اقتحام المصارف بالجملة..."فلت الملأّ" والحملة غير بريئة
مولوي: جهات تدفع الناس إلى هذه التحركات وهدفنا حماية النظام
جلسة موازنة بهرج ومرج واطلاق مبادرة مطالبة بلجنة تقصي حقائق
المركزية- ليست موجة الاقتحام الجماعي للمصارف اليوم مفاجئة ولا الخطوات التي استتبعتها من قرار اقفالها لمدة ثلاثة ايام ، بما يترتب عليه من تداعيات مالية في بلد تخطت قيمة صرف دولاره الـ38 الف ليرة ،الى الاجتماعات الامنية لمنع تفلت الامور من عقالها بعدما استشعر القادة الامنيون الخطر الآتي على متن مركب جهات منظمة تدفع نحوه لتفجير واسع بذريعة اموال المودعين. فالانفجار متوقع في جمهورية الفشل والتسيّب والخراب وعقم الحلول، جمهورية افلتت فيها كوابح الموجة الطالعة الجديدة من استخدام القوة المسلحة لتحصيل الودائع، وبات حريقها قدرا لا مفر منه في ظل اخطر واسوأ الانهيارات التي عرفتها بلدان العالم قاطبة في القرنين الحالي والسابق وحكامها يتفرجون. جمهورية يدرس مجلسها النيابي موازنة صوَرية لا تعالج عمق ازمة وجودية ترفضها معظم الكتل النيابية لكنها ستقر بحكم الامر الواقع. جمهورية يتناكف رؤساؤها فيعطلون تشكيل حكومة وتتصارع قواها السياسية فتنمع انتخاب رئيس جمهورية ويشترط رئيس مجلسها النيابي التوافق لتوجيه دعوة الى انتخابه، وهو العليم بمضمون وابعاد شرطه التعجيزي...وقد بات السؤال على لسان وشفة كل مواطن لبناني عن موعد الانفجار الكبير للوطن الصغير.
الوضع ينفجر: انفجر الوضع المعيشي والمصرفي الشاذ على الارض بأبشع صوره اليوم، حيث اقتحم المواطنون في اكثر من منطقة المصارف مطالبين بأموالهم. فمنذ الصباح الباكر بدأت عمليات الدخول الى المصارف بالسلاح، الحقيقي او المزيّف، وبلغ عدد المصارف التي تعرضت الى الاقتحام نحو سبعة. فقد اقدم مودع على اقتحام "البنك اللبناني الفرنسي" - فرع المريجة وآخر اقتحم "بلوم بنك" - فرع الكونكورد. كذلك تم إقتحام "البنك اللبناني الفرنسي" فرع الكفاءات، كما اقتحم مسلح بنك "لبنان والخليج" في الرملة البيضاء. وكان اقتحم صباحاً احد المودعين فرع بنك لبنان والمهجر في منطقة الطريق الجديدة - الملعب البلدي حيث شهدت المنطقة حضورا كثيفا للمواطنين دعماً للمودع حيث تم خلع البوابة الرئيسية للبنك دون الدخول اليه، كما وصل النائب اشرف ريفي ودخل الى المصرف محاولا التفاوض مع صاحب الوديعة.
اقفال المصارف: وفي وقت اعلنت جمعية المودعين ان هذه العمليات ستستمر ما لم يسترجع الناس اموالهم، سادت حالة من الذعر في المصارف وفي صفوف موظفيها. على الاثر، صدر عن "جمعية مصارف لبنان" بيان جاء فيه "بعد الاعتداءات المتكررة على المصارف وما يتعرض له القطاع وخاصة موظفو المصارف من تعديات جسدية وعلى الكرامات والتي فصلها بدقة بيان اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان يوم أمس. كذلك بعد أخذها في الاعتبار المخاطر التي يتعرض لها الزبائن الموجودون في داخل الفروع التي تتعرض للاقتحام. إن مجلس الإدارة اتخذ قرارا بإقفال المصارف أيام 19 – 20 – 21 أيلول استنكارا وشجبا لما حصل وبغية اتخاذ التدابير التنظيمية اللازمة، على أن يعود مجلس الإدارة إلى الاجتماع في مطلع الأسبوع المقبل للنظر في شأن الخطوات التالية. كما تعتذر الجمعية من كافة المودعين عن أي إزعاج أو تأخير قد ينتج عن هذا الإقفال، كون سلامة موظفيها وزبائنها تأتي في رأس الأولويات التي تضعها المصارف نصب أعينها إضافة إلى مصالح المودعين التي تحاول تأمينها بقدر المستطاع في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد. من ناحية أخرى، تشدد الجمعية على نبذ العنف بكافة أشكاله، لأن العنف لم يكن ولن يكون هو الحل. الحل يكون بإقرار القوانين الكفيلة بمعالجة الأزمة في أسرع ما يمكن، لأن معالجة أزمة انهيار نظامية Systemic Failure كالتي تمر بها البلاد لا يمكن أن تحل إلا عبر خطط شاملة تأخذ في الاعتبار كافة المسببات وتقوم بمعالجتها بشكل متكامل، كما ورد مؤخرا في العديد من مداخلات السادة النواب في المجلس النيابي الكريم".
اجتماع طارئ: وبينما اكدت جمعية المودعين ان هذه الخطوة ليست الحل لان مسلسل الاقتحامات سيتجدد الخميس، عقد في وزارة الداخلية اجتماع طارئ لمجلس الامن الداخلي المركزي بدعوة من الوزير بسام مولوي، في الثانية من بعد الظهر ، بحث في الإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها في ضوء الأحداث المستجدة على المصارف. وقال مولوي على الاثر: الهدف من هذا الاجتماع حماية البلد والنظام وأتوجه إلى المودعين بالقول إنّ حقوقكم لا يمكن أن تستردوها بهذه الطريقة لأنّها تدهم النظام المصرفي وتؤدي إلى خسارة بقية المودعين لحقوقهم. اضاف: هدفنا حماية البلد والمودعين ولا يجب أن يدفع أحدهم المودع للإضرار بالوضع الأمني في البلد وتشدّدنا بالإجراءات الأمنيّة هدفه ليس حماية المصارف بل حماية النظام اللبناني. وتابع : هناك جهات تدفع الناس إلى تحركات ضدّ المصارف ولا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل لسرية التحقيق ونتعامل بحكمة مع الموضوع....ما نشهده اليوم ظاهرة غير صحيّة ونحن مع المودعين ومن مصلحتهم أن يكون هناك نظام في البلد والاجراءات التي سنتخذها وفقاً للقانون وإشارات النيابات العامة.
عتمة: وسط هذه الاجواء المشحونة، غرق لبنان في عتمة شبه تامة مع وقف العمل في معامل انتاج الطاقة اليوم.
الموازنة: وفي حين التشكيل ينتظر عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جولته على لندن فنيويورك، واصل مجلس النواب بعد الظهر درس مشروع موازنة 2022، باشر مجلس النواب بدرس ومناقشة بنود مشروع الموازنة وبدأ بباب النفقات. ووافق المجلس على زيادة رواتب موظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين والمتعاقدين بثلاثة أضعاف، وذلك ضمن المساعدات الاجتماعية. وساد هرج ومرج في المجلس على خلفية البدء بالتصويت العشوائي على بنود الموازنة وسط اعتراض نواب "قوى التغيير" فرد رئيس المجلس نبيه بري منفعلا: "أنا مش بالشارع هون" والنائبة حليمة قعقور ردت "إيه ما لأنو نحنا بالمجلس بدنا نحترم المجلس". وخرج عدد من النواب التغييريين من الجلسة اعتراضا.
فرونتسكا: في الموازاة، عرض ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في السراي الحكومي التحضيرات لزيارته الى نيويورك الاسبوع المقبل لترؤس الوفد اللبناني الى الجمعية العمومية للامم المتحدة ، والقاء كلمة لبنان. كما استقبل الرئيس ميقاتي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
لجنة دولية: قضائيا، أعلن نائبا "قوى التغيير" وضاح الصادق ومارك ضو، بمشاركة "تجمّع 4 آب" وعدد من قوى التغيير، خلال مؤتمر صحافي عقد في المقر الرئيسي لـ"الكتلة الوطنية" في الجميزة، عن مبادرة 16 ايلول، وتهدف الى "التوجه إلى "مجلس حقوق الانسان" المنعقد حاليا في جنيف والطلب منه انشاء "لجنة تقصي حقائق دولية"، من اجل تحقيق العدالة وردا على موافقة "مجلس القضاء الأعلى" على تعيين قاضٍ رديف عن القاضي طارق بيطار، وسلسلة المحاولات غير القانونية لوقف التحقيق في ملف تفجير المرفأ".
لا للتوافقي: رئاسيا، أكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، ان الرئيس التوافقي لا يمكن ان يدفع الامور في اتجاه الحل. كلامه جاء خلال لقائه في المقر العام للحزب في معراب، سفيرة فرنسا آن غريو. وبحسب بيان، "لم يخف جعجع أن لـلقوات اللبنانية رؤيتها ونهجها في ما يتعلق بإيجاد حلول للأزمة في لبنان، باعتبار أننا لا نرى في أن ما يسمى بـالرئيس التوافقي من الممكن أن يدفع الأمور باتجاه الحل، والدليل على ذلك هو تجربتنا في هذا المضمار خلال العقود الماضية التي لطالما كان الرئيس ينتخب بعد شبه توافق على اسمه إلا أننا رأينا أين أوصلنا هذا النهج". وقال "هناك إختلاف في طريقة إدارة الشأن العام في الدولة والحوكمة بيننا وبين حزب الله وحلفائه، الى جانب الخلافات العقائديّة الكبيرة المرتبطة بصورة لبنان ودوره وكيانه وسيادته. وبالتالي فإن كل الجهود المبذولة اليوم من أجل التوصل إلى توافق ستذهب سداً، باعتبار أننا لا يمكن أن نجد حلاً وسطاً ما بين مكافحة الفساد واحترام القوانين المرعيّة الإجراء والدستور، وما بين ما يقوم به الرئيس ميشال عون والدائرة المحيطة به الذين يمارسون الحكم من دون أي احترام للدولة والمؤسسات والدستور وهذا هو نهج الفريق الآخر في إدارة الشأن العام". اضاف "أما بالنسبة لـ"حزب الله" فلا يمكن أن نجد حلاً وسطاً ما بين المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة العليا وايديولوجية ورؤية وفهم هذه المصلحة من قبل هذا الحزب الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من المشروع الإيراني، وما يسمى بـالمصلحة الوطنية بالنسبة إليه هو مصلحة الأمة تبعاً لرؤية إيران التي لا علاقة لها بلبنان وشعبه".ورأى أن "كل هذا لا ينفي أنه يجب أن يكون الرئيس المقبل قادراً على التواصل مع كل الفئات اللبنانية، التي يجب أن يعمل على إقناعها بتبني نهج يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، ولكن إذا فشلت جهوده هذه، فلا يزال يتعين عليه اتخاذ وتنفيذ القرارات اللازمة من أجل إخراج البلاد من الأزمة وصون سيادتها واستقلالها والإنتظام العام للمؤسسات فيها، وهذا ما لا يمكن للرئيس التوافقي القيام به أبداً فهو جل ما يستطيعه هو محاولة الإقناع، وإذا ما فشل بذلك يقف عند هذا الحد متفرجاً لا يمكنه القيام بشيء من أجل إنقاذ البلاد".
الحوثي عند نصرالله: في المقابل، لفت استقبال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الناطق الرسمي لـ"أنصار الله" اليمنية محمد عبد السلام والوفد المُرافق له، حيث جرى استعراض آخر الأوضاع السياسية في المنطقة عموماً، وفي اليمن خصوصاً، في ما يتعلق بمفاوضات الهدنة القائمة والتطورات الميدانية وآفاق الحلول المطروحة.