كرة القدم في الملعب خدمة 5 نجوم.. والمجان للمشاهدة التلفزيونية
قبل ساعات من تحريك ضربة البداية لمونديال قطر، مونديال العرب والشرق الأوسط، ضجت المواقع الإخبارية ووسائل الاعلام العالمية بمواضيع عن لائحة الأسعار – التعرفة، للراغبين حضور العرس الكروي العالمي ميدانيا.
ليس في الأمر الشيء الجديد، الا لأبناء المنطقة الذين هالهم ما سمعوه عن تعرفة أسعار عالية، خاصة بالإقامة والخدمات، من أجور الانتقال بوسائل خاصة وتمضية ساعات النهار والليل، وعيش أجواء المونديال، من سهر وتناول مشرويات من كحول وغيرها.
أسعار جديدة غير معهودة في هذه البعقة، لكنها من البديهيات في مسابقات عالمية مماثلة، وتجمعات رياضية كبرى.
أسعار الفنادق ارتفعت بواقع عشر مرات وأكثر قبل أيام قليلة من الافتتاح. ويعرض الزميل العراقي - الاميركي حسام حسن لتجربته مقيما بالعاصمة القطرية الدوحة في فندق "4 نجوم" مقابل خمسين دولارا أميركيا في الليلة الواحدة منذ أكثر من شهر، ثم إخطاره مسبقا بارتفاع سعر الغرفة الى حد أدنى يناهز 450 دولارا.
في قطر، تكبر الأرقام الخاصة بالإقامة في الفنادق وهذا بديهي، كون البلاد وكسائر دول الخليج تقل فيها الفنادق من الدرجة الشعبية، لمصلحة فنادق النخبة "5 نجوم وأكثر". ونظرا الى صغر مساحة البلد، فإن الحصول على غرفة لا يبدو يسيرا لمن يريد "التوفير"، فضلا عن حجوزات مسبقة أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لـ"زبائنه" من رعاة وممولين والذين اعتادوا مواكبة أنشطته والضيوف والعاملين في صفوفه.
وقد تفادت الدولة الخليجية تكرار التجربة اليونانية التي اعتمدت في دورة أثينا الأولمبية عام 2004، بناء مجعمات سكنية، بقيت مقفرة بعد الألعاب، وأدت مع أسباب أخرى الى "نكبة" اليونان اقتصاديا.
كانت الحلول بتوفير أقامة في سفن سياحية تجوب الشواطئ الأوروبية والمحيط الأطلسي، وأسعارها معروفة ومرتفعة، وهي أشبه بفنادق ومدن سكن عائمة تقدم أرفع مستوى من الخدمات، وتغص بالرواد من السياح على مدار السنة، وإن كانت تأثرت حركتها في عز انتشار فيروس كورونا.
لمن شاء الحصول على تعرفة شعبية، وضعت الدولة المضيفة أمامه فرصة النوم في مخيمات في الصحراء ومجمعات تتوافر فيها الأسرة للنوم، بحيث ان سعر 100 دولار يعتبر مواتيا لتمضية ليلة دون احتساب كلفة السهرة والوجبات.
من قال ان المونديال رخيص؟ هل نسيتم دفع ثمن تذاكر طيران داخلية في البلدان المنظمة من كوريا الجنوبية واليابان 2002 والمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 وروسيا 2018؟
صحيح ان كرة القدم هي لعبة الشعوب، لكن "الفرجة" متاحة فيها بأسعار زهيدة عبر التلفزيون وليس في المدرجات.