديله.
أزمتنا ليست أزمة طائف ولا وثيقة وفاق وطني. أزمتنا يا سادة أنّ نوابنا وسياسيينا هم لم يقرأوا اتفاق الطائف ولا يميّزون بينه وبين وثيقة الوفاق الوطني. والأجدى بنا كمواطنين لبنانيين أن نحرص على وطننا، أن نتظاهر ونحتشد في الساحات مطالبين بأمر واحد. وهو أن يقرأ نوابنا وسياسيونا اتفاق الطائف، وأن يتعرّفوا على وثيقة الوفاق الوطني.
المصدر - موقع أيوب