لبنان الرسمي حريص على الابتعاد عن اتون "طوفان الاقصى"
ميقاتي: اجريت الاتصالات الدولية اللازمة...الحزب: لن نترك فلسطين
مناوشات وتسلل على الحدود الجنوبية...واشنطن تحذر مواطنيها
المركزية- في السياسة،طمانة رسمية من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بانه اجرى اللازم من اتصالات لابقاء لبنان في منأى عن طوفان المعارك بين الفلسطينيين والاسرائيليين،، ومثله بدا حزب الله حتى الساعة متريثا ومحافظا على رباطة جأشه. الا ان حال الميدان الذي شهد توتيرا حدوديا متجددا بعد الظهر لا يبعث على الاطمئنان ولا الارتياح، لاسيما اذا استجد ما يحمل الحزب على جر لبنان الى اتون المعركة قافزا فوق "عبرة" مجازفة العام 2006 التي ما زال لبنان يدفع ثمنها حتى اللحظة، وقرار الحرب في يده.
لاحترام الـ1701: بعد اكثر من 24 ساعة على اطلاق حزب الله صواريخه نحو الشمال الاسرائيلي مساندا "طوفان الاقصى"، صدر موقف رسمي من التطورات الميدانية في الاراضي المحتلة. فقد تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. كما تلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الاطار ذاته. وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على "ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة". وقال رئيس الحكومة "ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته". وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد "أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدد لبنان لا يصيب فئة معينة او تيارا سياسيا واحدا، بل ستكون له، لا سمح الله، انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته". وتابع "في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات".
الحزب لن يترك فلسطين: في المقابل، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة". جاء ذلك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك. وتابع "معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع، قدمنا وسنقدم الشهيد تلو الشهيد حتى يتم التحرير، وتعود الأمة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمة وكل عاشقي الحرية.
اليونيفيل تراقب: وسط هذه الاجواء، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي رداً على سؤال حول الاجراءات التي ستتبعها "اليونيفيل " للتعامل مع التظاهرات على الخط الأزرق، ان "بحسب بعض التقارير، تجمّع بعض الأشخاص بالقرب من الخط الأزرق، ولكن حتى صباح اليوم لم نشهد أي تجمعات كبيرة". أضاف "نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وجنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على استعداد للانتشار لتخفيف التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة على طول الخط الأزرق".
صواريخ؟: في الميدان، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ"إطلاق 12 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ". واشارت القناة 13 الإسرائيلية الى ان "صلية الصواريخ التي أطلقت في الشمال محدودة نسبياً ونأمل ألا تكون بداية لفتح جبهة جديدة هناك". وتم الطلب من سكان "كريات شمونة" بفتح الملاجئ فورا. في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية: لا تقارير عن سقوط قذائف من لبنان والجيش يفحص سبب تفعيل الصفارات. ونفى الجيش اللبناني بدوره الأنباء عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان. وحلّق الطيران الإسرائيلي بشكل كثيف على علوّ منخفض فوق المناطق الجنوبية الحدودية.
اشتباك: لكن قرابة الثالثة والنصف، افيد عن قصف القوات الاسرائيلية بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية. وتوسعت لتشمل اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب.. واشار الجيش الإسرائيلي الى اشتباك وقع في الجبهة الشمالية بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام العبري عن مقتل اثنين من المتسللين وهم من حزب الله، بنيران الجيش الإسرائيلي.في المقابل، افادت المعلومات بأن المجموعة التي حاولت التسلل الى داخل الأراضي المحتلّة تضمّ أربعة فلسطينيّين استشهد اثنان منهما وفُقد الآخران.بدوره، قال مسؤول في حزب الله لرويترز: لم ننفذ أي عملية داخل إسرائيل. وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي قتل عددًا من المسلحين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وتابع " يواصل المقاتلون عمليات التمشيط في المنطقة. كما وتشن المروحيات حاليًا الغارات في المنطقة".
السفارة تحذّر: الى ذلك، طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت، توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ.
لا ثقة بالحزب: في المواقف، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" وعضو لجنة العلاقات الخارجية النائب بيار بو عاصي ألا ثقة بوعود حزب الله ولا بهذه الحكومة، مشيراً إلى الحوار في العام 2006 حين وعد امينه العام حسن نصرالله في مطلع تموز أن "فصل الصيف سيكون هادئا ومزدهرا"، وبعد ذلك بأيام خطف "الحزب" جنديين إسرائيليين وإندلعت حرب تموز وفُتحت جهنم علينا ودُمرت البنى التحتية في لبنان. كما شدد في حديث اذاعي على أن "حزب الله" سيدمر لبنان في حال دخوله في معركة غزة، متمنياً على الطبقة السياسية والشعب اللبناني منع زج لبنان في المعركة القائمة. كذلك، أشار بو عاصي إلى أن لا خطط ولا استراتيجية لهذه الحكومة "الهجينة" وهي تتفرج على كل ما يحصل، معتبرا أنه من غير المسموح زج لبنان بحرب من دون قرار سياسي لبناني من قبل الحكومة ومجلس النواب.
ايران تستخدم الشباب: من جهته، كتب النائب وضاح الصادق عبر منصة "أكس": "لا يمكنني أن أبقى حياديًّا أمام أيّ معركة يخوضها الفلسطينيون على أرضهم ضدّ من اغتصبها. ولا يمكنني أن أكون حياديًّا بوجه كلّ من يتلطّى خلف القضيّة الفلسطينيّة لمصلحة مشاريعه الخاصة الهادفة إلى السيطرة على المنطقة". أضاف "كما لا يمكنني أن أكون حياديًّا أمام استخدام إيران للأراضي العربيّة والشباب العربي وقودًا في حروبها الخاصّة وهي لم تطلق يومًا رصاصة باتجاه اسرائيل، بل استفادت من سلاحها في حربها مع العراق".
بوحبيب الى سوريا؟: على صعيد آخر، أجرى صباح اليوم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب إتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد، حيث قدّم له مرةً أخرى تعازيه لأرواح الشهداء الذين سقطوا اخيراً في الاعتداء الارهابي على الكلية الحربية في حمص. كما تناول الوزيران التطورات في غزة والتحضيرات لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة. كما تباحث الوزيران في الزيارة المرتقبة للوزير بوحبيب الى سوريا لمناقشة مسألة النازحين السوريين وسبل معالجتها.
الى القاهرة: و كان رئيس الحكومة إجتمع مع بو حبيب الذي أعلن بعد اللقاء "أطلعت دولة الرئيس على الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في القاهرة بشأن الأوضاع في غزة وفلسطين. كما عرضنا لموضوع النازحين السوريين والزيارة التي سأقوم بها هذا الشهر لسوريا، وانني سألتقي أيضا بوزير الخارجية السوري في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة". وردا على سؤال قال: "نحن لا نريد ان يدخل لبنان في الحرب الدائرة، ونسعى لذلك، ويقوم رئيس الحكومة باتصالات كثيرة في هذا الشأن وان شاء الله خيرا، وكل الأطراف الدولية تدعونا أيضا لعدم الدخول في الحرب، وهذا هو موقف لبنان".
منتدى الدوحة: وإستقبل رئيس الحكومة سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن ال ثاني الذي قال بعد اللقاء: "وجهت لدولة الرئيس ميقاتي دعوة لحضور "منتدى الدوحة" الذي سيعقد في 10 و11 كانون الأول المقبل".
موازنة 2024: ماليا، انطلقت في مجلس النواب نقاشات لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمشروع موازنة ٢٠٢٤ ، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل. واشار كنعان بعد الاجتماع الى ان "عددا من النواب اعترض على مرسوم احالة مشروع الموازنة من دون توقيع كل الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، وبنتيجة التصويت تقرر نقاش المشروع باعتراض 3 نواب أنا من بينهم"، موضحا أن "موازنة 2024 المحالة من الحكومة تشغيلية، لم يتم فيها توحيد سعر الصرف فيها ولا تحمل توجهاً عاماً للاصلاح الضريبي". ولفت الى ان "الايرادات المتوقعة في موازنة 2024 غير مضمونة التحقيق في ضوء مواد عدة ستسقط في الهيئة العامة بفعل الاعتراض عليها، وتأمين الاموال يكون بطرق اخرى منها ضبط التهرب الضريبي"، مشيرا الى ان "لا يمكن الموافقة على موازنة العام 2024 من دون الحسابات المالية الشفافة عن السنة السابقة بحسب الدستور". وحمّل "الجميع مسؤولية ضرورة السير بالاصلاحات والاخذ بالاعتبار وجع الناس من دون أي تباطؤ".