ضغط داخلي متعاظم لانتخاب رئيس واجتماع باريس في 6 شباط
الاعتصام النيابي يتواصل وبري يرد: لا جلسة الخميس المقبل
صوت لبنان "يختنق" في الامم المتحدة والوفد الاوروبي يغادر غدا
المركزية- بمعزل عن النتائج الممكن ان يفضي اليها الحراك المستجد على الضفة الرئاسية، من الاعتصام النيابي في المجلس ومواكبته شعبيا، الى عودة التواصل بين القوى السياسية والقيادات الروحية، وتصاعد وتيرة المواقف المحذرة من انهيار دراماتيكي غير مسبوق بعدما تخطى سعر صرف الدولار الخمسين الف ليرة، فإن الضغط الذي ينتج عنه لا بد الا ان يولّد "شيئا ما" في اتجاه وضع حد للشغور الرئاسي، خصوصا انه كسر حلقة المراوحة القاتلة والجمود المدمر الذي ساد المشهد الرئاسي منذ ايلول المنصرم.
ومع ان رد االفريق المعطل حامل لواء الورقة البيضاء لم يتأخر، اذ لم يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدا لجلسة الانتخاب الثانية عشرة الخميس المقبل واستعاض عنها بجلسة للجان النيابية المشتركة لدرس احكام قانون الضمان الاجتماعي، بيد ان ارتفاع منسوب الضغط على الفريق المعطل يكشفه ويعريه امام الرأي العام اللبناني والعالم، ويضطره الى التخلي عن ورقة التعطيل.
وتقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ان حزب الله في الـ2023 ليس بنفس قوته في الـ 2014 حينما فرّغ الرئاسة عامين ونصف عام لايصال مرشحه وتمكن. ذلك ان البلاد لم تكن وسط ازمة مالية واقتصادية خانقة، ولا المعارضة بالحدية نفسها القائمة اليوم ولو مشتتة، ولا التململ الشعبي داخل بيئته يتهدد وجوده، فيما كان حلفه مع التيار الوطني الحر في اوج عزه، ما يعني ان الحزب في مأزومية ولا بد سيضطر للرضوخ في فترة لن تتعدى الاشهر في الحد الاقصى، خصوصا اذا ما استمرت موجة الضغط من مختلف الاتجاهات سياسيا وشعبيا.
وتوازيا مع الضغط الداخلي، يشكل اجتماع باريس الذي توسع من رباعي الى خماسي محطة اساسية في مجال حث المعطلين على النزول عن شجرة مطالبهم وسقوفهم العالية لانتخاب رئيس. وعلمت "المركزية" ان موعده تحدد في 6 شباط المقبل على مستوى مستشارين ومديري خارجية على ان يبحث في تنسيق المساعدات للشعب اللبناني والتحضير لاجتماع المسؤولين.
وفيما الانهيارات تتوالى والدولار لا يجد من يفرمل اندفاعته الصاروخية وقد تخطى الخمسين الف ليرة، لم يعد اللبنانيون ينتظرون سوى الانباء السيئة عن دولتهم الفاشلة ليس في لبنان فحسب بل على المستوى الاممي، وجديدها اليوم فقدان حقوقه في التصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى جانب فنزويلا وجنوب السودان لتخلفه عن سداد مستحقات الجمعية.
لجان لا انتخاب: اذا، لا جلسة رئاسية جديدة في الافق ما دام رئيس مجلس النواب لم يحدد موعدا لها، وبدا انه لن يدعو اليها قريبا او اقلّه هي لن تُعقد الخميس المقبل، لان اللجان المشتركة ستعقد جلستها في ذلك التاريخ، اذ دعا بري "لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الصحة العامة، والعمل، والشؤون الإجتماعية، الى جلسة مشتركة في تمام الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس في 26 الجاري ذلك لدرس مشروع القانون الوارد بمرسوم رقم 13760 الرامي إلى تعديل بعض أحكام قانون الضمان الإجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الإجتماعية".
الاعتصام: ووسط العقم الرئاسي، يستمر النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا في اعتصامهما داخل قاعة مجلس النواب والذي بدآه امس للمطالبة بعقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس، في وقت توافد نواب متضامنون معهم، من كتل أخرى، الى البرلمان. وقالت النائبة صليبا في حديث تلفزيوني من داخل المجلس "هذا ليس اعتصاماً بل حقّ دستوري بأن نبقى في القاعة لحين انتخاب رئيس للجمهورية ولا نوجّه رسالة لأحد بل نمارس حقّنا وهذه واجباتنا بالوظيفة التي سلّمنا إيّاها الشعب "عم نطلب فقط من النواب يشتغلوا شغلن" وباقون في المجلس". من جهته، قال خلف "نحن ضد النهج التعطيلي ونحن نهج جديد في هذا الوطن ونؤكّد للبنانيين ضرورة عدم فقدان الأمل فهذا بلد يجب أن يعيش ونحن هنا بإرادة الشعب". وتابع "مطلبنا الابقاء على الجلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية، فنحن نشعر وكأنّ الديمقراطية تسقط في لبنان وعلينا مسؤولية اليوم بأن نحترم اللعبة الديمقراطية ". وشدد خلف على "أننا ملزمون بأن يكون لدينا مسؤولية وطنية حقوقية وأخلاقية تفرض علينا إنقاذ البلد". ورأى خلف أن "من دون رئيس للجمهورية ستبقى المؤسسات معطّلة، مؤكدا أنه لا نستطيع الاستمرار بهذا النهج التعطيلي والبقاء بهذا الجمود".
التلاقي للانتخاب: الى ذلك، وغداة لقاء ضم وفدا من حزب الله الى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو بدعوة من الاخير كما قال اعلام الحزب، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أننا "ما زلنا في بلد تُغلب فيه المسؤولية بمزيد من مناكفات شخصية تستغل ما لا يمت إلى الحقيقة بصلة بغطاء طائفية أو مذهبية. كفى المواطنين هذه المناكفات والشعارات التي لا ترفع عن المواطن معاناته المعيشية وتبعاتها مما فيه مقومات الحياة". وأضاف "يجب على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية من خلال التلاقي والتفاهم، والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية، يحمل هموم المواطنين وسيادة الوطن، وتحصين حدوده، والانفتاح على العالم بندية واستقلالية، والعمل على انتظام المؤسسات وبعث الأمل".
خطوات ومشاورات: الى ذلك، وبعد تلويحه امس بمقاطعة جلسات الانتخاب، كتب أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن عبر حسابه على "تويتر": "موقفنا كلقاء ديمقراطي بالأمس بعد ١١ محاولة فاشلة لإنتخاب رئيس ليس موقفاً تعطيلياً بل خطوة بالإتجاه الصحيح لخلق دينامية مختلفة وللحث على تحقيق خرق جدّي في جدار الأزمة، وسيترافق الموقف مع سلسلة خطوات ومشاورات بدأت بالامس للوصول الى إنتخاب رئيس للجمهورية. فليطمئن البعض".
لبنان والجمعية العامة: في الغضون، علامات انهيار لبنان ظهرت امميا اليوم حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان اليوم أن فنزويلا ولبنان وجنوب السودان متأخرة عن سداد مستحقات لميزانية تشغيل الأمم المتحدة وهي من بين 6 دول فقدت حقوقها في التصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا. ووفقًا لرسالة الأمين العام، فإن الحد الأدنى من المدفوعات اللازمة لاستعادة حقوق التصويت هو 76244991 دولارًا لفنزويلا، و1835303 دولارًا للبنان، و619103، و196130 دولارًا لجنوب السودان.
الخارجية توضح: وعطفاً على الخبر حول تعليق حق لبنان بالتصويت في أجهزة الأمم المتحدة، أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، بأن سائر المراحل الخاصة لتسديد المبلغ المطلوب قد أنجزت، وبعد الاتصالات التي تم اجراؤها مع كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، تبيّن أن عملية الدفع النهائية ستتم مباشرةً بما يحفظ حقوق لبنان في الأمم المتحدة.
تحليق الدولار: في الغضون، الدولار يحلق متجاوزا الخمسين الفا، وعلى وقع هذا الارتفاع، واصلت أسعار المحروقات ارتفاعها ايضا، حيث أظهر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر عن وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، ارتفاعاً في سعر صفيحتي البنزين 95 أوكتان 32000 ليرة و98 أوكتان 33000، وسعر صفيحة المازوت 26000 ليرة، وقارورة الغاز 24000 ليرة لبنانية. وأصبحت الأسعار على النحو الآتي: - صفيحة البنزين 95 أوكتان: 894000 ليرة - صفيحة البنزين 98 أوكتان: 917000 ليرة - صفيحة المازوت: 943000 ليرة - قارورة الغاز: 572000 ليرة.
لا ازمة خبز: من جانبها، نفت وزارة الاقتصاد والتجارة الأخبار "المضللة والاكاذيب المتناقلة" التي تهوّل على اللبنانيين بأنّ أزمة خبز تنتظرهم في المدى القريب. ولفتت الوزارة، في بيان، إلى أنّ من يسوّق لهذه الاخبار إنما هو يفتعل أزمة لا وجود لها، مستهدفاً المواطن بلقمة عيشه. وتابعت "ليس من قبيل الصدفة أنه منذ سنة و٤ اشهر، يتم التداول بهذا التهويل بغية خلق جو من التوتر لاهداف رخيصة ولاستغلال ظروف البلد والناس. وقد اثبتت التجارب السابقة أنّ تجار الازمات هم من يقفون وراء افتعالها". وأكدت استمرارها بمكافحة تجار الأزمات والفساد من خلال التعاون المتواصل مع كل الاجهزة المعنية، مشيرة إلى أنها نجحت بمكافحة كل سارقي القمح والطحين، مثبتة أن الوزارة والسلطات الامنية حازمة في التصدي لكل من يمس بلقمة عيش المواطن. تزامنا، أعلنت نقابة الأفران في لبنان أنّ "الأخبار الصادرة عن المطاحن بوجود شحّ في مادة القمح المدعوم لديها، هي معلومات مبالغ بها في الوقت الذي طمأن وزير الإقتصاد الى أنّ القمح المدعوم متوافر ولمدّة سنة كاملة بسبب أموال قرض البنك الدوليّ". وشددت النقابة، في بيان، على أنّ "الأفران ونقابات الأفران في لبنان حريصة على تأمين خبز للناس بكرامة، وتبدي التعاون المطلق بين الوزارة والمطاحن وخلية الأزمة".
البنك الدولي وكنعان: ليس بعيدا من الواقع المعيشي – الاقتصادي، استقبل النائب ابراهيم كنعان في دارته في البياضة وفداً من البنك الدولي آتياً من واشنطن، وجرى بحث في المسائل المالية والاصلاحية والمشاريع المشتركة بين لبنان والبنك الدولي، لاسيما على صعيد ادارة التمويل والعمليات الاصلاحية المرتبطة بالموازنة واعادة هيكلة القطاع العام والحكومة الالكترونية. وكانت جولة أفق شاملة ركز خلالها النائب كنعان على المسألة الاجتماعية من الزاويتين الصحية والتربوية، لاسيما في المناطق التي هي بحاجة لعناية مركزة وطارئة لتستمر الى حين بلوغ مرحلة الانقاذ الفعلي. واشار كنعان الى الاتفاق على عقد جلسة في الأيام المقبلة مع مكتب البنك الدولي في بيروت لمتابعة هذه الأمور، وجرى التركيز على مسألة المستشفيات الخاصة والحكومية التي تقاوم الانهيار الشامل واعطاء الملف الاولوية والاهتمام ضمن البرامج الملحوظة بين لبنان والبنك الدولي.
التحقيقات الاوروبية: على الضفة القضائية – المالية، التقى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الوفد القضائي الأوروبي، الذي سيغادر لبنان غداً السبت، ووضعه في أجواء جولته الأولى من الاستماع الى إفادات شهود مصرفيين، في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتهم “تبييض واختلاس أموال". وأبلغ الوفد القاضي عويدات، أنه سيعود الى لبنان في جولة ثانية ليستمع الى إفادات مصرفيين وماليين آخرين وردت أسماؤهم ضمن طلب المساعدة الأساسية التي كان القضاء اللبناني تسلمها قبل مجيء الوفد الأوروبي الى لبنان وتضمنت طلب الاستماع الى 30 لبنانياً. وقال عويدات، إن “الوفد ينهي لائحة الاستماع اليوم الجمعة، على ان يغادر لبنان غداً”. وأضاف، أن “القضاة الأجانب أبلغوه أنهم سيعودون الى لبنان لجولة ثانية من التحقيق على أن يطلعوا لبنان على تاريخ عودتهم الثانية قبل قدومهم". وذكر عويدات أن ملف التحقيق الذي قام به الوفد في الخارج بات جاهزاً. واستمع الوفد الى الشاهدة رئيسة مجلس إدارة مصرف البحر الأبيض المتوسط السابقة ريا الحسن، ويستمع حالياً الى الشاهد الأخير، الموظف في شركة تدقيق مالي خاصة رمزي عكاوي. وأشار عويدات، الى “التضامن مع الوفد ضمن سقف اتفاق الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والقانون اللبناني".