" الدولة" تقتحم المصارف...نائبة تطالب بوديعتها والاجهزة تتفرج
زرازير تحصّل 8000 دولار لعملية جراحية...و"المركزي" ينفي
مجموعة الدعم لرئيس يوحّد الشعب وشيا عند وزير العدل
المركزية- ماذا تنتظر الدولة بعد؟ ماذا ينتظر وزير الداخلية ليحرك اجهزتها قبل ان تقع الواقعة ولا ينفع الندم؟ مسلسل اقتحامات شبه يومي لفروع المصارف على مساحة الوطن، الكل فيه ضحية الا الدولة الهاربة من اقترافاتها والمتنصلة من مسؤولياتها بعدما شفطت اموال مصرف لبنان لتمويل مشاريع من دون جدوى، ولدعم مواد قيل عنها غذائية، مننوا بها الشعب فتبين انها للرفاهية وتنفيعات لشركات تابعة لاقارب هذا المسؤول او ذاك؟ هل يستوجب تحركها سقوط قتلى لا سمح الله من المودعين او الموظفين الذين بات حضورهم الى مراكز عملهم مخاطرة بحد ذاتها؟ ثم، كيف يرفض الوزير وضع الاجهزة بين المودعين والمصارف وهو العالم ان كل ما يجري سببه الدولة لا غير، وعليها تقع مسؤولية الحل؟
اصناف المودعين ارتقت اليوم من الشعبي الى السياسي، فتقدم الخبر على هموم الرئاسة والتشكيل والترسيم، بفعل دخول النائبة التغييرية سينتيا زرازير على الخط المصرفي، فشكلت الحدث.
سُجلت حوادث اقتحام فروع لمصارف في اكثر من منطقة سجلت اليوم من قِبل مودعين مطالبين بأموالهم، الا ان اللافت كان دخولٌ نيابيّ مباشر على المسار "الاقتحامي السلمي". فعند التاسعة صباحا، دخلت النائبة سينتيا زرازير مصرف بيبلوس في انطلياس للمطالبة بجزء من وديعتها لإجراء عملية جراحية، فأغلقت أبواب المصرف حيث اجتمعت النائبة بمدير فرع البنك للتفاوض معه للحصول على 8 آلاف و500 دولار وقالت "لن أخرج من المصرف قبل أخذ جزء من وديعتي، وعرضوا علي أخذ أي مبلغ على سعر صرف 8000 ليرة لبنانية ولم أوافق". وقرابة الثانية من بعد الظهر، خرجت زرازير ونالت المبلغ الذي طلبت، وقالت: أنا مودعة ومواطنة جئت للمطالبة بحقّي وبعد سلسلة من الإجراءات التي طُلبت منّي من قبل المصرف، ولكن كان هناك تهرّب ووصلنا إلى حلّ مجحف وكان ضغط لتوقيع ورقة تعسفية"... وفي السياق عينه، تم اقتحام مصرف الاعتماد اللبناني في حارة حريك من قِبل مودع متقاعد اعتصم داخله مطالبا بوديعته.
المركزي ينفي: ليس بعيدا، وفي وقت اضرم محتجون النار امام مصرف لبنان، نفى "المركزي" ما يتم تداوله بأنه سمح لجميع الأفراد باستبدال مبالغ كبيرة من الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي وفق سعر منصة "صيرفة" اعتباراً من الإثنين المقبل. وأصدر لهذه الغاية البيان الآتي: "يتم التداول على بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن حاكم مصرف لبنان سيسمح لجميع الأفراد استبدال مبالغ كبيرة من الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي على سعر منصة صيرفة ابتداءا من يوم الإثنين المقبل. يؤكد مصرف لبنان أن هذا الخبر عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً، كما يطلب من المواطنين والإعلاميين الكرام التأكد من صحة مصدر المعلومات قبل التداول بها عبر متابعة التعاميم والبيانات الصادرة عن مصرف لبنان حصراً".
مجموعة الدعم: ووسط الاجواء الملبدة المترافقة مع عجز سياسي حكومي ورئاسي حتى الساعة، أكدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في بيان بمناسبة انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، على أهمية انتخاب رئيس جديد ضمن الإطار الزمني الذي نص عليه الدستور "رئيس يكون بمقدوره توحيد الشعب اللبناني والعمل مع كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين على تجاوز الأزمة الاقتصادية والإنسانية بما يخدم المصلحة العامة من خلال البدء الفوري في تمهيد الطريق لتطبيق إصلاحات شاملة والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي". اضافت "حان الوقت للسياسيين اللبنانيين للتوصل على نحو عاجل إلى توافق وطني واسع يجنّب البلاد فراغاً متعدد المستويات في السلطة التنفيذية". وقالت "نلاحظ بقلق عدم إحراز تقدم كاف في تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها"، داعيةً السلطات إلى الإسراع في جهودها لاستكمال جميع تلك الخطوات التي لم تحسم بعد. إلى ذلك، دانت عدم إحراز تقدم حتى الآن في الإجراءات القضائية المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، وختمت "على القيادة اللبنانية أن تعمل لخدمة الشعب وتعيد لبنان إلى مسار الازدهار والتقدم المستدام. إن الحوكمة القائمة على المبادئ والتعهدات التي يمكن أن تدعم استقرار لبنان ومكانته ستكون مهمة لمنح البلاد توجهاً واضحاً يحظى بدعم مستمر من المجتمع الدولي. وبالنتيجة، فإنها مسألة تتعلق بتحمل المسؤولية تجاه مواطني لبنان وإعادة بناء ثقتهم بالدولة اللبنانية". وأكدت استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.
خوري – شيا: في السياق، إلتقى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري في مكتبه في الوزارة، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي غادرت من دون الإدلاء بأي تصريح.
المطارنة الموارنة: في المواقف من التطورات ايضا، دعا المطارنة الموارنة النواب ورئيس المجلس إلى الإسراع في انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية يكون قادراً على إحياء المؤسسات وإنجاز الإصلاحات المطلوبة، معتبرين ان لا يجوز أن يبقى التكليف من دون تأليف. وتمنى الآباء تسهيل التشكيل وطالبوا بالتعاون الوثيق للخروج بحكومة تمنع أي فريق من أن يحكم البلاد من خلال حكومة مرمّمة. كما جددوا التحذير من عدم انضباط الأوضاع الأمنيّة وارتفاع نسب العنف وطالبوا المسؤولين بتأمين المساعدات الاجتماعية الضرورية.
لرئيس سيادي: رئاسيا، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “اننا كتكتل الجمهورية القوية مستمرون بدعم ترشيح النائب ميشال معوض لأنه يمثل خياراً ومشروعاً يشبهنا"، مضيفا "نريد رئيساً سيادياً صاحب قرار ولا يقبل المساس بمصالح لبنان العليا وبخاصة علاقات لبنان الدولة مع أشقائنا العرب والدول الصديقة”، وأكد جعجع خلال استقباله السفيرة الفرنسية ان غريو "أننا نريد حلاً شاملاً للوضع الذي نعيش وليس حلحلة لعقدة من هنا وعقدة من هناك، وهذا لن يتم إلا بانتخاب رئيس جمهورية يكون رجل دولة حقيقي وغير ضعيف يستطيع أقله إدارة مؤسسات الدولة بحكمة وصلابة وشفافية بعيداً من الفساد، ويتمكن من مراقبة الحدود ووقف التهريب وهذا موضوع أساسي لإنقاذ الاقتصاد اللبناني الى جانب الإصلاحات المطلوبة”. وعن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، شكر جعجع الدول الصديقة للبنان لا سيما الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا على وساطتها وعلى جهودها الداعمة لتسهيل التوصل الى اتفاق. كما شدد على “أهمية إنشاء صندوق سيادي لعدم سرقة عائدات هذه الثروة والحفاظ عليها للأجيال المقبلة".
استراتيجية المعركة: الى ذلك، وغداة زيارة وفد من الجمهورية القوية تكتل الاعتدال الوطني، زار وفد كتائبي برئاسة النائب سامي الجميل مكتب تكتل الاعتدال. وقال النائب سامي الجميل بعد اللقاء: إكتشفنا في السنوات الـ6 الماضية أهمية رئاسة الجمهورية إيجابيًا أم سلبيًا ويهمنا في السنوات الـ6 القادمة وجود رئيس يعالج المشاكل لا يؤجلها. اضاف: نريد استراتيجية توصلنا الى رئيس قادر على معالجة مشاكلنا فهذا الأساس بالنسبة الينا. ما يهمنا هو استراتيجية المعركة ففي المرة السابقة كانت الجلسة سريعة ولكن لا بد من الوصول الى مقاربة واحدة وسنكثّف التواصل مع كل الكتل ومع النائب ميشال معوض والقوات والاشتراكي والتغييريين ولا يهمنا. اما النائب هادي حبيش فقال: سنلتقي مُجدداً ونعمل على وضع استراتيجية لانتخاب رئيس جديد وبحثنا اليوم في عدد من النقاط التي تُقرّب وجهات النظر.. ويفترض ان يزور التكتل في الايام المقبلة، معراب.
عودة النازحين: على صعيد آخر، دعا الرئيس ميشال عون المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسّع خلال استقباله اياه في بعبدا الى تسهيل عودة النازحين وفق الخطة التي وضعتها الحكومة، موضحا ان تجاهل طلب لبنان يزرع الشكوك في مواقف الدول الكبرى حيال هذا الملف.