يوم دموي خامس في القطاع...لا كهرباء ولا دواء
حزب الله يستهدف موقع الجرداح واسرائيل ترد بقصف مركز
المعارضة تدعو لتحييد لبنان وبوحبيب الى سوريا في 23 الجاري
المركزية- وفي اليوم الخامس على الحرب، استمرت آلة القتل الاسرائيلية العشوائية في استهداف قطاع غزة بوحشية انتقاما لعملية "طوفان الاقصى" محددة بنك اهداف لم تثتثن منه المدنيين ولا المستشفيات المهددة بالاقفال نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد الادوية، فيما اعداد القتلى من الطرفين بات الوفا مؤلفة، لم تفلح اتصالات الوساطات الدولية الجارية حتى الساعة في الحد من نهر الدم الجارف للعودة الى المفاوضات والتقاط الانفاس.
اما حدود لبنان الجنوبية فعلى كف عفريت، حيث شهدت المنطقة صباحا جولة تصعيد جديدة، فيما تستمر حركة نزوح المدنيين خشية توسع رقعة الصراع الى الداخل، وسط دعوات سياسية خصوصا من فريق المعارضة لتحييد لبنان عن اتون بركان غزة ، ومجلس الوزراء المدعو الى الاجتماع غدا لاتخاذ موقف حاسم ازاء التصعيد على الحدود.
رد حازم: ميدانيا، اعلنت المقاومة الاسلامية في بيان ان و"في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023 والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام ابراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء 11/10/2023 باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء".
قصف واضرار: على الاثر، نفذ الجيش الاسرائيلي قصفا على مناطق مفتوحة في بلدة الضهيرة جنوب لبنان. وخلّفت الاعتداءات الاسرائيلية الصباحية اضراراً كبيرة في الممتلكات والحقول الزراعية، حيث اصيب ثلاثة اشخاص بجروح في بلدة مروحين، بالاضافة الى اصابة نحو عشرة منازل اصابات مباشرة. كما تم استهداف الخزان الرئيسي الذي يغذي بلدة يارين بالمياه فضلاً عن الحرائق التي لا تزال تتصاعد في خراج بلدتي الضهيرة ومروحين بانتظار الدفاع المدني لإخمادها.
العثور على منصة: واعلنت قيادة الجيش في بيان ان "بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه". من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي في بيان، رداً على بعض الإشاعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ان "في أوقات النزاعات تنتشر الاشاعات". وأضاف "تواصل اليونيفيل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس".
الحكومة غائبة: في السياسة، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن "الثابت ان لبنان في دائرة الخطر والاشتباك بسبب وجود قوى عسكرية خارج القوى الشرعية على الاراضي اللبنانية وهي ضمن اللعبة الاقليمية وقد تستدرج الاشتباك الى الاراضي اللبنانية مع تطور المواجهة".وفي مقابلة تلفزيونية، أشار الى ان "حتى الان ما زال الوضع ضمن قواعد الاشتباك القائمة منذ سنوات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، لكن اذا تفاقم الوضع في غزة، يُحكى عن تدخل حزب الله بشكل واسع"، مشدّداً على ان "لبنان لا يحتمل ذلك والوضع هشّ لدرجة ان اي حركة عسكرية على لبنان ستكون مدمرة بشكل كبير". أضاف "للاسف الحكومة اللبنانية ما زالت غائبة عن السمع ويُحكى عن إجتماع لمجلس الوزراء. هناك غياب تام وعجز عن اتخاذ قرار سيادي اضافة الى عدم وجود رئيس جمهورية، النزوح السوري الضاغط والوضع الاقتصادي المتدهور، كل هذه الامور تضع لبنان في وضع صعب جداً". ختم حاصباني "لبنان في وضع هش جدا ويتهاوى اقتصاديا وسياسيا ونأمل الا يقحم في المواحهات فهو غير قادر على تحمّلها. حتى بيئة "حزب الله" غير قادرة على تحمل عدوان موسع".
لا نتحمل: بدوره، علّق عضو كتلة "الكتائب" النائب الياس حنكش على تداعيات الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني على جنوب لبنان كاتبًا على منصة "اكس": "كل لبنان لا يريد الحرب، لأننا لا نتحمل أي ضربة ولأننا تعلمنا، وكما قال محمود درويش: ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل".
لا نريد: من جانبه، كتب النائب مارك ضو عبر منصة "إكس": لا نريد أن ننجر لحرب... بدأتها مصالح غيرنا يستفيد منها غيرنا وتفرغ وطننا من شعبه.
لا أزمة: في التداعيات الداخلية لتطورات الاراضي المحتلة والجنوب، تهافتٌ على تكديس المواد الغذائية والاولية. في السياق، أعلن أمين سرّ نقابة اصحاب محطات المحروقات في لبنان حسن جعفر عبر "صوت لبنان" أن ما حصل على الحدود أدى الى التهافت الى السوبرماركات ومحطات البنزين ولكن لا أزمة بنزين ومخزوننا يكفي لعشرين يوماً". وأضاف "أحداث غزة أدت الى رفع سعر برميل النفط عالمياً وسنشهد انخفاضاً في سعر صفيحة البنزين يوم الجمعة المقبل في حال لم يرتفع سعر برميل النفط العالمي". جعفر ختم متمنيا أن لا نصل إلى مرحلة نخزن فيها المحروقات في المنازل، وحتى حينه "لم نصل إليها".
النزوح غير الشرعي: في الاثناء، موجات النزوح السوري غير الشرعي مستمرة. فقد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي: خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو ١٥٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية - السورية. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من مغبة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة.
الى سوريا: ملف النزوح حضر في اجتماعوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية التي تعقد اليوم في القاهرة لبحث العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني. وقد تشاور الوزيرافي بالاوضاع الحالية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وإتفقا على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد الى دمشق في ٢٣ تشرين الاول الجاري لبحث القضايا المشتركة لا سيما النزوح السوري.