تحذير اميركي من غزو اسرائيلي للبنان في الربيع وتفقد بريطاني
"الحزب" يستقبل "الاعتدال" الاثنين: لحوار غير مشروط
الخماسية عند ميقاتي غداً... وزيادات الحكومة بين قابل ورافض
المركزية- على عكس الدينامية الملحوظة في الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها القطريون والمصريون لبلوغ نقطة الاتفاق على الهدنة في غزة بين حماس واسرائيل ، لم يطرأ في لبنان أي جديد بارز على المشهدين الامني الجنوبي والسياسي المتصل بأزمة الشغور الرئاسي، على رغم الكلام الكثير والمبادرات المطروحة التي تبدو حتى الساعة مجرد محاولات لا اكثر، ما دام لا حصاد في متناول اليد.
وفيما الميدان الجنوبي يغلي، والتحذيرات من مخططات اسرائيلية جهنمية بغزو لبنان تتوالى من كل حدب وصوب، عاد طرح بناء الابراج على طول الحدود الجنوبية، لاعادة الاستقرار اليها، الى الواجهة اليوم، مع جولة مسؤول عسكري بريطاني على المسؤولين.
فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون والوفد المرافق حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية منها على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة . ايضا، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سامبسون الذي وضع رئيس الحكومة "في اجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في اطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية". كما التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه المارشال SAMPSON، يرافقه خلفه الأدميرال Edward Ahlgren ووفد. وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى مجالات التعاون بين وزارتي البلدين.
غزو في الربيع؟ ليس بعيدا من الوضع العسكري، كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ"سي ان ان"، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن "الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة". وتابع قائلاً: "ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع". أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة "سي أن أن".
النمسا للـ1701: ايضا، زار وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ اليوم السراي وعين التينة والخارجية. في خلال الاجتماع مع رئيس الحكومة، أكد وزير خارجية النمسا "أن الحل الديبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الافضل للجميع". وشدد" على ضرورة التوصل الى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم ، بما يساهم في ارساء الاستقرار في المنطقة". واشاد الوزير النمساوي ب"الدور المهم الذي تقوم به القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان"، داعيا "الجميع الى تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بما يحفظ الامن في جنوب لبنان".
غارات: على الارض، تعرضت بلدة الجبين وأطرافها لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر قبل الظهر، من دبابات الجيش الاسرائيلي في الضهيرة. وأطلقت القوات الاسرائيلية منطادا تجسسيا فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. وتعرضت اطراف طير حرفا لقصف مدفعي. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي مرتفعات الهبارية ، فيما استهدف الطيران المسير بلدة بليدا. كما شنت طائرات الجيش الاسرائيلي اكثر من غارة على منطقة اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. وصباحاً، استهدف الجيش الاسرائيلي بالقذائف المدفعية أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.
حزب الله: في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف عند الساعة 08:00 من صباح يوم الخميس 29-02-2024، انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بالقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات مباشرة. ايضا، اعلن الحزب انه استهدف "تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الكوبرا بالأسلحة الصاروخية". واستهدف مستوطنة "إيلون" بدفعات من صواريخ الكاتيوشا ردّاً على استشهاد مواطنَين في كفرا". ونعت "المقاومة الإسلامية" "شهيدها محمود علي حمود من بلدة كفرا".
عند الحزب الاثنين: سياسيا، على الخط الرئاسي،وفي حين يستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفراء اللجنة الخماسية الدولية غدا، أعلن النائب وليد البعريني، في حديث اذاعي أن كتلة "الاعتدال الوطني" ستلتقي الاثنين المقبل كتلة "الوفاء للمقاومة"، فيما لا مواعيد محدّدة اليوم لعقد أي اجتماعات، وقال "لسنا في استراحة مقاتل، بل نعيش حالة سلم، بحثاً عن الحلول" وعن اللقاء مع "التكتل الوطني المستقل"، لفت إلى أنّه لم يكن عاصفاً ولم تتخلّله أي ردود فعل عصبية. واكد البعريني أنّ "الرئيس نبيه بري لم يضع أي شروط على التكتل"، ناقلاً عنه "ضرورة الالتقاء في منتصف الطريق مع باقي الأفرقاء، وعلى أن تلاقي المبادرة تأييداً من الجميع". وأوضح أن "الرئيس بري لاقى المبادرة بطريقة إيجابية، لكنّه لم يتبنّها حرصاً على نجاحها". وعن حصيلة الجولات حتى الساعة، أكد أنّ "هناك تجاوباً من جميع الأفرقاء، لكن التنفيذ هو ما يؤكد إذا كان الجميع يؤيدون فعلاً المبادرة".
ايجابي: من جانبه، وعن تحرك كتلة "الاعتدال الوطني" بالنسبة للانتخابات الرئاسية، قال النائب سجيع عطية من السراي "الامور تسير بشكل ايجابي وعلى أحسن ما يرام، ونأمل ان تحل الأعياد ونكون قد انتخبنا رئيسا للجمهورية".
حوار غير مقيّد: وفي السياق، قال عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله لفت "في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة حرب الدفاع عن بلدها وحماية شعبها، فإنَّها تتطلع دائمًا إلى معالجة القضايا الداخلية، بما يؤمن الاستقرار السياسي وانتظام عمل مؤسسات الدولة وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية"، وأشار إلى أن "حزب الله كان من دعاة إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال التفاهمات الوطنية عن طريق الحوار الداخلي، وهو ما كان البعض يتمنّع عن القبول به ويُصر على معزوفته بتكرار عقد جلسات الانتخاب في المجلس النيابي، بمعزل عن أي تفاهمات مسبقة، ويرفض تلقّف أي مبادرة جرى إطلاقها في السابق. لذلك فإننا اليوم مع الحوار الداخلي غير المقيّد بأي شروط مسبقة، أو وضع فيتوات أو فرض خيارات محدَّدة، وكنَّا دائماً من المتجاوبين مع الدعوات للحوار غير المشروط، خصوصًا تلك التي كان يطلقها رئيس المجلس النيابي، ومعروف من كان يرفض ويعطّل أي مسعى في هذا المجال". واعلن "اليوم نؤكد من جديد على أهمية الحوار الداخلي وعلى ضرورة أن يكون جاداً بنية الوصول إلى نتائج متفاهم عليها لانتخاب رئيس للجمهورية، وأي مبادرة في هذا المجال عندما تُعرض علينا سندرسها بروح إيجابية، من منطلق الحرص على الوصول إلى نتائج تحقق مصلحة البلد".
العمالي العام يشكر: اما معيشيا، فعاد عدد لا بأس به من الادارات الى العمل اليوم غداة الزيادات التي اقرها لها مجلس الوزراء فيما بقي آخر خارج الخدمة، لا سيما تعاونية موظفي الدولة . وقد استقبل ميقاتي وفدا من "الاتحاد العمالي العام" برئاسة بشاره الأسمر الذي اعلن بعد اللقاء "زيارة دولة الرئيس اليوم هي لشكره على المرسوم الذي صدر بالأمس والذي يشمل المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والبلديات واتحاد البلديات والمستشفيات الحكومية وتلفزيون لبنان. طبعا هناك بعض الشوائب والنواقص. ولدينا اتجاه لمعالجتها لاسيما في ما يتعلق بهيئة "أوجيرو". أكدنا دعم الإتحاد لهذا المنحى العلاجي في هذه المرحلة بالذات، طبعا هذا المنحى الذي يتقيد بسقف معين من الصرف بحدود 2800 مليار ليرة شهريا، وما يهمنا هو استمرار التوازن المالي حتى لا ندفع ثمنا غاليا لمسألة زيادات الأجور في القطاع العام الذي يعاني". أضاف "إن ما حصل بالأمس جزء من علاج، فيجب إعادة جدولة المدفوعات في القطاع العام لتدخل في صلب الراتب، لأن كل هذه العطاءات لا تنعكس ايجابا على تعويضات نهاية الخدمة لدى الموظفين والعسكريين، اذ لا يزالون يتقاضون تعويضاتهم على 1500 ليرة لبنانية، لذلك يجب دمج هذه العطاءات في صلب الراتب وهذا مطلب الإتحاد العمالي الأساسي اليوم".
العسكر غير راض: في المقابل، قال تجمع العسكريين المتقاعدين في بيان "أمّا وقد اجتمعت الحكومة أمس مستغلة حسن نوايا العسكريين المتقاعدين بافساح المجال أمامها لمعالجة موضوع الرواتب والأجور بطريقة عادلة تنصف الجميع، وبعد أن اصدرت الحكومة قراراتها حول هذا الموضوع بصورة لا تراعي أبسط قواعد العدالة والمساواة ولا الأوضاع الاجتماعية والمعيشية المزرية التي يعانيها العسكريون والموظفون المتقاعدون، يعلن التجمع رفض الزيادة التي اعطيت للمتقاعدين لجهة قيمتها الهزيلة ولجهة مقارنتها مع ما اعطي لموظفي الادارات العامة تحت عناوين مخادعة كبدل النقل والانتاجية، بحيث تدنى معاش المتقاعد الى حوالى ٦٠٪ من راتب مثيله في الخدمة الذي يوازيه في الفئة الوظيفية والدرجة، وذلك خلافاً لقانون الدفاع الوطني ونظام التقاعد والصرف من الخدمة اللذين حددا بوضوح النسبة المذكورة اعلاه بـ ٨٥٪، وهذا بمثابة خرق فاضح للقانون الذي من المفترض أن تكون السلطة قدوة في التزامه، لا خنجراً لنحره ساعة تشاء". أضاف: "إن الازمة المعيشية الخانقة، تشدّ على رقاب موظفي الخدمة والمتقاعدين على السواء، بسبب التضخم غير المسبوق وموجات الرسوم والضرائب الفلكية التي التهمت الأخضر واليابس، وبالتالي فإن نظر الحكومة في عين واحدة، يرقى الى التمييز العنصري بين موظفين متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات. إن العسكريين المتقاعدين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الظلم اللاحق بهم وسيترجمون ذلك بصولات وجولات، وهم يدعون الحكومة إلى البدء اعتباراً من اليوم بعملية اصلاح الخلل ضمن مدة الثلاثة اشهر التي وعدت بها، وإلاّ سنكون أمام مرحلة جديدة من التصعيد تختلف كلياً عن سابقاتها".
لا مسؤولية الحكومة: في السياق، كتب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على منصة "اكس": ما تمّ إقراره امس للقطاع العام حوافز وليس زيادة رواتب كما اوحى فولكلور "حكومة اللامسؤولية"، اي مساعدة لا تدخل في اساس الراتب وكنا قد أبقينا في لجنة المال مبلغ ٢٩ الف مليار ليرة في احتياطي الموازنة لهذه الحوافز. أضاف: "أما قضية الطوابع المفقودة شرعياً والموجودة "لا شرعياً" لاسيما طابع المختار، فكما بموضوع قانون الانتظام المالي وإعادة هيكلة المصارف هربت "حكومة اللامسؤولية" من حماية المودعين والمواطنين ولم تعدّل قوانينها ولا قراراتها المتعلقة باسترداد الودائع وبتوفير طابع المختار او تعليق العمل به لحين توفيره كما طالب مخاتير لبنان فصمتت صمت أهل الكهف". وتابع: "أما تحديد رسم الطابع المالي والذي شكل المادة الوحيدة التي كُلفت بها المالية بعد ما الغينا ٤٦ مادة ضريبية وعدلنا ٧٣ مادة مماثلة من "موازنة حكومة اللامسؤولية" الكارثية، فرمتها كالعادة "بمسؤولية كبيرة" على المجلس النيابي". وختم كنعان: "سأتقدم بالقوانين المتصلة بطابع المختار والطوابع المالية في اليومين المقبلين آملاً تجاوب الكتل النيابية لإلزام "حكومة اللامسؤولية" بها".