بخاري يستأنف حركته لـ"رئيسٍ يحقق تطلعات اللبنانيين": لا نرتضي الفراع!
بوصعب عند الكتائب.. الجميّل بحزم: لن نقبل بـ6 سنوات ذل جديدة
المطارنة: لتحرير لبنان من أعباء النازحين.. وجعجع: قرار تصنيفهم سيادي
المركزية- مع استئنافِ السفير السعودي وليد بخاري حركته على الساحة المحلية اليوم، جازما "لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته"، وذلك بالتزامن مع نشاط باشرته السفيرة الاميركية دوروثي شيا امس، على وقع معطيات عن تبدُّل في مقاربة واشنطن للاستحقاق الرئاسي... ترصد الاوساط السياسية ما يمكن ان ينتج عن هذه الدينامية، وما اذا كانت ستمهّد لواقعٍ جديد يطوي صفحة "المقايضة الفرنسية"، ام انها ستنتهي كما بدأت، بتأكيد ان الرياض وواشنطن لا تتدخلان في اللعبة اللبنانية ويتركانها للافرقاء المحليين، على ان يَحكما على الرئيس المُنتخب حسب "أدائه"، وهو ما أشّر اليه كلام مقتضب لبخاري اكتفى فيه بالقول "الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق".
الموقف السعودي: غداة عودته الى بيروت آتيا من الرياض اذا، زار بخاري عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونُقل عنه قوله بعد اللقاء: لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته، مضيفا "الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق".
اهمية انجاز الاستحقاق: وقبل عين التينة، زار بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مقر دار الفتوى. ووفق تغريدة لبخاري، كان "اللقاء مناسبة استعرضا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خاصة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك". وبحسب دار الفتوى، بخاري شدد على "التواصل الدائم مع دار الفتوى المرجعية الدينية والوطنية الضامنة لوحدة لبنان وشعبه"، وأكد "حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الإسلامي المسيحي"، آملا "أن يشهد لبنان استقرارا ومستقبلا واعدا".
دريان: من جهته، أكد مفتي الجمهورية أن "دور المملكة العربية السعودية في لبنان أساسي كما هو في المنطقة العربية والدولية"، ورأى ان "انتخاب رئيس للجمهورية واستقرار لبنان وازدهاره وإنمائه هي مسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين بداية ومن ثم على الأشقاء العرب والدول الصديقة الذين يدعمون ويقدمون المساعدة عندما تكون الإرادة اللبنانية صادقة وجادة في الوصول الى حلول لمصلحة الوطن والمواطن". وحث المفتي دريان "المسؤولين المعنيين في عملية انتخاب رئيس للجمهورية على التعالي عن مصالحهم الذاتية لمصلحة لبنان السيد الحر المستقبل العربي الهوية والانتماء"، واعتبر أن "أي تسوية في هذا الاطار ان كانت محلية أو خارجية يجب العمل فيها الى إعادة الاعتبار للدولة ولمؤسساتها وسيادتها في كل المجالات".
سلسلة لقاءات: وتردد ان ستكون للسفير السعودي في قابل الايام سلسلة لقاءات مع القادة اللبنانيين، تشمل رئيس القوات سمير جعجع ورئيس الاشتراكي وليد جنبلاط.
كفريق واحد: وكان بري الذي استقبل اليوم عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور، تمنى خلال إستقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من نادي النجمة الرياضي لو "أن كافة القوى السياسية في لبنان تقارب القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها الدستورية والعلاقات في ما بينها بروح رياضية"، مؤكدا "ان هذه الروح إذا لم تعمم في كل أركان المجتمع لا يمكن أن ننجح في أي مجال من المجالات، سواء في السياسة وغير السياسة، فغيابها سوف يؤدي الى الفشل حتى في الرياضة". أضاف "نحن في أمس الحاجة، أن نتصرف في أدائنا وسلوكنا كفريق وطني واحد من اجل إنجاز إستحقاقاتنا الوطنية بذلك فقط ننقذ لبنان ونحميه ونحصنه من المخاطر الوجودية".
مسعى بوصعب: في المساعي الداخلية لكسر الجمود الرئاسي، يواصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على القيادات السياسية. اليوم، حط في الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وأشار بو صعب بعد اللقاء إلى أن "علينا البدء من الأساس أيّ ما هو دور رئيس الجمهورية قبل الدخول في الأسماء وسنستكمل النقاش وتوافقنا على الطريق التي سنسير عليها". وقال "لبنان غائب عن المجتمع الدولي كما كان غائباً عن الاجتماع في عمان الذي ناقش ملف النزوح السوري وهنا نعرف أهميّة مدّ جسور الحوار في الداخل"، لافتًا إلى أن "علينا ألّا نتكّل على الخارج بل على أنفسنا وعامل الوقت مهم جدًّا ولا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية لإيجاد حلّ ومن هذا المنطلق أتحرّك".
خيار موت: بدوره، رحب سامي الجميّل بأي "خطوة تأخذنا إلى الأمام"، قائلًا "نحن منفتحون والموضوع اليوم يتخطى رئاسة الجمهورية ويتعلّق بمستقبلنا في هذا البلد ولا يمكن التمديد 6 سنوات أخرى". وتابع الجميّل "أي حلّ ينقلنا من مرحلة إلى أخرى جديدة مبنيّة على سيادة الدولة وحرية قرار البلد وبناء اقتصاد قويّ نحن مستعدّون له وأي حلّ يترك البلد في الوضع القائم سنُعارضه والمشكلة عند الطرف الذي يفرض دائمًا قراره على اللبنانيّين والذي يمنع أي إمكانية للنهوض". ولفت إلى أن "خيار انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة هو تمديد للسنوات الـ6 الماضية بسبب تموضعه السياسي وهو خيار موت للبنان ومشروع تهجير لشبابه وسنُواجهه بمختلف الوسائل المتاحة".
رئاسة ونزوح: وحضرت قضايا الساعة في اجتماع المطارنة الموارنة الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي بيانهم الختامي، دعا الآباء "النواب إلى الإفادة من المؤشرات الإيجابية الإقليمية والدولية في ما يتعلّق بالفسحة المتوافرة لانتخابِ رئيسٍ جديد للدولة. كما يدعونهم إلى تحاشي كلّ ما من شأنه تقويض آمال اللبنانيين بالخروج من سلسلة الأزمات المُدمِّرة التي تصيب حياتهم في الصميم، وحلقتها الأساسية تعذُّر إنجاز الإستحقاق الرئاسي". وحذر الآباء "من مآلات التدهور المالي والاقتصادي، الذي لن ينجو منه مرفق ولا قطاع رسمي أو خاص. ودعوا المسؤولين إلى وضع نهج وإجراءات حازمة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة دوليًّا والتي من شأنها التخفيف من حدة العبء الحياتي والمعيشي الخانق". كما استغربوا "الخطاب السياسي المُؤيِّد لإعادة لبنان إلى مسار توريطه في نزاعاتٍ إقليمية مسلحة لم يحصُدْ سابقًا من جرائها سوى الموت والدمار. ويُناشِدون اللبنانيين الوقوف في مواجهتها بكلِّ قوةٍ وحزم، إنقاذًا للوطن وأهله". الى ذلك، تابع الآباء "باهتمامٍ كبير تفاقم أزمة النزوح السوري وما يُسفِر عنه من تعاظم أخطار الإحتكاكات بين النازحين واللبنانيين، وتراكم الأعباء على لبنان، فضلاً عن تهدُّد أمنه وسلامة أبنائه". ودعوا الى "توحيد موقف كل الفرقاء في الدولة والمجتمع البناني في مواجهة سوء السياسة الدولية التي شاءت تدفيع لبنان أثمانَ حربٍ لا دور له فيها. ويتوقّعون من أرباب هذه السياسة إعادة النظر الجذرية فيها، بما يُوفِّر عودة النازحين السوريين وعيشهم الكريم في ديارهم، ويُحرِّر لبنان من تلك الأعباء التي لم تعُدْ له قدرة على تحمُّلها".
قرار سيادي: ليس بعيدا، استغرب جعجع في بيان المواقفَ المنتقدة للسلطات اللبنانية في ملف النازحين السوريين، وقال "لا بدّ في هذا المجال من التذكير بأنّ قرار تصنيف النازحين هو قرار سيادي لبناني، خصوصًا أنّ لبنان متمسك بشرعة حقوق الانسان والأعراف والمواثيق الدولية، وبالتالي هذا قرار سيادي ولا يحقّ لجمعية من هنا أو تقارير صحافية من هناك أن تقوم مقام الدولة في عملية تصنيف غير اللبنانيين على أرض لبنان. ودعا جعجع وزارة الخارجية اللبنانيّة الى "الاتصال ببعض الجمعيات التي يبدو أنّها تفتقد إلى المعطيات الحقيقية من أجل وضعها في حقيقة الموقف اللبناني وأسبابه الموجبة وإبلاغها بأنّه مهما يكن من أمر فإنّ لبنان دولة ذات سيادة، وبمعزل عن كون السلطة الموجودة حاليًّا فاسدة وفاشلة فإنّها تبقى في نهاية الأمر السلطة المنوط بها اتّخاذ الأجراءات اللازمة بما يتعلق بالأمور السياديّة".
تعليق التمديد: وسط هذه الاجواء، أصدر المجلس الدستوري قراراً بتعليق مفعول قانون التمديد للبلديات ريثما يدرس الطعون المقدمة أمامه ويصدر قراره النهائي في الأسابيع المقبلة علماً أن ولاية البلديات تنتهي نهاية هذا الشهر. ورحبت القوى السياسية التي طعنت بالقانون، بقرار "الدستوري".
رئيسي عند الاسد: اقليميا، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر الشعب في دمشق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاما. وقال الرئيس الأسد خلال المحادثات مع رئيسي " إن العلاقات السورية الإيرانية كانت ثابتة خلال الفترات العصيبة وبالرغم من توترات منطقة الشرق الأوسط". اضاف: العلاقات السورية الإيرانية غنية بالمضمون، وكانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرة وثابتة بالرغم من توترات منطقة الشرق الأوسط". من جهته قال رئيسي "سوريا حكومة وشعبا اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم".