هل يكسر "الحزب" المسيحيّين في بعلبك الهرم
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تنتظر دائرة بعلبك - الهرمل معركة انتخابيّة حامية، يصحّ القول إنّها معركة "كسر عظم"، ستكون بالتّحديد بين المرشّح عن المقعد المارونيّ النّائب أنطوان حبشي من جهة، و"حزب الله" الذي يعمل على إسقاطه من جهة أخرى. إلا أنّ حسابات "الحزب" يبدو أنّها تتجاهل أنّ حبشي يحظى بالأرقام الأعلى من بين المرشّحين الموارنة في الدّائرة، كما يؤكّد أبناء المنطقة أنّه يعبّر فعلاً عن نَفَسها، وهو الممثّل الحقيقيّ لها، وهذا ما ثبُت خلال السّنوات الأربع الماضية.
"متفائل بأكثر من الفوز"، هذا ما يؤكّده حبشي، كاشفاً عن تقرير سيسلّمه إلى الاتّحاد الأوروبيّ ووزارة الداخليّة للقيام بكلّ ما يلزم لتأمين مراقبة دقيقة للعمليّة الانتخابيّة.
وتخوّف، في حديث لموقع mtv، من عمليّة غشّ وتزوير، كما حصل عام 2018، "فجزء كبير من المندوبين لم يكن موجوداً في أقلام الاقتراع منذ العاشرة صباحاً، والمفاجأة كانت أنّ بعض نتائج وزارة الدّاخليّة في أقلام اقتراع لم يتواجد فيها مندوبون، وصلت إلى 101 و102 في المئة، وهذا دليل واضح على الغشّ"، مشيراً إلى أنّ "من مسؤوليّة الدّولة أن تضبط هذا الأمر".
ورأى حبشي أنّ "واقع وجود بعلبك - الهرمل خارج الدّولة وتحكّم فريق معيّن بأمنها وبتفاصيلها هما الأزمة الكبيرة"، مشدّداً على أنّ "المسؤولية تقع أيضاً على وعي المواطن في المنطقة".
وقال: "في بعلبك الهرمل ستّ لوائح، أربع منها من المؤكّد أنها لن تؤمّن الحاصل"، مؤكّداً أنّ "حزب الله أراد هذه اللّوائح بهدف تشتيت الصّوت المعترض من أجل التّخفيف من قدرة اللائحة المعترضة على الأداء الإنمائيّ في بعلبك الهرمل"، لافتاً إلى أنّه "حوّل المعركة إلى معركة وجوديّة بينما يجب أن تكون انتخابيّة لتحسين الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة لأبناء المنطقة".
وأكّد حبشي أنّ "ما يحصل ليس إلا دليل خوف من نتائج الانتخابات في المنطقة، التي ستفاجئ "الحزب" بصوتها الاعتراضيّ، وما يؤكّد ذلك هو كلام عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسين الحاج حسن الذي يقول فيه إنّ في بعلبك الهرمل أربع لوائح هي أصدقاء للمقاومة أما اللائحة التي تشمل "القوات" فالتّصويت لها هو تصويت للأميركيّين ولأعداء المقاومة"، مشيراً إلى أنّ "ما يؤكّد خوفهم الكبير هو إلغاؤهم لكلّ العمليّة الديمقراطيّة من خلال ترهيب المرشّحين، لا سيّما في البيت الشيعيّ، وانسحاب شخصيّتين شيعيّتين من اللائحة التي انضمّ إليها القوّات ما هو إلا دليل على ذلك، فالحزب يخاف من التنوّع والرّأي الآخر حتّى داخل طائفته، واغتيال لقمان سليم أبرز مثال، وهو أمر إلغائيّ".
وأضاف: "تسعون في المئة من النّاس معروف لِمَن ستصوّت فما الذي يسعى "الحزب" لقوله بالترّهيب والتّرغيب؟ هل يقول أنه لا يريد المسيحيّين في بعلبك الهرمل؟".
وختم حبشي قائلاً، إنّ "المعركة الانتخابيّة في بعلبك - الهرمل ليست ضدّ "حزب الله"، وليتفضّل وليأتِ إلى الدّولة ومؤسّساتها، فنحن لا نرفض أحداً بالمطلق لكن لا نريد ولن نسمح باستمرار غياب الدولة عن منطقتنا".