حرب غزة على طاولة قمتي عمان غدا...هل ترسم طريق التسوية؟
سخونة على الجبهة الجنوبية وعمليات متبادلة وشهداء لبنانيون
تركيا تسعى للتهدئة ونواب المعارضة يرفضون جر لبنان الى الحرب
المركزية- هل ينطلق من الاردن غدا مسار التسوية للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي المزمن فيضع حدا فاصلا بين لغتي النار والحوار ويوقف آلة القتل المتواصلة لليوم الحادي عشر على التوالي، مستهدفة المدنيين والابرياء من الغزاويين المحاصرين داخل القطاع؟ سؤال يُطرَح على كل شفة ولسان مذ تم الاعلان عن استقبال ملك الاردن عبدالله الثاني، يوم غد ، الرؤساء الأمريكي جو بايدن والمصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، على أن يعقد لقاءات منفصلة معهم، ثم يستضيف قمة ثلاثية تضم الرئيسين المصري والفلسطيني، فرباعية، تضم الرؤساء الأمريكي والمصري والفلسطيني، لبحث التطورات الخطيرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، والعمل من أجل إيجاد أفق سياسي يعيد إحياء عملية السلام.
خمس ساعات سيمضيها بايدن غدا في اسرائيل التي يصلها في العاشرة صباحا، ويغادر في الثالثة بعد الظهر يجتمع في خلالها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتزوغ وممثلي عائلات الرهائن الذين اختطفهم مقاتلو "حماس"، ليغادر بعدها في اتجاه الاردن ويضع حرب غزة وحصيلة مشاوراته مع قادة الحرب على طاولة المفاوضات. فهل تنجح مساعي التهدئة وتقفل صفحة الحرب الدامية؟
توتر حدودي: في الانتظار، شهدت الجبهة الجنوبية اليوم سخونة منذ ساعات الصباح الاولى. تصاعدت وتيرتها بعد الظهر، اذ افيد أن حزب الله استهدف خيمة للقوات الإسرائيلية في داخلها جنود في مستوطنة راميم مقابل بلدة مركبا في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني. وردّت تل ابيب بالقصف على خراج بلدتي رميش ويارون. واشار الجيش الإسرائيلي الى صاروخ مضاد للدبابات أطلق على أحد مواقعنا على الحدود اللبنانية، معلنا ان المدفعية الاسرائيلية ردّت مستهدفة مواقع إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية. وقال: تعرّض جيشنا لنيران أسلحة خفيفة على السياج الحدودي ورد بالمدفعية على مصادر إطلاق النيران. وافادت مصادر اسرائيلية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد استهداف دبابة عسكرية بصاروخ موجه على الحدود بين لبنان واسرائيل، قبل ان يعلن الاعلام الاسرائيلي عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع ثان، من لبنان تجاه هدف "للجيش الإسرائيلي". ولاحقا، افيد عن سماع دوي اطلاق نار ورشقات وقصف في محيط عيتا الشعب وراميا، اتى ذلك عقب إطلاق صاروخ اضافي مضاد للدروع على مستوطنة يفتاح عند الحدود مع لبنان والعدو الإسرائيلي. وطال القصف مارون الراس. كما افيد ان حزب الله استهدف أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط. ولاحقا تبنى الحزب عملية قصف آلية للجيش الاسرائيلي، معلنا استهداف موقع زرعيت والصدح وجل الدير والمالكي وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة.
قتل متسللين: وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت صباحا مواقع في جنوب لبنان واستهدف القصف الطريق بين بلدتي كفركلا والعديسة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قتل 4 مسلحين حاولوا التسلل عبر الشريط الحدودي لمحاولة زرع قنبلة في مستوطنة حانيتا. في السياق، اعلن الصليب الأحمر اللبناني ان ٤ فرق توجهت إلى منطقة علما الشعب لنقل جثث ٤ شهداء جراء القصف الإسرائيلي، وتردد انها تعود للمتسللين.
رسالة تحذير: وأرسل الجيش الإسرائيلي رسالة إلى لبنان، اليوم، حذره فيها من انخراط حزب الله في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس": "عاجل رسالة إلى الدولة اللبنانية: نحن نبقى في حالة تأهب واستعداد قصوى في منطقة الشمال". وتابع: "إذا ارتكب حزب الله خطأ فسنرد بقوة كبيرة جدا. يجب على دولة لبنان أن تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة بلبنان من أجل مخربي داعش في غزة"، في إشارة إلى حركة حماس.
مساع تركية: في مقابل هذا التصعيد، استهل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جولته على المسؤولين اللبنانيين للدفع نحو التهدئة. بداية زار نظيره عبدالله بوحبيب في الخارجية .وأكّد بوحبيب أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية خرق للقرار 1701. واعتبر، إثر لقائه هاكان أنّها تؤدي إلى توتر الجبهة بشكل يصعب احتواؤه. من جانبه أعلن فيدان أن تركيا تعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى وأنّها تتضامن مع الموقف المِصري بشأن ما يجري في غزة. وطالب المجتمع الدولي بأخذ خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967." وأشار إلى أنّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ يجتمعون، غدًا في جدة.
السراي: لاحقا، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فيدان في السرايا. في خلال الاجتماع أكد ميقاتي "أن الاولوية الراهنة يجب أن تكون وقف الحرب الاسرائيلية الدائرة في غزة والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان". أما وزير خارجية تركيا فأشار "الى التواصل مع الاسرائيليين لحضهم على وقف اطلاق النار وادخال المساعدات الى قطاع غزة والعمل على ايجاد حل نهائي للصراع انطلاقا من حل الدولتين".
اتصالات بوحبيب: بدوره، تابع الوزير عبدالله بوحبيب لقاءاته الديبلوماسية التي كان بدأها يوم امس بهدف التشاور ومنع التصعيد في المنطقة، والتقى صباحا مع عدد من سفراء الدول المشاركة في قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وقال بوحبيب ان "البحث خلال اللقاء تناول الوضع في جنوب لبنان وغزة ، طالبا من جميع السفراء المساعدة لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية وان تتوقف اسرائيل عن القصف، خصوصا وان الرد من لبنان هو على مزارع شبعا اللبنانية المحتلة" . وسيتابع الوزير بوحبيب لقاءاته الديبلوماسية بعد الظهر. وكان ميقاتي اجتمع مع بو حبيب في السراي صباحا.
لا للحرب: ليس بعيدا، أصدر نواب قوى المعارضة بياناً عبّروا فيه عن رفضهم جرّ لبنان إلى حرب أو تحويله الى ساحة صراع ومواجهة. وقالوا من مجلس النواب "يملك لبنان من خلال جيشه وقواه العسكرية الحق الدستوري في الدفاع عن كل شبر وكل مواطن على الأراضي اللبنانية عند الاعتداء عليه ولكننا نرفض بشكل مطلق جر لبنان الى حرب سيكون ثمنها غاليا جدا على لبنان، الذي بذل غاليا وما يزال في سبيل القضية الفلسطينية، لكنه يرفض ان يكون وقودا في نار مصالح دولة أخرى، تحاول تحقيق المكاسب على حساب دم أبنائنا ودمار بلادنا وهي وحلفائها في لبنان كانوا السبب في الانهيار الكامل الذي أصابنا". وتابعوا: نحن كنواب في البرلمان اللبناني، وممثلي الشعب والأمة، جئنا نقول لا، لا للحرب، لا لجرّ لبنان نحو الدمار، لا لتحكم اي كان بسيادة لبنان وبقرار الحرب والسلم، لا لإدخالنا في مجهول مغامرات لا مصلحة للبنان فيها. لقد دفع وطننا أثمانا باهظة في الأمس القريب والبعيد نتيجة الصراعات الإقليمية إلى أن تفككت مؤسساته وانهارت مقوماته وهاجر جزء كبير من شعبه".
فرصة: وكانت عقدت جلسة لمجلس النواب خصصت لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، لم تغب عنها المستجدات الامنية. فقد سجلت مطالبة عدد من نواب المعارضة لا سيما من حزب الكتائب بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض واعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك. ولاحقا واثناء لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين، سأل بري "امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها"؟
كهرباء: على الصعيد الاقتصادي والمالي، وفي وقت استقبل ميقاتي حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، علمت "المركزية" أن مؤسسة "كهرباء لبنان" أبلغت وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل في كتاب رسمي بتاريخ 09/10/2023، تذكيراً بوجوب تسوية كافة فواتير الكهرباء المستحقة على الإدارات العامة والمؤسسات العامة بما في ذلك مصالح المياه وغيرها، على أن يتم دفع هذه الفواتير نقدًا (Fresh Lebanese Liras)، في حساب مؤسسة كهرباء لبنان لدى مصرف لبنان، تجنّباً لانقطاع التيار الكهربائي عنها، وذلك بدءاً من يوم الثلاثاء الواقع فيه 24/10/2023 وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء.