اقتحام مصرفي جديد بطلته فتاة لعلاج شقيقتها من السرطان
بلوم بنك يوضح وسالي حافظ تشرح والسلطة غائبة عن السمع
ذكرى البشير تطيح جلسة الموازنة... وعون يوصي خلفه
المركزية- فيما كان يفترض ان تتوجه الانظار كلها اليوم الى ساحة النجمة لمتابعة وقائع مناقشات جلسة الموازنة، حرفتها فجأة معاناة انسانية جديدة من تداعيات اقترافات منظومة الفساد وجمهورية الجحيم. هي سالي حافظ التي وعدت شقيقتها المصابة بمرض السرطان ان تنقذها وتسدد ثمن علاجها. حملت مسدسا، افادت لاحقا انه لعبة لأبن اختها، اقتحمت فرع "بلوم بنك" في السوديكو،هدّدت بحرق نفسها بعد سكب البنزين على الموظفين وعلى نفسها. وتمكّنت من سحب مبلغ 20 ألف دولار من حسابها قبل أن تغادر.
ليست سالي الاولى ولن تكون الاخيرة في مسلسل اقتحام المصارف الطويل، فالنهايات التي تُكتب في كل حلقة، باتت عاملا مشجعا لكل مودع وصاحب حق جريء للحصول على امواله. من عبدالله الساعي الى بسام الشيخ حسين فسالي حافظ ، ومن جب جنين الى الحمرا والسوديكو فعاليه، يبقى الجمر تحت الرماد، في ظل سلطة سياسية قامرت بحياة واموال اللبنانيين وقذفتهم في نيران جهنم غير آبهة بالنتيجة، الا من زاوية ترقيع بعض الازمات لارجاء انفجارها في وجهها على غرار ما يحصل معيشيا وحياتيا، كهربائيا وترسيميا وقضائيا، لكن بئس المصير آت حتما.
ارجاء الموازنة: ميدانيا، تمكنت الكتل المسيحية الكبرى، اي الجمهورية القوية ولبنان القوي وكتلة الكتائب، من خلال مقاطعتها جلسة مجلس النواب اليوم لمصادفتها مع ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، من ارجاء انعقادها. فقد اعلن الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر ارجاء الجلسة العامة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لدرس واقرار موازنة2022، الى يوم غد عند العاشرة والنصف، لعدم اكتمال النصاب.
اقتحام المصارف: وبينما كانت التحركات الاحتجاجية على مشروع الموازنة ترافق الجلسة في محيط المجلس، قبل ان يتم ارجاؤها، خطفت الاهتمامات المحلية اليوم عملية جديدة لاقتحام مصرف. فقد إقتحمت المودعة سالي حافظ، وهي تحمل مسدّساً، فرع "بلوم بنك" في السوديكو، حيث هدّدت بحرق نفسها بعد سكب البنزين على الموظفين وعلى نفسها. وتمكّنت من سحب مبلغ 20 ألف دولار من حسابها قبل أن تغادر. وقد بررت سالي فعلتها عبر فيديو بثته من صفحتها على الفيس بوك بأن ما قامت به هو بهدف دفع تكاليف المستشفى لأختها التي تموت داخله بعد أن عصف بها مرض السرطان، على حسب قولها.. وبعد ساعات على اقتحام سالي لبنك لبنان والمهجر في بيروت، قام أحد المواطنين باقتحام بنك MED في منطقة عاليه وفقاً لما أشارت إليه المعلومات الأولية. لاحقاً، تضاربت المعلومات بشأن العملية، وفقاً لمصادر جمعية المودعين، إن مقتحم بنك البحر المتوسط في عاليه أخذ 30 ألف دولار وسلم نفسه للقوى الأمنية.
بيان بلوم: من جانبه، أصدر بنك لبنان والمهجر (Blom Bank) بياناً أعلن فيه أن ما حصل اليوم في أحد فروعه هو "عملية مدبَّرة ومخطَّط لها عن سابق تصوّر وتصميم بقصد الإيذاء".
المحروقات تحلق: وتأتي عمليات الاقتحام هذه وسط تفاقم الازمة المعيشية وتحليق الدولار، وتراجع فرص تشكيل الحكومة. اليوم، سجلت أسعار المحروقات مزيداً من الارتفاع، بحسب الجدول الجديد الصادر عن وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، وأصبحت على النحو الآتي: – بنزين 95 اوكتان: 666000 ل ل (+20000) – بنزين 98 اوكتان: 682000 ل ل (+21000) – مازوت: 822000 ل ل (+22000) – غاز: 364000 ل ل (+10000).
الكهرباء: حياتيا ايضا، وفي وقت التغذية الكهربائية صفر تقريبا، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض في السراي. وقال الوزير فياض في تصريح: وضعت دولة الرئيس في صورة تطورات ملف الكهرباء ومن ضمنه القنوات التي نعمل عليها لتأمين التيار الكهربائي بالتعاون مع الدول الصديقة. وهذه التطورات مرتبطة بشكل اساسي بموضوع زيادة التعرفة مما يوفر الكلفة التي يدفعها المواطنون، لانها تعادل نصف ما يدفعه المواطن للمولدات الخاصة. وعن الاتهامات الموجهة الى وزارة الطاقة بأنها ضد رفع التعرفة قال: على العكس من ذلك، فان الوزارة كانت صادقت على قرار مجلس ادارة كهرباء لبنان برفع التعرفة لزيادة التغذية، وارسلنا القرار الى وزارة المال للمصادقة عليه. واليوم بالذات زرت وزير المال يوسف الخليل للبحث في الموضوع ، وهم في طور صياغة القرار بالموافقة على رفع التعرفة. وردا على سؤال قال: بين محطتي الانتاج القديمة في الذوق والجية، هناك امكانية لانتاج حوالى ٢٠٠ ميغاوات، ولكن الدخان الاسود المنبعث من معمل الذوق اثار حفيظة بعض الناس، ونحن معهم، ولكن في الوقت نفسه نطمئن ان هذا الدخان مزعج، ولكنه ليس مؤذيا صحيا. وقد تعهد القيمون على معمل الذوق بعدم تكرار الخطأ الذي ادى الى انبعاث الدخان الاسود بالشكل الذي حصل، واتخذوا الاجراءات المناسبة. من المفيد في هذه الظروف وتلافيا للوقوع في العتمة وتعطيل المرافق العامة واهمها المياه والمطار، ان نستمر بتشغيل المعملين، الى حين وصول الشحنة الجديدة من العراق وفق المواصفات المطلوبة. كان من المفترض ان تصل الشحنة في منتصف الشهر الحالي، ولكن حصل تأخير لاسباب تتعلق بالمواصفات يجري العمل على معالجتها.
عون وخلفه: من جانبه، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التأكيد ان التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان مستمر، ومن المقرر ان تنتهي المرحلة الاولى منه قبل نهاية الشهر الحالي. واوضح ان مشاريع عدة لتطوير الادارة وتحقيق الحوكمة اصطدم تحقيقها بالظروف القاسية التي مرت بها البلاد، فضلاً عن التأخير في عمل السلطات الاجرائية والتشريعية والقضائية، وبروز عراقيل مفتعلة ما زاد الامور تعقيداً، اضافة الى اخطاء عدة ارتكبت في ممارسة بعض المسؤولين لعملهم. كما اكد ان انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية سيمكّن لبنان من اطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول المحددة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سيعطي الاقتصاد اللبناني دفعة ايجابية لبدء الخروج من الازمة التي يرزح تحتها منذ سنوات. ولفت الرئيس عون الى ان الاتصالات لانجاز ملف الترسيم قطعت شوطاً متقدماً حقق فيها لبنان ما يجعله قادراً على استثمار ثروته في مياهه، وان ثمة تفاصيل تقنية يتم درسها حالياً لما فيه مصلحة لبنان وحقوقه وسيادته. وتمنى الرئيس عون على من سيخلفه في السدة الرئاسية، ان يستكمل تنفيذ المشاريع التي بدأت وتلك التي تعثر تحقيقها، ويحرص خصوصاً على المضي في عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في ما آلت اليه الاوضاع في البلاد.
جولة التغييريين: رئاسيا ايضا، واصل نواب التغيير جولتهم على الكتل النيابية. وقد زاروا اليوم النائب نعمت افرام الذي قال بعد اللقاء: نحن بحاجة للخروج من المأزق الذي نحن فيه وأتت المبادرة الرئاسية كجواب لكل الكتل النيابية.
كما التقوا كتلة نواب عكار، حيث قالت النائب بولا يعقوبيان بعد الاجتماع: يبشروننا بانهيار شامل ونحن مع الحوار للاتفاق على اسم رئيس لبناني ونعمل على لبننة هذا الاستحقاق.
عريضة ضد الخليل: اما على خط تحقيقات المرفأ، وفي وقت بدأ البحث في مجلس القضاء الاعلى عن القاضي الرديف الذي سيتم تعيينه، فغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على تويتر كاتبا "إذا ما استمر وزير المال يوسف خليل بعرقلة مرسوم التشكيلات القضائيّة سنضطر إلى تنظيم عريضة اتهام بحقّه لملاحقته بجرم الإخلال بالواجبات المترتبة عليه".