لودريان في بيروت غدا ليومين...مهمة تسهيل ووساطة
ميقاتي يجتمع الى نواب سلامة لثنيهم عن الاستقالة والاشتراكي لتعيين خلف
الموازنة على طاولة الحكومة والقضاء يلزم "المال" تسليم تقرير التدقيق الجنائي
المركزية- في اسبوع العدّ العكسي لانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة دخلت البلاد اعتبارا من اليوم، من دون ان ترسو الاقتراحات المنهالة من كل حدب وصوب على برٍ يقيها شر الفوضى النقدية الكامنة على كوع الضياع والتخبط السياسي المتداخل مع الشعبوية والمنازلات المصالحية، وسط توسع حملة مطالبة يقودها الحزب الاشتراكي بتعيين حاكم خلف، قطعا لطريق الفوضى، فيما يعكف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على محاولة ثني نواب الحاكم الاربعة عن الاستقالة.
وبينما شرعت حكومة التصريف في جلسات مناقشة مشروع موازنة العام الجاري، لم تسجل على الضفة الرئاسية اي حركة وسط ترقب لما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت التي يصلها غدا، على امل ان يقدم جديدا من انتاج "الخماسية" يقود الملف الرئاسي الى خواتيم سعيدة.
عودة للتسهيل والوساطة: اليوم، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي لشؤون لبنان جان إيف لودريان سيزور لبنان في الفترة من 25 إلى 27 تموز المقبل. واشار في بيان، إلى أن هذه الزيارة الثانية إلى لبنان تأتي في إطار مهمته في التسهيل والوساطة، بهدف خلق الظروف المؤاتية للوصول إلى حل توافقي لجميع الأطراف المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية. وشدد على أن هذه خطوة أساسية لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية التي يحتاجها لبنان بشكل عاجل للمضي قدما نحو الانتعاش.
ولفت المتحث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن لودريان، وفي زيارته الأولى من 21 إلى 24 حزيران الماضي، التقى بممثلي جميع التشكيلات السياسية الممثلة في البرلمان اللبناني، كما أجرى مباحثات مع السلطات السياسية والدينية والعسكرية.ثم زار الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي لشؤون لبنان المملكة العربية السعودية من 10 إلى 12 تموز، ثم قطر حيث شارك في اجتماع حول لبنان مع السعودية وقطر والولايات المتحدة الأميركية ومصر في 17 تموز، قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية مرة أخرى في 18 تموز.
جولة غريو: وعشية عودة لو دريان، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة السفيرة الفرنسية آن غريو. كما استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي غريو التي أعلنت بعد اللقاء "انها زيارة وداعية لدولة الرئيس قمنا خلالها بجولة افق حول السنوات الثلاث الأخيرة، والتعاون الفرنسي اللبناني، وتناولنا أيضا الأوضاع في لبنان عشية زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وكان لقاء بناء". وردا على سؤال قالت "سأتولى منصب مديرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية وسأستمر في وظيفتي الجديدة بالاهتمام أيضا بلبنان".
طرح جديد: ليس بعيدا من الشأن الرئاسي، كشف عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم عن معلومات تفيد بأن الموفد الفرنسي يحمل جديدا رئاسيا سيطرحه في زيارته غدا بالاستناد الى مجريات اجتماع الدوحة. وعن الكلام عن بحث التيار الوطني الحر عن مرشح ثالث بعد طيّ صفحة جهاد أزعور، قال كرم "الأجواء التي تصلنا من التيار تفيد بانه مستمر بالتقاطع على ازعور".
الثنائي للحوار: اما الثنائي الشيعي، فعلى دعواته للحوار رافضا الرهان على الخارج. في السياق، شدد عضو المجلس المركزي في" حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على "أننا حرصاء على التوافق، لأن الأولوية لدى حزب الله إيقاف الإنهيار والتدهور وإنقاذ البلد، ولكن أولوية الطرف الآخر، توظيف الانهيار واستثماره لأهداف سياسية". واشار خلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في بلدة الخيام الجنوبية، الى أن " لبنان على عتبة أزمة مالية خطيرة، وهناك خشية حقيقية من انفلات سعر الدولار، ومسؤوليتنا الوطنية تفرض علينا وعلى الجميع التصدي لإنقاذ البلد من الأزمة القادمة". وأضاف "إن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق الحكومة، وعليها أن تتخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ البلد من أزمة مالية جديدة، لأن الناس ما عادت تحتمل الأزمات".
النواب الاربعة: على الصعيد المالي، ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في 31 الجاري، إجتمع رئيس الحكومة صباح اليوم، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزير المالية يوسف خليل، مع نواب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين وألكسندر مردايان. وقد افيد ان ميقاتي يعمل لثني النواب عن الاستقالة مطمئنا اياهم بان الحكومة ستطلب من مجلس النواب اصدار التشريعات والقوانين التي يطلبون.
لتعيين حاكم: وكان ميقاتي بحث وعضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، الى موضوع الفراغ في حاكميه مصرف لبنان. وقال عبدالله "اكدنا على موقفا كلقاء ديمقراطي اننا مع تعيين حاكم بغض النظر عن الاجتهادات الدستورية لبعض الكتل التي نحترمها بالتأكيد، ولكن اذا كانت هناك صعوبة في التعيين فليتحمل نائب الحاكم المسؤولية، لانه ممنوع الفراغ في هذه المؤسسة، لانه فراغ قاتل، سينعكس سلبا على كل الشعب اللبناني، ان كان بالنسبة الى سعر الصرف او التقديمات او بالضياع الكامل. الاستقرار النقدي بالحد الادنى مطلوب وهذه مسؤولية الجميع، لذلك لنتكاتف جميعا في هذا الموضوع او ان يتحمل النائب الاول للحاكم مسؤوليته مع النواب الآخرين، او فلنذهب الى تعيين حاكم. المنطق يقول رافة بالشعب اللبناني لاننا في اللقاء الديموقراطي يهمنا كرامة الناس قبل اي شيء اخر وعيشها الكريم بالحد الأدنى يجب الحفاظ عليه ولا يكون عرضة للمناكفات السياسية المرتبطة بالملف الرئاسي".
تسهيل التعيين: ليس بعيدا، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط عبر حسابه على "تويتر": "الحد الأدنى من منطق حماية ما تبقى من مؤسسات يقتضي تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان علّنا نتفادى مخاطر نقدية ومالية تزيد معاناة المواطن اللبناني، ومن واجب الحكومة إتمام ذلك، وعلى القوى السياسية تسهيل الأمر بعيدا من منطق المحاصصة والفيتوات المتبادلة".
موازنة 2023: الى ذلك، رأس ميقاتي عند الثالثة جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبحث في موازنة 2023.
الزام المالية: ماليا ايضا، أصدر قاضي العجلة الإداري كارل عيراني قراراً بإلزام وزارة المالية تسليم النائب سامي الجميّل التقرير المبدئي المتعلق بالتدقيق الجنائي لحسابات وأنشطة مصرف لبنان المعدّ من قبل شركة "ألفاريز آند مارسال" وذلك بصورة فورية ومن دون إبطاء.
النزوح السوري: ويتوقع ان يحضر ملف النزوح السوري في جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال على وقع خلاف قوي بين وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزير المهجرين عصام شرف الدين. وافيد ان التشنج هذا والذي تجلى برسالة شديدة اللهجة من قبل الأخير تجاه بو حبيب على مجموعة واتساب خاصة بالوزراء، جاء ردا على رسالة صوتية سجلها بو حبيب الاسبوع الماضي على المجموعة نفسها وحديث بو حبيب امس للجديد موجها الاساءة إلى شرف الدين الذي كان وجه لوزير الخارجية اتهامات لاذعة.
استنكار شديد: على صعيد آخر، إستنكر المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان "رئيسا وأعضاء ومؤسسات، أشد الاستنكار ما يتعرض له المقام البطريركي في بغداد"، واعتبر في بيان، أن "هذا الموقف الذي يشكل سابقة خطيرة في تاريخ العراق القديم منه والحديث إنما يهدد بشكل مباشر الحضور المسيحي في تلك البقعة المباركة من الأرض، التي منها انطلق التوحيد الإبراهيمي الذي تنادي به الديانات السماوية الثلاث". وجاء في البيان "معلوم أن بطريرك كنيسة المشرق، بطريرك الكنيسة الكلدانية، حظي منذ غابر العصور بلقب "ابي النصارى" وكانت له الكلمة الفصل في شؤون الدين والدنيا، لا في بيعته فحسب، بل أمام الخلفاء والرئاسات والملوك وذوي السلطان، تقديرا لرفيع مقامه واحتراما لما يمثله من قيم سمحاء نبيلة تعكس سمو الدين المسيحي، في مجتمع مختلط ومنوع، عرف عنه صون العيش المشترك والإجتماع حول "كلمة سواء". أمام صمت مخز تندى له الوجوه وتشمئز منه النفوس الساعية لإحقاق الحق وإعلاء صوت الضمير، يطالب المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان، بتحرك كنسي وسياسي ومدني، سريع وفعال يرفع الضيم والغبن اللاحق بالرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو ويرد له ولأبناء ملته من إكليروس وعلمانيين، كرامتهم وكرامة المسيحيين في العالم أجمع ويساهم بتصويب وتصحيح الأمور وإحقاق الحق لأصحابه مما يحافظ على الخصوصية والتعددية للعراق ويكرس في أرجائه أولية الملاءة الدستورية والديمقراطية التي لا مناص منها لبناء الدولة على أسس سليمة وراسخة تليق بإنسان القرن الحاضر".
جدل في اسرائيل: اقليميا،أقرّ الكنيست الإسرائيلي البند المثير للجدل الذي يضع قيوداً على بعض صلاحيات المحكمة العليا في الاعتراض على قرارات الحكومة التي يعتبرها القضاة غير منطقية.وجرى التصويت على مشروع القانون بموافقة 64 صوتاً من دون وجود أي أصوات معارضة، وذلك بعدما غادر نواب المعارضة الجلسة احتجاجاً على القرار. وحاولت أطراف في الائتلاف الحكومي، الدفع نحو تعديل أحادي الجانب و"تخفيف" التعديل القانوني، على وقع الاحتجاجات المتصاعدة والتي امتدت إلى الجيش، وسط تحذيرات من تداعيات التشريعات القضائية على جهوزية وتماسك الجيش الإسرائيلي، وما قد تسببه من "فوضى" داخلية في إسرائيل مدعوفة بانقسامات المجتمع.وتسببت الخطة الإصلاحية في خروج الإسرائيليين منذ كانون الثاني الماضي في تظاهرات احتجاجية تعتبر من الأكبر في تاريخ الدولة العبرية وشارك فيها عشرات الآلاف.
***