الموفد القطري يجول على الرسميين وقادة الاحزاب مستطلعا
شيا وفرونتسكا يستطلعان الاجواء عشية لقاء الصلاة المسيحي
لا جلسة لمجلس الوزراء والانتخابات البلدية بين 7 و28 ايار اذا...
المركزية- لا رئاسة في الأفق، والحكومة مؤجل انعقادها بانتظار اتفاق غير مؤمن ، ومجلس النواب يحقق رقماً قياسياً في البطالة. أما السياسة في لبنان، فهي عبارة عن وقوف على رصيف انتظار ما سيأتي من معطيات من الخارج، لأن أهل السياسة أفرطوا في الاتكال على الوصفات الآتية من وراء الحدود.
آخر الوصفات اليوم، قطرية المنشأ حملها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي وجال بها على المسؤولين على تنوعهم السياسي، الا ان دور قطر ولو انه يصب في خانة محاولة تسريع الانتخابات الرئاسية، لم يعد اولوية بعدما انتفت الحاجة الى الوساطات بين الجبارين الاقليميين السعودية وايران ما دام تواصلهما بات بالمباشر بعد الاتفاق الشهير، واثر سقوط طرح عقد مؤتمر دوحة 2.
في المقابل، اكدت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان دولة الفاتيكان تضغط بقوة في اتجاه عواصم القرار ،لا سيما اللجنة الخماسية لاستعجال انتخاب رئيس في لبنان خشية انهياره، وللغاية سيحصل تواصل فرنسي- سعودي يسبق اجتماع اللجنة الخماسية التي تطالب مصر بعقده في اسرع وقت تجنبا لتداعيات خطيرة قد تصيب لبنان ان بقي من دون رئيس.وكشفت ان زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لفرنسا اكدت امرين اساسيين. الاول تثبيته مرشحا رئاسيا للثنائي الشيعي والثاني تثبيت دور فرنسا في التفاوض لانجاز الاستحقاق، مشيرة الى انه عقد اجتماعين في باريس يومي الجمعة والسبت الماضيين تركزا على توضيح مواقف فرنجية من مختلف الملفات اللبنانية الداخلية وتلك المتمددة الى الاقليم.
لقاءات مكثفة: حركة الموفد الوزاري القطري المكثفة ملأت الساحة المحلية اليوم . فبعد ان وصل مساء امس الى بيروت، استهل الخليفي جولته على القيادات اللبنانية اليوم بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي. وبعدها، زار الخليفي عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وانتقل الموفد القطري الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وجرى خلال الاجتماع استعراض الأوضاع العامة وتأكيد أهمية استقرار ووحدة لبنان. والتقى الموفد ايضا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في قصر بسترس ثم زار الصيفي واجتمع الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال بعد اللقاء: "حدّدنا الثوابت الأساسية التي لا يُمكن أن نتنازل عنها ولا نقبل برئيس جمهورية خاضع للسلاح ولا يفهم بالإصلاح والاقتصاد إنمّا نريد رئيسًا تبعاً لدفتر شروط رئيس سيادي قادر على إعادة ربط لبنان بمحيطه العربي". أضاف: "من قال إن هناك مبادرة فرنسية في موضوع سليمان فرنجية؟ فالفرنسيون على تواصل مع الجميع واليوم لم ندخل في طرح الاسماء للرئاسة".ورأى الجميل ان "عامل الوقت مهم ولم نتطرق في اللقاء مع القطريين إلى أسماء ولا يُمكن أن نقبل "بشو مكان" كرئيس خلال السنوات الست المقبلة".ولفت الى ان "الوفد القطري يستمزج الآراء في محاولة لفهم الواقع اللبناني ويضعون أنفسهم بتصرف لبنان لمساعدته بتنسيق تام مع السعودية ودول الخليج".كما زار الخليفي بعد الظهر بكركي حيث استقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
حزب الله: وفيما افيد ان الخليفي سيلتقي اليوم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل في حضور رئيس جهاز التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا. أشارت معلومات اخرى الى ان الموفد القطري سيلتقي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مقر الكتلة.
في معراب: وفي الثانية عشرة والنصف ظهر غد الثلثاء، يلتقي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الموفد القطري في معراب.
بين بكركي وعين التينة: وسط هذه الاجواء، وعشية خلوة بيت عنيا الروحية النيابية المسيحية المقررة الاربعاء في حريصا، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي زارت ايضا عين التينة.
فرونتسكا: ليس بعيدا، استقبل الرئيس بري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي زارت ايضا وزير الخارجية وقائد الجيش العماد جوزف عون.
ليجلس في البيت: في الاثناء، المواقف الرئاسية على حالها في الداخل. في السياق، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث اذاعي "سنفعل كل ما بوسعنا لعدم وصول محور الممانعة إلى بعبدا وميزان القوى يسمح بذلك". وتابع "استلموا السلطة كاملة ووصل البلد إلى ما وصل إليه لذلك لا يمكننا القول لهم "برافو"، وبالتالي يجب أن يستلم آخرون السلطة لأن طريقتهم لا تزال كما هي ولا يمكن القول لهم "تعو نتحاور"، فأنا جدي بطرحي بضرورة أن يتصرف محور الممانعة بجدية و"يزيح"، لكن للأسف "مستكلبين" على السلطة بأي ثمن". ولفت رئيس القوات إلى أنه "صار الوقت" أن يجلس محور الممانعة في البيت لأنه مُصرّ على استراتيجيته وسياسته، و"مفكر حالو متل على أيام المدرسة يمكنه أن "يدوبل" ويأتي برئيسه من جديد لكن طبعاً لن يحصل هذا الأمر". أضاف "نحن حاولنا أن نوصل مرشحنا وكل جلسة كنا نحاول أن نزيد له صوتاً فوق صوت، ونحن أعطينا "الوطني الحر" في الـ2016 واليوم حان الوقت أن يعطونا"، مشددا على أن "لن يصل أي رئيس من "الممانعة" إلى قصر بعبدا لأن وصوله تمديد ست سنوات للأزمة الحالية ونحن نضع كل الجهود لهذا الملف".
القرار لبناني: بدوره، وعن زيارة فرنجيه إلى باريس وحظوظ وصوله إلى الرئاسة، قال نائب رئيس الحكومة السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني من دار الفتوى "في النتيجة القرار لبناني والدور الاساس هو للكتل النيابية والنواب الذي يختارون الرئيس وكما يبدو من آراء النواب ومواقفهم أن الحظوظ ضئيلة بغض النظر عن المواقف الدولية والحركة الخارجية. كل الشكر للدول التي تسعى لمساعدة لبنان على إنجاز الاستحقاق الرئاسي لكن المنطلق الوحيد للانتخابات الرئاسية هو لبنان."
لا اتفاق ولا جلسة؟: وسط هذه الاجواء، وبينما الدولار تراجع بشكل ملحوظ فعاد الى دائرة الـ100 الف ليرة مخفّضا معه اسعار المحروقات، لا حلول في الافق لملف رواتب موظفي القطاع العام. فقد رأس ميقاتي في السراي اليوم اجتماعا لـ"اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام"، وأقر المجتمعون جملة اقتراحات لعرضها على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. غير ان معطيات صحافية اشارت الى ان "لا اتفاق في اللجنة الوزارية حول ارقام وزارة المال وسط خشية من سلسلة رتب ورواتب جديدة، ولذلك لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع".
الانتخابات البلدية: في مقابل هذه الاخفاقات، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي "أن وزارة الداخلية جاهزة للقيام بالانتخابات البلدية والاختيارية". وقال، في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، في حضور المديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين فاتن يونس، "نحن ملزمون بدعوة الهيئات الناخبة، واليوم أو غداً نصدر التعاميم اللازمة بخصوص الترشيح ونكرر طلبنا بتأمين الاعتمادات اللازمة لخوض الانتخاب". واعتبر أنّ "استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في هذه المرحلة هو تحدٍّ لنا، ونحن اعتدنا على المواجهة لمصلحة المواطن ولتطبيق القانون"، مشددا على أنّ "الإصرار والنيّة ضروريان لإجراء الانتخابات ولكن لا يكفي ذلك، وإصرارنا ترافق مع عمل، ونحن نطالب بتأمين الاعتمادات، والمبلغ ليس كبيرا مقابل ما أنفق في العامين الماضيين". واذ دعا الى "التزام الانتخابات في موعدها لأهميتها وسنلتزم بالقانون فيما يخص دعوة الهيئات الناخبة"، أكّد "نحن على جهوزية ادارية، والقوائم الانتخابية حاضرة، وستصدر قرارات تقسيم اقلام الاقتراع وسنصدر قرارات المهل المتعلقة بالترشيح اليوم بعد الظهر". وكشف ان "كنا طلبنا من الحكومة تأمين الاعتمادات اللازمة، فالعملية الانتخابية متكاملة وندعو المواطنين والاعلام للضغط معنا، لتحقيق مصلحة المواطن والالتزام بالقانون". ورأى "ان الاصرار والنية ضروريان للانتخابات ولكن غير كافيين، ونصر على الجهات المختصة لتأمين الاعتمادات لما للانتخابات من مردود كبير على المناطق". وعن تكلفة الانتخابات، قال مولوي"تؤمنها الدولة وبعض المال اتى من الundp والباقي يجب على الدولة تأمينه حتى من حقوق السحب الخاصة". وحدد "اجراء الانتخابات على النحو الآتي: 7 ايار في الشمال وعكار، 14 ايار جبل لبنان، 21 ايار بيروت وبعلبك الهرمل، و 28 ايار الجنوب والنبطية.
ترحيب اممي: وفي السياق، رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان بالدعوة التي وجهها وزير الداخلية والبلديات اليوم لإجراء الانتخابات البلدية . واعتبرت إن إجراء الانتخابات البلدية أمر مهم للالتزام بالمهل الدستورية والممارسات الديمقراطية في لبنان، في الوقت الذي يواجه فيه البلد فراغاً رئاسياً وشللًا مؤسساتياً واسع النطاق.واملت أن يقوم جميع المعنيين باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عملية انتخابية سلسة، شاملة وشفافة وتمكين اللبنانيين من ممارسة حقوقهم السياسية في بيئة سلمية ومنظمة، موضحة ان منذ تأجيل الانتخابات العام الماضي، قدمت الأمم المتحدة مساعدة كبيرة لدعم هذه الانتخابات.ودعت المنسقة الخاصة الى جعل العملية الانتخابية شاملة، خصوصا لناحية إشراك النساء والشباب من خلال منحهم فرص حقيقية للمشاركة الفعالة وإحداث التغيير.