طريق الفُتات
كتب وليد فارس:
طريقان امام "المعارضة السيادية" في لبنان الآن:
طريق "انتظار" ما سيعطى لهم من "حصص" صغيرة (اي فُتات crumbs) بعد انجاز اعادة تنظيم الوضع في لبنان على اساس التطبيع الايراني السعودي. فحزب الله لا يزال القوة الاساسية في البلاد و هو الذي يفاوض على معادلة "ما بعد بايجينغ". و هو الذي سيقرر حول "الُفتات" الداخلية للتوزيع.
او طريق فرض امر واقع جديد يجعل من لبنان دولة فيها ساحتين و قوتين يجب التفاوض معها للمستقبل. و قد حاولنا جهدا ان نقنع "الكتلة السيادية" بعد انتخابات البرلمان ان تتحرك اقليميا و دوليا لعله تأتي مرحلة تفاوض ما. للاسف فلم تصدر اية مذكرة بهذا الاتجاه. و باعتقادي انه لا يزال ممكنا ان "الفريق المعارض" بامكانه ان يثب، قبل ان يغرق.
بين الطريقان، اغلب الظن ان هذا الفريق سوف "ينتظر الُفتات" من طاولة الحوار السعودي الايراني. و الحصة الدسمة ستذهب الى حزب الله و من سيعين كشريك له في لبنان، في شبه عودة الى ما قبل ٢٠٠٥.
يذكرني هكذا مشهد بصراع القوى على ما يرمى لها من الطاولة، و هي تسعى لالتقاتها من الارض بين الكراسي العالية. و لم يحلو لها انه كان بامكانها ان تكون على الطاولة، لا تحتها.
حزب الله جالس الى جانب، او خلف، المفاوض الايراني يفاوض على صحنه. اما معارضته في لبنان، الي رفضت "المنطقة الحرة" منذ سنتين، فهي تنتظر "الفتات" و ستتقاتل حولها...حتى الآن.
لماذ كلامي ربما القاسي في هذه الظروف؟
لانني ارى ما على الطاولة و كيف تجري الصفقات في المنطقة، و ارى الفرص الممكنة، حتى في اصعب الظروف، و مدرك لماذا تتأنى كتلة ١٤ آذار و ماذا تتأمل به من محادثات "الكبار الاقليميين". اعرف انهم يعقتدون انه "افضل طريق حاليا" لهم. طبعا "الكلفة" لغير ذلك باعتقادهم، ستكون اعلى. نعم قد تكون لفترة قصيرة، و لكن ثمن اختيار "طريق الانتظار" سيكون اغلى بكثير.
لذا كان لا بد من كتابة هذا التقييم اليوم، كي نذكر به في المستقبل، كما فعلنا منذ ٣٢ سنة...”