أسبوع القضاء الاوروبي في لبنان.. والتبدلاتِ "الشكلية" رئاسيا؟
التيار يتجه نحو التصويت لمرشح.. واتصالات معارِضة لخرق المراوحة
ابراهيم: ظروف الداخل والخارج لا تساعد بالانتخاب.. وتساجل وزاري في العتمة
المركزية- في ظل المراوحة السياسية – الرئاسية، والتي لا يبدو ستبدّلها تطورات الجلسة الانتخابية المقررة مبدئيا الخميس المقبل إلا "شكليا" في حال قرر تكتل "لبنان القوي" رسميا، التصويتَ باسم مرشح ما، سيكون عنوان الاسبوع الطالع قضائيا بامتياز، مع وصول وفد من المحققين الاوروبيين الى لبنان للتحقيق في جرائم مالية. وستدور عملية الاستماع الى الشهود بينما مفاعيل فساد الطبقة السياسية على مر السنوات الماضية ظاهرةٌ بوضوح على شكل عتمة شبه شاملة تغرق فيها البلاد وأزمة اقتصادية معيشية خانقة يكتوي بنيرانها اللبنانيون والقطاعات كلّها. فهل يمكن ان تشمل التحقيقات والمحاسبة، يوما ما، المسؤولين عن هذه الجرائم، عبر القضاء اللبناني، بعد ان تكون المنظومة كفّت يدها عنه، وقد تدخّلت في عمله حتى العظم وعطّلت تشكيلاته وعادت لتشكو من أدائه!
التحقيق الاوروبي: على وقع فك الجسم القضائي اضرابه وعودته الى العمل رغم الظروف القاسية لوجستيا وماليا التي يعاني منها، يصل وفد قضائي من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ، الى لبنان لاستجواب 30 شخصية مالية ومصرفية، ليس من بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واشارت معطيات صحافية الى ان "مهمّة الوفود الأوروبية تنطلق الاثنين المقبل، وهي مقسمة على مراحل عدّة. ففي مرحلة أولى محددة بخمسة أيام، تبدأ الاثنين، وتنتهي الجمعة، سيخضع 16 شخصاً للتحقيق، ليس من ضمنهم سلامة، وهي ستشمل مسؤولين كباراً في البنك المركزي ومديري مصارف لبنانية. وقد كلف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العقيد نقولا سعد، بمهمّة تبليغ الأشخاص المطلوب استجوابهم مواعيد الجلسات. وللغاية، التقى عويدات في مكتبه، ظهر أمس، وفدين من السفارتين الفرنسية والألمانية، وجرى البحث في ترتيبات وصول الوفود القضائية وتحديد آلية التعاون بين الطرفين، كما عاين وفدا السفارتين قاعة محكمة التمييز في الطابق الرابع من قصر العدل في بيروت، التي ستجري فيها الاستجوابات والإجراءات التي سترافقها.
ظروف لا تساعد: في الغضون، الافق الرئاسي مسدود، من الداخل، وايضا في الخارج، وقد اكد هذا الواقعَ السلبي مديرُ عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال اليوم، ردا على سؤال عن وساطة محتملة في الملف الرئاسي: انا ما بفوت انتحاري على اي ملف.. والظروف المحلية والدولية لا تساعد حاليا.
حسم الاسم: من جانبه، يبدو تكتل "لبنان القوي" متجها نحو الانفصال عن حزب الله ووقف اقتراعه بالورقة البيضاء. في السياق، اعلن عضو تكتل لبنان القوي اسعد درغام في حديث تلفزيوني اليوم "ان الثلثاء لدينا اجتماع سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة".
مساحة مشتركة: في المقابل، الاتصالات لمحاولة تبديل "العقمِ" الرئاسي، تسير على قدم وساق، على ضفة القوى المعارِضة للمنظومة. في هذا الاطار، وغداة استقباله النائب فؤاد مخزومي، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، النائب نعمت افرام على مدى ساعة. ولفت افرام الى انها "زيارة معايدة تم التطرق فيها الى مواضيع الساعة واهمها الاستحقاق الرئاسي لأهمية هذا الموضوع في ظل ما نشهده من متغيّرات في المنطقة تحضّنا على الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوصل الى سلة متكاملة ننطلق عبرها الى زمن جديد في لبنان يمحو اوجاع اللبنانيين الذين يتألمون يوميا". واذ شدد على ان "المسؤولية تقع على عاتقنا في ايجاد المساحة المشتركة والالتقاء حولها"، متمنيا "البدء مع بداية هذا العام بمرحلة البحث عن هذه المساحة"، قال "في الاسابيع المقبلة ستظهر هذه المساحة على امل ان نتوصل جميعا دون استثناء الى انتخاب رئيس جديد مع سلة متكاملة، هدفها الاول والأخير يبقى الانسان اللبناني ومستقبله واعادة بناء دولة المؤسسات التي تكون المشروع المشترك والناجح بين كل مكونات هذا البلد، باعتبار ان الفشل يُفرق اما النجاح فيجمع". وعما اذا كان يحمل في جعبته طرحا جديدا مرتبط بالملف الرئاسي، اجاب "لا يمكن اعتباره بمثابة طرح ولكنه طريقة عمل وخارطة طريق يمكنها ان توصلنا في الاسابيع المقبلة الى "طرح جامع" يمكن ان يؤمن أكثرية في مجلس النواب".
الخطة ب: لكن الى حين تأمين البديل الصالح، يبقى النائب ميشال معوض مرشحَ مَن يصوتون له راهنا، وقد اكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج اليوم ان "عندما نجد مرشحا يستطيع تأمين 60 صوتا فعندها نتحدث عن الخطة "ب".
بين شباط ونيسان: الى ذلك، وبينما لا بوادر الى انعقاد الاجتماع الرباعي الفرنسي – الاميركي – السعودي – القطري في باريس والذي كثر الحديث عنه نهاية العام الماضي، اعتبر رئيس "كتلة تجدد" النائب أشرف ريفي، ان "الحل في لبنان ليس مستحيلا وليس هناك تباشير واضحة ولكن مصادر المعلومات تقول ان بين شهري شباط ونيسان أي بحدود الربيع سيكون لدينا رئيس، فالبلد لا يحتمل تأجيلا وحتى بقاء ظروف البلد على هذا المنوال يضر الوضع الإقليمي والدولي". واعتبر ان "حزب الله لم يعد بالقوة التي كان فيها ليتحكم بالبلد كما كان وهو يعطل الاستحقاق الرئاسي فهو اليوم لا يجرؤ على اعلان اسم مرشحه لانه ليس واثقا من امكان ايصاله الى سدة الرئاسة". ولفت الى ان "انتخابات الرئاسة تتم بقرار إقليمي دولي واليوم ربما سيكون هناك حوار غير مباشر مع ايران بقيادة إقليمية دولية للتوصل الى انتخاب رئيس، متحدثا عن "دينامية إقليمية دولية ستستوي من هنا الى الربيع وتنتج رئيسا سياديا ليس تحت قبضة حزب الله نهائيا يكون قادرا على اخراج لبنان ولو تدريجا من جهنم التي هو فيها".
معاناة وتساجل: وفي انتظار الفرج، عملُ مجلس الوزراء مشلول بفعل الاشتباك بين السراي والتيار الوطني الحر ولا مَن يسأل عن المأساة التي يتخبط فيها اللبنانيون، مع ارتفاع سعر صرف الدولار من جديد وانقطاع التيار الكهربائي في عز كانون وسط أخذ ورد بين الطرفين حول سلفة للفيول لزوم شركة كهرباء لبنان. وقد رصد تقرير دولي الآثار الكارثية للانحدار الاستثنائي بأرقامه وسرعته الذي يضرب المؤشرات الرئيسية المعتمدة في قياس نوعية الحياة في لبنان، ليخلص إلى تصنيف بيروت في المرتبة 240، أي قبل الأخيرة بمرتبتين فقط، ضمن صفوف المدن "الأسوأ" بفعل النتائج المترتبة على تدهور مشهود في البيانات المقارنة للقدرة الشرائية، وكلفة المعيشة، ومعدل سعر المنزل كنسبةٍ من الدخل، وذلك ربطاً بالانهيارات المتواصلة للعملة الوطنية.
الكابيتال كونترول: ووسط هذه الاجواء، الاصلاحات المتأخرة سنوات لا تزال تجرجر. في السياق، تواصل اللجان النيابية المشتركة مناقشة مشروع الكابيتال كونترول في جلسة دعاها اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الاثنين المقبل.
***