إسرائيل تتراجع عن قمع تغطية "أسوشيتد برس" لغزة تحت ضغط أميركي
أوقفت الحكومة الإسرائيلية في اليوم الـ228 لحرب غزة، خدمة وكالة «أسوشيتد برس» للبثّ المباشر من جنوب إسرائيل لتغطية الأحداث في القطاع، مستندةً في ذلك إلى قانون يحظر تزويد قناة «الجزيرة» القطرية بالصور، وفق ما أكدت «أسوشيتد برس» أمس، في خطوة وضعها مراقبون في خانة محاولة الدولة العبرية «قمع» الوكالة الأميركية المرموقة لمنعها من نقل حقيقة ما يحصل داخل القطاع، وتالياً السعي إلى التعتيم على الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُسجّل يوميّاً.
لكنّ مع دعوة واشنطن تل أبيب إلى التراجع عن القرار وبفِعل الضغوط الأميركية الهائلة، اضطرّ وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي إلى التراجع عن قراره بقطع تغطية «أسوشيتد برس» المباشرة للحرب في غزة، معلناً إصدار الأمر بإلغاء العملية وإعادة المعدّات للوكالة.
وفي وقت سابق، دانت وكالة الأنباء في بيان بـ»أشدّ العبارات تصرّفات الحكومة الإسرائيلية بإيقاف بثّنا المباشر طويل الأمد»، مندّدةً بـ»الاستخدام التعسّفي» لقانون البثّ التدفقي الأجنبي الجديد في إسرائيل والذي يحظر تقديم صور لقناة «الجزيرة». وبحسب الوكالة، فقد صادرت السلطات الإسرائيلية الكاميرا ومعدّات البثّ الخاصة بها.
وحضّت الوكالة العالمية، السلطات الإسرائيلية، على «إعادة معدّاتنا وتمكيننا من استئناف البثّ المباشر على الفور، حتّى نتمكّن من الاستمرار في تقديم هذه الصحافة المرئية المهمّة للآلاف من وسائل الإعلام حول العالم»، موضحةً أن «الجزيرة» كانت من بين آلاف العملاء الذين يحصلون منها على خدمة البثّ المباشر.
وشرحت الوكالة أن مسؤولين من وزارة الاتصالات الإسرائيلية وصلوا إلى موقع «أسوشيتد برس» في بلدة سديروت في جنوب إسرائيل بعد ظهر الثلثاء وصادروا المعدّات. وسلّموا المسؤولين وثيقة موقّعة من وزير الاتصالات شلومو قرعي، ورد فيها أن الوكالة تنتهك قانون البثّ الجديد في البلاد.
وبحسب الوثيقة، فإنّ مصوّري الوكالة يُصوّرون القطاع بانتظام من شرفة منزل في سديروت، ويُركّزون على «أنشطة جنود» الجيش الإسرائيلي ومواقعهم. وورد فيها أيضاً أنّه «على الرغم من أن مفتّشي وزارة الاتصالات حذّروهم من أنهم يُخالفون القانون، وعليهم منع «الجزيرة» من الحصول على محتواهم وعدم نقل البثّ إلى «الجزيرة»، إلّا أنّهم استمرّوا في ذلك».
لكنّ الوكالة أكدت أنها كانت قبل مصادرة معدّاتها تبثّ مشهداً عاماً لشمال القطاع، مشيرةً إلى أن اللقطات الحية أظهرت دخاناً يتصاعد فوق القطاع بشكل عام. وشدّدت على التزامها بـ»قواعد الرقابة العسكرية الإسرائيلية التي تحظر بثّ تفاصيل مثل تحرّكات القوات، بما يُعرّض الجنود للخطر».
وفي أبرز ردود الفعل، اعتبر المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن قيام إسرائيل بوقف تغطية «أسوشيتد برس» المباشرة لغزة «أمر صادم جدّاً»، فيما ندّدت منظمة «مراسلون بلا حدود» بالقرار، ووصفته بأنه «رقابة شنيعة».
ميدانيّاً، تواصل القتال العنيف في القطاع حيث «تعجز الكلمات عن وصف الوضع الإنساني»، وفق الأمم المتحدة، في وقت دارت فيه مواجهات عنيفة في الضفة الغربية حيث قُتل 7 فلسطينيين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يُنفّذ عملية جديدة في جنين.
وتحدّث الجيش الإسرائيلي صباح أمس عن معارك في مناطق عدّة من القطاع، مشيراً إلى أنّه نفّذ غارات جوّية على 70 هدفاً خلال 24 ساعة، بينها في وسط القطاع وفي منطقة جباليا في شماله، وأكد مواصلة عمليّاته في منطقة رفح. وخلال 24 ساعة حتّى صباح أمس، قُتل 85 شخصاً في القطاع جرّاء القصف والغارات، وفق وزارة الصحة التابعة لـ»حماس».