غداة زيارة عبداللهيان.. رعد يدعو الى تنازلات: بداية ليونة؟!
المعارضة على سقفها المرتفع: لن نرضخ.. وبوصعب يقرّب بين الحزب والتيار؟
كلمة لباسيل غدا..البيسري زار دمشق وعدوان لفرونتسكا: لخطوات فورية لاعادة النازحين
المركزية- بعد ان غادر وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان لبنان على وقع مواقف أطلقها تؤكد ان "رئاسة الجمهورية شأن لبناني وعلى القوى الداخلية التفاهم في ما بينها على رئيس، وستكون طهران في موقع الداعم لهذا الاتفاق"، لم يبدّل هذا الكلام في المراوحة السلبية في الداخل حتى الساعة... الا ان التعويل هو على ان يكون الدبلوماسيُ الايراني، تحدّث بلغةٍ اكثر وضوحا خلف الابواب المغلقة في اللقاءات التي عقدها، وخاصة خلال لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، داعيا اياه الى "النزول عن شجرة" دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفتح باب التسوية ربطا بمقتضيات اتفاق بكين. اما اذا لم تطلب طهران من الحزب ذلك، فإن الشغور سيستمر وسيبقى سيّدا على بعبدا لأجَل غير مسمى، بما ان القوى المعارِضة للمنظومة ومرشّحها، على مختلف مكوّناتها، مصرةٌ على رفض انتخاب مرشّح "الممانعة"، ايا يكن موقف فرنسا او السعودية او سواهما مِن القوى الخارجية، علما ان سفير المملكة وليد البخاري الذي عاد الى بيروت، يُفترض ان يجول على عدد من الاطراف السياسيين في قابل الايام.
السقف المُعارض مرتفع: وفي انتظار ظهور حقيقة ما نقله عبداللهيان الى حلفائه، والتي ستؤشر اليها حركةُ الثنائي الشيعي والمواقفُ المرتقبة لقياداته، حافظت المعارضة على سقفها عاليا في منع انتخاب رئيسٍ طرف والتصدي لاي تسوية لا تناسبها، وإن هي حتى الساعة لم تتفق على مرشّح موحّد، الا انها لا تبدو بعيدة من ذلك. اليوم، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني ان "الاتفاق على عدم ايصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية هذا بذاته بحجم الاتفاق على استقلال لبنان".. واكد أن "ليس المطلوب التفاهم على رئيس للجمهورية بل انتخاب رئيس وفق منطق الديمقراطية"، مشدّداً على أن "عقد جلسات للانتخاب ليس عملية انتقائية وأي جلسة معلّبة مسبقاً لإنتخاب رئيس محدد هي التفاف على الدستور" حاصباني الذي أعرب في حديث متلفز عن خشيته من أن تؤدي كثرة المبادرات الرئاسية غير المنظّمة الى نتائج عكسية، رأى أنه "اذا لن يفتح مجلس النواب أبوابه إلا متى توفرت الجهوزية لانتخاب رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية، فهذا يعني ان الخلل كبير والامر يعكس تضارباً في المصالح بين دور رئاسة مجلس نواب ودور طرف ضمن فريق في آن". ورداً على سؤال عن الإصرار على وجود مرشح جدي منافس لفرنجية من أجل الدعوة الى جسلة، أجاب "نحن لا نلعب "فتة ورق" ليطالبنا الفريق الآخر بطرح أسماء. ليفتحوا مجلس النواب وحينها سيكون للمعارضة مرشح، فلدينا مروحة أسماء ونملك رؤية للمرحلة". واكد ان "الرياض لا تتدخل في الاسماء وسترى على مَن يتّفق اللبنانيون ومَن سينتخبون رئيسا، وستحكم على اداء هذا الرئيس، فإذا رأت انه يلاقي تتطلعاته، ستساعد لبنان، وإلا فانها لن تفعل".
لا تدخل في الاسماء: من جانبه، أوضح عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش "أن رفضنا لفرنجية لأسباب سياسية وليس شخصية، فهو ركن أساسي من الطبقة الحاكمة منذ التسعينات وحليف وفي لفريقه السياسي الذي لا يتماشى مع ثوابتنا وطروحاتنا". ورأى حنكش أن ما نعيشه اليوم يحتم إنتخاب رئيس في أسرع وقت من دون أن يفرض فريق مرشحه على الفريق الآخر، لذلك رفضنا المبادرة الفرنسية لانتخاب فرنجية. وأكد "أننا لدينا علاقات مهمة جدًا مع السعودية ووجودها ليس تفصيل في المنطقة إنما نموذج، والسعودية لا تدخل في لعبة الأسماء لكنها أبدت رأيها بأن يكون الرئيس سياديا وبعيدا عن شبهات الفساد".
نرفض الرضوخ: بدوره، دعا النائب ملحم خلف في حديث اذاعي "النواب المؤتمنين على الدستور إلى المسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية، فالمسؤولية تقع على الـ128 نائبا"، رافضا معادلة "الرضوخ للخارج".
إحباط وفبركة: اما على الضفة المقابلة، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يراهن على ان يقود الضغط الفرنسي، السعوديةَ، الى السير بفرنجية، بما يعدّل موقفَ النواب السنّة المترددين، فيدعوَ بعدها الى جلسة لانتخابه. لكن حتى الساعة، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، إن لا تغيّر في المقاربة السعودية للاستحقاق، حتى ان الرهان على ان ينعكس اتفاق بكين على لبنان لصالح فرنجية، لا يبدو في مكانه، بحسب المصادر، لان الاتفاق هدفه تسهيل التسويات والحلول وارساء التهدئة في المنطقة ودُولها، فهل كسرُ إرادة اللبنانيين المُعارضين للثنائي وفرض رئيسٍ عليهم، يصب في هذه الخانة؟ وفي السياق، رأت الدائرة الاعلامية في القوات "ان من فرط إحباط فريق "الممانعة" وبعد وصوله إلى حائط مسدود بالكامل، بما يتعلّق بمخطّطه للسيطرة من جديد على رئاسة الجمهورية عبر إيصال مرشّح من صفوفه، يُواصل تعميم أجواءٍ غير صحيحة ومُنافية لكلّ المعطيات والوقائع، حيثُ ينسبها إلى مصادر مجهولة ومنقولة عن أناس مجهولين"، مشيرة الى ان "التخبّط المرتكز على الأخبار المنقولة والمصادر الخياليّة والتصريحات غير الموجودة، إن دلت فعلى أنّ مُروّجي مخطط "الممانعة" الرئاسي قد أُصيبوا بالإحباط واللوعة، اللّذين، لن يشفع بهما لا البثّ المغلوط ولا الاخبار المفبركة".
رعد للتنازل: كما ان الثنائي، ومع تمسّكه بفرنجية، لا يزال يكرر الدعوات الى الحوار للخروج من الفراغ. غير ان "لهجة" رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الساعات الماضية، حملت جديدا لناحية دعوته الى "التنازل".. فهل هذا التنازل يشمله؟ وهل تؤسس لُغةُ رعد لتبدّلٍ مُقبل في أداء الحزب، سيُسهم في تسوية فعليّة تسمح بإنجاز الانتخابات؟ فقد رأى أن "لا سبيل لإنجاز الإستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع". وقال: نحن دعمنا مرشحا للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثيناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم وقلنا تعالوا لنتباحث لكن ثمة من ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحا للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون". اضاف: إذا فكرنا بطريقة سليمة وبطريقة تتجاوز مصالحنا الخاصة وأنانياتنا وحزبياتنا لنفكر بالصالح العام والمصلحة الوطنية نستطيع أن نتفاهم، والتفاهم يحتاج إلى تنازلات، لكن مرة واحد يتنازل بما يمكن التنازل به ومرة واحد يريد أن يتنازل عن مستقبل الوطن وعن سيادة الوطن وهذا غير مقبول. التنازل من حسابنا وليس من حساب الوطن، وهذا ما ندعو إليه ونأمل به ونحاول من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا أن نحفز اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائهم لكي ننجز هذا الإستحقاق الذي هو المدخل الإلزامي لإعادة بناء الدولة وإصلاح ما تم التفريط به خلال السنوات الماضية".
بين الحزب والتيار: في الاثناء، ترصد العيون ايضا ما يمكن ان تحمله حركة المشاورات التي بدأها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب امس وقد استهلها بزيارة النائب محمد رعد، وسيستكملها الاسبوع الطالع. ووفق المصادر، مهمّة الرجل تبدو لملء الوقت الضائع، لا اكثر، الا ان هدفها قد يكون ايضا التقريب بين مكوّنات 8 آذار وتحديدا بين حزب الله والتيار الوطني الحر لمحاولة التوفيق بينهما بما ان اقتناع اي منهما بوجهة نظر الآخر، سيحلّ المشكلة الرئاسية حضورا ونصابا وميثاقية وانتخابا... على اي حال، يلقي رئيس التيار النائب جبران باسيل كلمة عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر غد الاحد خلال لقاء شعبي في جزين، ستساهم في تحديدٍ أوضح لتموضعاته في المرحلة المقبلة.
البيسري في سوريا؟: على صعيد آخر، يبقى ملف النازحين السوريين في الواجهة. واذ اكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي أمس على وجوب تطبيق القوانين اللبنانية على كل المتواجدين على الأراضي اللبنانية وأن لا أمن بالتراضي أمام سيادة القانون، أفيد ان مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري زار دمشق بعد ان تم تكليفه رسميا بمتابعة ملف النزوح السوري، كما التقى ممثلين عن مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة وأخذ منهم وعداً بتسليمه الداتا المتعلقة بالنازحين مطلع الأسبوع المقبل.
لخطوات فورية: من جهته، التقى رئيس لجنة الإدارة والعدل وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان في دارته، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا وعرض معها العلاقة مع المجتمع الدولي ومسار القوانين الإصلاحية. كما تناول البحث أزمة النازحين السوريين. وأكد عدوان "ضرورة مباشرة خطوات فورية لعودتهم إلى بلدهم".
لبنان يطلب توضيحا: ليس بعيدا، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال لقائه نائب المدير العام ورئيس ادارة الشرق الاوسط الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية السويدية صوفي بيكر ترافقها سفيرة السويد في لبنان آن ديسمور توضيحاتٍ رسمية حول التصريحات المتداولة في فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمواطن السويدي كمال اللبواني التي يدعو فيها النازحين السوريين في لبنان على مخالفة القوانين اللبنانية، ويحرضهم على العنف والكراهية وحمل السلاح في لبنان. ووفق بيان للخارجية، ستتابع الوزارة التطورات في هذه القضية التي تمس الامن القومي الوطني بإنتظار الحصول على التوضيحات المرجوة من السلطات المختصة.
عيد العمال: اقتصاديا، وفيما الدولار على استقراره، الاوضاعُ المعيشية وأحوالُ العمّال، في الحضيض، وقد بات معظمهم في القطاع العام مضربين عن العمل رغم كل الزيادات والتحسينات المُقرّة. اما في القطاع الخاص فيصارع العمّال لتأمين لقمة العيش. وعشية عيدهم الاثنين المقبل، رأى الاتحاد العمالي العام في بيان، أن "نضاله المشترك مع العمال يمكن ان "نجعل منه منطلقا في هذا النفق المظلم كي تستعيد البلاد توازنها السياسي المختل بانتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة جديدة بمعالجة جذرية لمشكلات البلاد المعقدة". وقال "تمكّن الإتحاد بقوّة العمال والعاملات والنقابيين والنقابيات ومثابرتهم أن يساعد في انتزاع القليل من حقوقهم المهدورة ومكتسباتهم الضائعة، فاستطاع أن يرفع الحد الأدنى الرسمي للأجور - نشر مرسومه أول أمس في الجريدة الرسمية - الى تسعة ملايين ليرة شهرياً ورفع بدل النقل عن كل يوم عمل الى 250 ألف ليرة ويسعى لاحقاً الى رفعها الى 450 ألف ليرة مساواةً في القطاع العام. وساهم بفعالية برفع رواتب جميع العاملين في الإدارة العامة الى سبعة رواتب والمتقاعدين ستة رواتب وزاد من مداخيل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مبالغ إضافية كبيرة تمكّنه من زيادة التقديمات إضافةً الى تعزيز مداخيل الهيئات الضامنة الأخرى".
***