الراعي في باريس الثلثاء: هل يكون "اتفاق ازعور" أبصرالنور؟!
أسهم الايجابية مرتفعة بين التيار والمعارضة لكن "ما تقول فول ليصير بالمكيول"
تعليق دولرة المساعدات الاممية للسوريين.. وادانة كاثوليكية لوضع جدعون بالتصرف
المركزية- اذا صدقت المعطيات المتوافرة عن المفاوضات الرئاسية الجارية بين المعارضة والتيار الوطني الحر والتي تتقاطع كلّها، وبإقرارٍ من طرفَيها، عند نقطة تحقيق تقدّم جدي بحيث بات الاعلان عن الاتفاق على ترشيح جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية مسألةَ ساعات لا اكثر، فإن هذا الواقع الجديد يُفترض ان يكسر المراوحة السلبية التي تطبع الاستحقاق الانتخابي منذ أشهر ويحرّكَ المياة الراكدة في مستنقعه، مُعيدا رمي كرة الانتخاب في حضن الثنائي الشيعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري تحديدا، الذي أقفل ابواب المجلس منتظرا توافق معارضي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فهل سيدعو الى جلسة انتخاب حتى ولو لم يضمن فوز مرشّحه؟ ايضا، ما هو موقف أزعور من ترشيحه من دون إجماع سياسي؟ وبعد، ما موقف اللقاء الديمقراطي ونواب الاعتدال الوطني ونواب التغيير وغيرهم من النواب المستقلين، من هذا الترشيح؟ الاجوبة ستتظهر في الايام القليلة المقبلة...
تيصير بالمكيول: بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، من الضروري أولا "الا نقول فول تيصير بالمكيول"، فصحيح ان الاجواء ايجابية جدا في كواليس الاطراف المعنية بالمشاورات الرئاسية، غير ان يجب عدم الافراط في التفاؤل واعتبار القصة انتهت. فالقوى المعارضة وعلى رأسها القوات اللبنانية تنتظر من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التزاما نهائيا بتصويت تكتله كاملا، لأزعور، وهي لا تزال تقارب المفاوضات بايجابية ولكن بحذر، خشية اي انعطافة يمكن ان يقوم بها باسيل، سيما اذا دخل حزب الله على الخط مع ميرنا الشالوحي بقوة، اذا شعر ان "البرتقالي" يقترب من خصوم الضاحية، فيقدّم له عروضا واغراءاتٍ قد تُرضي التيار وتُقنعه بالتخلّي عن أزعور..
الحزب على موقفه: على اي حال، ورغم الحديث عن تفاهم مُعارِض وشيك، مواقفُ حزب الله على حالها. حيث قال عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "نحن أعلنا استعدادنا للحوار والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية أما الفريق الآخر فهو الذي يُشكل العقبة الأساس أمام الحل لأنه يريد المواجهة لا التوافق والحوار. حزب الله يرفع راية الحوار والتوافق وهم يرفعون راية التحدي والمواجهة ويرفضون الحوار لأنهم لا يريدون أي توافق بين اللبنانيين لأنهم أسرى أوهام وشعارات أكبر من أحجامهم".
بري – العريضي: ليس بعيدا، إستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية الوزير السابق غازي العريضي حيث جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، في زيارة قد تصب في خانة التنسيق الرئاسي بين المختارة وعين التينة.
أسهم الايجابية مرتفعة: وفي انتظار حسم المشهد على الضفة المعارضة والذي لن يتأخّر، بدا ان أسهم التوصل الى اتفاق هي الاكثر ارتفاعا في حسابات القوى غير الداعمة لفرنجية. فقد قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، المشارك في المفاوضات مع التيار ان "الوطني الحر" اصبح واضحاً في تأييده للتفاهم مع المعارضة حول ترشيح اسم جهاد ازعور للرئاسة وما زالت هناك بعض التفاصيل يجب ان تبحث لايصال المرشح". اضاف: التفاهم مع التيار الوطني الحر ذاهب نحو النتيجة الجيدة ونحاول ان نبني الثقة بخطوات هادئة وقد التقينا على رفض مرشح الممانعة وان نكمل "المشوار" عبر مرشح ليس لنا وليس لهم.
الحظوظ تحسنت: بدوره، اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش، المُواكِب للمفاوضات ايضا ان "حظوظ انتخاب رئيس قريبا تحسنت". وقال في حديث اذاعي "أصبح هناك تقاطع على بعض الأسماء مع التيار وطبعا الشيطان يكمن في التفاصيل وكيفية تعاطي الرئيس مع الملفات الداهمة في لبنان وما اذا كنا سنستمر بهذا التقاطع". أضاف "نريد مرشحا مقبولا يتمتع بالمواصفات التي لا نتنازل عنها ونرى أن البلد لا يحتمل تسويات ولا نتكلم اليوم على تسوية بل على قبول بمرشح، فهناك مبادئ استشهد لاجلها الكثير والتسوية تكون عند التنازل عن المبادئ، ولكن عند التقاطع على اسم فهذا لا يسمى بتسوية". وكشف حنكش عن ان من بين الأسماء التي وافق عليها التيار اسم الوزير السابق جهاد أزعور. وعن امكانية مناورة باسيل لتمرير الوقت، أجاب حنكش "لا أستطيع ان أضمن نيات أحد وهناك إصرار على المواجهة لأننا لا يمكن ان نكرس رئاسة الجمهورية لحزب الله".
الراعي في باريس: في الغضون، لا تستبعد المصادر ان يُصار الى اعلان التفاهم (اذا صدقت المعلومات والنوايا) بين المعارضة والتيار، قبل سفر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى فرنسا. فقد أعلن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي اليوم ان "البطريرك الراعي يتوجه الثلثاء المقبل في 30 أيار الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلبي الدعوة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل لبنان واللبنانيين. وقد حدد موعد اللقاء عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء في قصر الإليزيه"... ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن ورقة وجود مرشح آخر في مقابل رئيس تيار المردة، ستجعل المحادثات بين الراعي ومضيفه، أسهل ، خاصة وأن بكركي لم تنظر بعين الرضى الى محاولة باريس التسويق لمرشحٍ محدد من ضمن مقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، بحجّة ان لا مرشحَ آخر في وجهه.
تعليق المساعدات: وفي انتظار ما سيقوله الراعي غدا في عظته في قداس الاحد، توضح المصادر ان ملف الرئاسة لن يكون وحده حاضرا في زيارته الباريسية، بل عبء النزوح السوري ايضا. وبينما يضغط اكثر من فريق لبناني وعلى رأسهم بكركي لاطلاق قطار العودة بينما لا يزال الموقف الدولي منها فاترا، سُجّل جديد على هذه الضفة. فبعد الضجة التي أثيرت حول دولرة مساعدات النازحين واعتراض اكثر من جانب رسمي وغير رسمي على هذا القرار، أعلنت نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وممثّل المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثّل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات، تعليق تقديم المساعدات النقديّة للاجئين بالعملتين للشهر المقبل، في وقت تستمر فيه المناقشات مع الحكومة اللبنانية حول الالية المناسبة الممكن اتباعها. وجاء في بيان مشترك "نتيجة سلسلة لقاءاتٍ عُقدت الأمس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار، وبناءً على طلبهما، تمّ إتّخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقديّة بالعملتين للاجئين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمرّ فيه المناقشات حول الآليّة المناسبة الممكن إتّباعها. وتجدّد الأمم المتحدة إلتزامها المبادئ الإنسانيّة في دعم الحكومة اللبنانيّة لمساعدة أولئك الأكثر ضعفاً في كلّ أنحاء لبنان. وتُتّخذ جميع القرارات التطبيقيّة، بشفافيّةٍ كاملةٍ وتِبعاً لإلتزام الأمم المتحدة رسالتها الإنسانيّة، وتشمل هذه القرارات تلك المتعلّقة ببرامج المساعدات ومناهجها المتَّبعة والتي ترتكز على حقائق صلبة وموضوعيّة وبحوث شاملة. هذا، ونستمرّ بالوقوف مع شعب لبنان وحكومته في هذه الأوقات الصعبة وبتعزيز بيئة تعاونيّة في خدمة مَن هُم في أمسّ الحاجة للمساعدة، بمن فيهم اللاجئ".
لتنظيم العودة: تعليقا، غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" كاتبا "على اثر البيان المشترك (...) نتمنى الاستمرار في هذا الاتجاه، والاستماع أكثر إلى الدوائر الحكومية اللبنانية، للانتقال من تنظيم اللجوء إلى لبنان إلى تنظيم العودة من لبنان".
شجب كاثوليكي: على صعيد آخر، وبينما تنتظر الساحة الداخلية تقرير وزيري المال والعدل عن تأثير استمرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في منصبه، على القطاع المالي والمصرفي اللبناني، والذي طُلب منهما اعداده في مجلس الوزراء امس، تفاعل قرارُ وضع مدير عام وزارة الصناعة جان جدعون في التصرف سلبا في الاوساط الكاثوليكية اليوم. فقد طالب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، ومجلس الأساقفة والرؤساء العامون والرئيسات العامات في لبنان، في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للبطريرك العبسي، "رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بإعادة النظر والتراجع الفوري عن قرار وضع المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون بالتصرف، كون الحكومة مستقيلة". وانتقد "اتخاذ مثل هذا القرار المجحف، الواجب التصحيح بحق أحد من ابناء الطائفة المعروفة، بأنها جسر عبور بين المكونات اللبنانية، من جهة، وهي واحدة من الطوائف الست الرئيسية، من جهة أخرى، والتي تحولت في وقت من الاوقات إلى طائفة منتقصة الحقوق، بفعل التسويات الحاصلة على حسابها منذ ما بعد اتفاق الطائف". وتابع "يبدو أن هناك قرارا بإبعاد نظيفي الكف، وكل من يعمل بضمير حي وبشفافية، مثل رجل الدولة داني جدعون، الذي اصدر بيانا منذ بضعة أيام يدعو فيه المواطنين إلى عدم دفع رشاوى في وزارته، وإلى التزام القوانين المرعية الإجراء".
رواتب "العام": معيشيا، ومع ارتفاع المخاوف من عدم تقاضي موظفي القطاع العام رواتبهم عن حزيران المقبل بعد ما اعلنه وزير المال في هذا الشأن امس، يباشر موظفو القطاع العام "الاضراب العام والشامل في جميع الإدارات لمدة اسبوعين ابتداءً من الاثنين 29/05/2023 لغاية الجمعة 09/06/2023 ضمنا، على أن تبقي اجتماعاتها مفتوحة مواكبة لأي جديد وتحدّد التحركات المناسبة في حينه".
***