من السعودية الى ايران...لبنان على رصيف انتظار النتائج ‏
التشكيل عقيم ودريان يحذر من الطامة الكبرى والانفجار
جنبلاط: النظام لن يعيد من هجّر...وطرح تقسيم بلدية بيروت يتفاعل

المركزية- بين محطتي قمتي جدة للامن والتنمية وتلك السعودية الاميركية وبين قمة طهران الثلاثية الروسية- التركية –الايرانية غدا، يقبع لبنان واستحقاقاته من دون هدى، مترقبا على رصيف انتظار نتائجهما التي لا بدّ ستنعكس عليه، ايا كانت القراءات والتحليلات المتناقضة في شأنهما، اذ يتوقع ان يحضر ملفه في ايران كما حضر في السعودية عبر البيانات التي افرزت له حيزا لا بأس به من اهتماماتها، اثبت استمرار حضوره في الاولويات الدولية، خلافا لاهتمامات المسؤولين فيه وعنه، الذين لا يبدو انهم يقيمون وزنا للتحولات الاقليمية والدولية، وانعكاساتها على الدولة التي تسببوا بانهيارها، حتى انهم لم يكلفوا انفسهم عناء التعليق على ما يدور حولهم في الاقليم والارتدادات المحتملة، فانشغالاتهم الكثيرة بالنكايات والنكد السياسي لا تتيح لهم الوقت للقراءة والتمعن في ابعادها.  

ومن جدة وطهران الى بيروت المنشغلة بمجلس بلديتها وطروحات تقسيمها التي قسّمت الاراء والمواقف عموديا بين مؤيد ومعارض ومحذر من عودة التقسيم بين شرقية وغربية وداع الى اعتماد اللامركزية فيها كإطار حل.

اما بعبدا فتترقب بدورها زيارة للرئيس المكلف اثر عودته من زيارة طويلة الى الخارج، وتتجه العيون الى اي لقاء يمكن ان يجمعه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فهل يزور  قصر بعبدا ام تبقي المعطيات الجامدة على ضفة تأليف الحكومة، عجلة التشكيل معطّلة؟

دريان يحذّر: على هذا الصعيد، برز اليوم موقف متقدم لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي اكد ان "ولادة الحكومة هي المدخل الحقيقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللإصلاح ولمكافحة الفساد المستشري في الدولة"، مشيرا الى ان "استمرار تعطيل تشكيل الحكومة ربما يكون مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا تقع الطامة الكبرى". وشدد على أن" تشكيل الحكومة اصبح أمرا لا يحتمل الانتظار اكثر من ذلك، وبخاصة ان الانهيار والخراب والشلل يعم مؤسسات الدولة"، مبدياً خشيته من" انفجار اجتماعي وأمني يجتاح الوطن اذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المسؤولين في الدولة التي أصبحت عاجزة عن تأمين الكهرباء والماء ولقمة العيش الكريم والاستشفاء والأدوية والغلاء الفاحش، وهذا يتحمل مسؤوليته كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط في وجه تأليف حكومة إنقاذ مما نحن فيه من مآس بكل ما للكلمة من معنى".. من جهة ثانية، استغرب  "ما يردده البعض من طروحات ومشاريع همايونية في تقسيم بلدية بيروت وهذه إرهاصات تنذر بما لا يحمد عقباه، ولا يمكن أن تمر لان التقسيم عودة الى شرقية وغربية في بيروت، وهذا امر مرفوض شكلا ومضمونا ويهدد العيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي حافظنا وسنحافظ عليه مهما كان الثمن".

ضرورة التشكيل: في انتظار اي جديد حكوميا، شدد الرئيس عون خلال استقبال وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان الذي جال ايضا على عين التينة والسراي، على "ضرورة تشكيل حكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، داعيا الى "عدم التأخير في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والمحافظة على استقرار الحدود. ورأى رئيس الجمهورية أن "الأحداث الراهنة هي نتيجة واقع سبّب عقماً في عمل المؤسسات وامتناع المسؤولين لسنوات عن معالجته". من جهته، أعلن السفير آد غبريال أن "المحادثات كانت جيدة ونقف الى جانب اللبنانيين بحزم، وعلى الحكومة اللبنانية أن تعمل بسرعة لإجراء الاصلاحات والتغييرات لأن الوقت ينفد".

الترسيم: ووسط هذه الاجواء، أجرى ميقاتي سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السراي الحكومي اليوم. وفي هذا الاطار استقبل سفيرة فرنسا آن غريو أن غريو، واجرى معها جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. كما إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا ، وعرض معها الملفات الثنائية لا سيما ما يتعلق منها بموضوع الوساطة الأميركية لترسيم الحدود اللبنانية البحرية.

جنبلاط والحزب: ليس بعيدا، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن "طالما لم نتوصّل إلى وضع خطة دفاعية، حيث يصبح لاحقاً سلاح حزب الله بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وتحت إمرة الدولة، نعم قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران، وربما دخلنا في الحرب الروسية الأوكرانية لأن كلام السيد (حسن نصرالله) كان واضحا، "لا للغاز في البحر الأبيض المتوسط"، ما يعني أنه يجيب الغرب ويقول لن تستطيعوا أن تعوّضوا نقصان الغاز الروسي من البحر الأبيض، إسرائيل أو غيرها من المواقع، ولبنان ذهب مع الريح".  وفي حديث تلفزيوني، رأى جنبلاط أن "لا افق"، لكن شدّد على وجوب "ألا نستسلم كما يفعل بعض مراكز الأبحاث في أميركا، التي تقول إن "لبنان بيد حزب الله"، نعم قرار السلم والحرب بيد حزب الله، لكن هناك لبنانيين ليسوا أبداً مع هذا التوجّه، والدليل ما جرى في الانتخابات". واذ اشار الى ان التقسيم في لبنان غير وارد، ذكر جنبلاط أن "النظام السوري يتلطى داخل كل الطوائف، لا يهمه أحد، الدروز أو غير الدروز، يستخدم الجميع لأجل مآربه والحفاظ على الحكم، تقسيم سوريا أو عدم تقسيم لست أدري، لكنه وصل إلى تهجير ثلث الشعب السوري إلى لبنان والأردن وتركيا والغرب ولن يعيدهم، فهذا هراء من قبل بعض الأوساط السياسية اللبنانية أن النظام سيعيد الذين هجرهم".

جريمة المرفأ: من جهة اخرى، رأس رئيس الجمهورية اجتماعاً في قصر بعبدا، حضره وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود وأعضاء المجلس، ونائب الرئيس المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بحث في الأوضاع القضائية الراهنة وعمل المحاكم والنيابات العامة، وشدد عون على “ضرورة الإسراع في بت القضايا العالقة، لا سيما تلك المرتبطة بالدعاوى المالية وجريمة انفجار مرفأ بيروت إذ لا يزال ينتظر أهالي الضحايا والموقوفين كلمة القضاء”. كما تطرق البحث الى السبل الكفيلة بتحقيق العدالة في أسرع وقت ممكن. وأكد عون ان "من غير الجائز تعطيل العمل القضائي تحت أي ذريعة، وصولاً الى معاقبة المرتكبين في أي موقع كانوا"، معتبرا ان "المدخل للوصول الى الإصلاح الحقيقي ومكافحة الفساد، هو من خلال السلطة القضائية التي ينبغي ان تبقى محصنة حتى لا تتأثر بالضغوط او المغريات”.

اضراب القطاع العام: وبينما الاضرابات على حالها وقد انضم اليها المساعدون القضائيون، عقد اجتماع في السراي برئاسة ميقاتي وحضور وزير المال يوسف الخليل لعرض مجموعة من الاقتراحات المتّصلة بإنهاء إضراب موظفي القطاع العام. واقتراحات الحل تتضمن زيادة تدريجية لأجور العاملين في القطاع العام من دون أي ذكر لشكل هذه الزيادة، أو لتمويلها سواء عبر السياسة النقدية أو من خلال الخزينة.

أزمة الرغيف: معيشيا ايضا، ازمة الرغيف تراوح. في السياق، أوضح نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف أن "سبب ازمة الخبز والطحين هو توقف عدد من المطاحن عن العمل وحلول فترة الاعياد من دون تأمين المخزون للافران". وأضاف في حديث اذاعي "مخزون القمح غير كافٍ وبعض المطاحن يكفي مخزونها لأسبوع فيما البعض الآخر يكفي لأيام، الافران لا تعمل بكامل انتاجها بسبب عدم وجود طحين كاف لإنتاج الخبز"، لافتاً إلى أن "الوزير وعدنا بوصول كميات عبر البواخر، نأمل أن تصل بالوقت اللازم وأن يتم تحويل الاموال لها وان تخضع للتحاليل المخبرية".

مستحيل نكمّل: اما وزير الاقتصاد امين سلام الذي زار السراي فقال ان الحدود غير مضبوطة وهناك تجار أزمات في البلد وسياسة الدعم السابقة تعتبر مصيبة ونعيش آخر تداعياتها ومن المستحيل أن نكمل بهذه الطريقة. اضاف: قرض البنك الدولي أحد أهم أهدافه استمرار تأمين القمح للبنان وترشيد الدعم للأشهر الـ9 المقبلة وبالتالي رفع سعر ربطة الخبز تدريجاً ريثما نجد الحلول.

لجنة المال: في الغضون، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع اللجنة "اننا أقرينا قانون تعديل السرية المصرفية بما يخدم منع التهرب الضريبي ومكافحة الفساد وتمويل الارهاب والاثراء غير المشروع". اضاف: القول ان لجنة المال لم تنه الموازنة تزوير للحقائق فالحكومة لم تف حتى الان بوعدها منذ نيسان بتقديم دراستها حول توحيد سعر الصرف في ضوء ضرائب ورسوم على صيرفة ورواتب على الـ١٥٠٠. وتابع:  الحكومة تعهدت بإرسال مشروع "صندوق الودائع" بشكل خطي خلال ايام بعيد الجلسة التي حضرها رئيس الحكومة وهو ما لم تقم به حتى اليوم وعلى الحكومة القيام بما هو مطلوب منها.