بخاري في عين التينة:ايجابيات اكيدة للبنان... وميقاتي في بكركي
حزب الله: لا ننتظر الخارج... وبونجم في معراب لللمرة الثالثة
استنهاض سني رفضا لاستهداف رئاسة الحكومة والدولار بـ95 الفا
المركزية- في الشكل والمضمون، تقاطعت نكبة اللبنانيين المصرفية مع نظرائهم في المواطنة في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا، مصيبة واحدة تجمعهم افلاس مصارف وودائع تتبخر. لكن مصائب اللبنانيين في كفة وكل مصائب العالم في كفة أخرى. اذ في وقت تبشّر حكومة لبنان المودعين بشطب ودائعهم بشحطة قلم، بعدما "مصّت" دماءهم حتى النقطة الاخيرة واستنزفت اعصابهم بالقضاء على مدخّراتهم وجنى العمر، سارعت الحكومة الاميركية الى استيعاب الصدمة وطمأنت المودعين، طبعا ليس على الطريقة اللبنانية، بأن اموالهم ستُحصّل وافلاس بنك سيليكون فالي لن يتحملوا هم تداعياته، وقد بوشرت اليوم المعالجات في اجتماعات متعاقبة للمصرف المركزي الاميركي والاحتياطي الفدرالي وعلى مستوى الولايات المتحدة ككل من خلال سياسة الدمج والاستيعاب.
ببساطة هكذا يكون تعاطي الدول مع الازمات. فواشنطن لا تنتظر اتفاقا سعوديا- ايرانيا لتنتخب رئيسا ولا رفع يد حزبية عن حقيبة لتشكيل حكومة ولا امر عمليات من الخارج لتجري انتخاباتها ولا اتفاق الاضداد لحل ازمة مالية.
وفيما يترحم اللبنانيون على ودائعهم، ويلعنون ساعة وُلدوا في بلد سلبهم كل حقوقهم وما زال يطالبهم بالواجبات، تبقى الساحة المحلية في حال ترقب ورصد لمفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على الواقع السياسي عموما والرئاسي خصوصا، علّه يفتح باب فرج يضع حدا للانهيار المتتالي فصولا.
بري- بخاري: الملف حضر اليوم في عين التينة، اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستشهد السفير بخاري بما "يردده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وان ارادة الخير لا بد منتصرة"، لافتا الى "أن المرحلة الراهنة تستوجب الإحتكام أكثر من أي وقت مضى الى الكلمة الطيبة والرهان دائما على الإرادات الخيرة". ولدى مغادرته، قال ردا على سؤال عما اذا كان هناك اي شي إيجابي للبنان: شي اكيد.
وفد اميركي: كما استقبل بري وفدا من فريق العمل الأميركي من أجل لبنان برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل والوفد المرافق، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا.
لا ننتظر الخارج: في المقابل، أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية". وشدد خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الرمادية الجنوبية، على أن "حزب الله وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيداً من الفيتوات والمواصفات الخارجية، وأما وصول رئيس للتحدي والمواجهة، فهذا أصبح مرحلة ماضية، ونحن نتحدث عن الحاضر والمستقبل". وأشار إلى أن "فريق التحدي والمواجهة ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، ويريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة، وهذا يعني أنه يريد جر البلد إلى الفتنة الداخلية، وقد جرّبوا 11 جلسة وفشلوا، وكانت هذه الجلسات كافية لأن يعودوا إلى أحجامهم الطبيعية، وأن يكتشفوا أن شعاراتهم غير واقعية، وليس لها مكان في لبنان".
بونجم في معراب: في الحركة الرئاسية المحلية، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب للمرة الثالثة خلال الفترة الأخيرة راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد، وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم.
"هستيريا": وسط هذه الاجواء، وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الراعي صباحا في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بقداسة البابا فرنسيس. واذ قال بعد اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ "ربيع لبنان قريب إن شاء الله"، اضاف "شرحت لصاحب الغبطة موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة ادارة المرفق العام، وكان صاحب الغبطة متفهما جدا لهذه المواضيع. نحن نتحدث عن عمل حكومي في مرحلة تصريف الاعمال، ولكن الدستور عندما تحدث عن تصريف الاعمال بصلاحيات محددة، كان على أساس ان تصريف الاعمال لوقت قصير، ولكن كلما طال وقت الشغور الرئاسي، توسعت الحاجة لتوسيع نطاق الصلاحيات من أجل متابعة امور الدولة كما ينبغي متابعتها. ولمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له ان يجتمع او لا يجتمع، فليتفضل ويقوم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص". وتابع "تطرقنا ايضا الى الكلام المستهجن والبغيض الذي نسمعه عن الموضوع الطائفي والاتهامات الطائفية والتي اسماها صاحب الغبطة بالهستيريا السياسية. هذا الكلام اعتبره دليل افلاس سياسي في هذا الوقت بالذات، لان المقاربة التي نقوم بها ليست طائفية، والقاصي والداني يعرف ما هو دوري وأنني لم اقم في يوم من الايام الا بدور وطني بكل ما للكلمة من معنى، وإنني من المؤمنين بأن التعددية هي مصدر غنى للبنان ولجميع اللبنانيين. اتفاق الطائف هو الاتفاق الاساسي الذي يحمي كل هذه الامور والتي اتابعها بكل ما للكلمة من معنى".
مجلس المفتين: ليس بعيدا، استهجن مجلس المفتين "الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة، وأن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين". وحذر المجلس "من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها ، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائيا. إن الطبيعة لا تعرف الفراغ"، ولذلك حذّر ايضا "من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني".
دريان ينوه: وكان ميقاتي إستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمجلس الجديد للمفتين بعد الظهر في السرايا . ونوّه مفتي الجمهورية خلال اللقاء "بالجهود والمساعي التي يقوم بها الرئيس ميقاتي في معالجة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطن". وشدد على"اهمية الوفاق والتوافق بين الاطراف السياسية رأفة بلبنان واللبنانيين".
الانهيار المالي: في الغضون، الانهيار المالي يشتد وقد بلغ سعر صرف الدولار الـ95 الف ليرة اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجددا اذ بلغ سعر صفيحة البنزين 1713000، وذلك عشية بدء المصارف اضرابا غدا. مصرفيا ايضا، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان اليوم. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا غدا ايضا.
البنك الدولي: اقتصاديا ايضا، عرض وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج والمدير الإقليمي في البنك Jean Christophe Carret، الأوضاع المشتركة. وأكد بلحاج على استعداد البنك الدولي دعم لبنان في الظروف الاستثنائية من خلال عدد من مشاريع الإغاثة، لا سيما دعم القمح وبرنامج الأسَر الأكثر فقراً. وتطرّق النقاش إلى ضرورة المحافظة على قطاع التعليم وإنقاذ العام الدراسي، ومساعدة الإدارة العامة لاسيما المالية في مواجهة تداعيات الأزمة.
كنعان: في الاثناء، غرّد النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على تويتر: بعد ساعات على انهيار سيليكون فالي بنك الجمعة الماضي، وضعت الحكومة الاميركية كل جهدها لايجاد حلّ - أُعلن منذ قليل - لكامل الودائع كما صرحت وزيرة الخزانة الاميركية @SecYellen، بينما في ازمتنا وان اختلفت الامكانيات،ارتكزت "حلول" حكوماتنا على اعتبارها خسائر وشطبها والتوقف عن الدفع!