ميقاتي يزور عون ثانية وجلسة الحكومة تنتظر ارسال خليل مشروع الموازنة
بري يرفض تقييد بنود جدول الاعمال وبعبدا ترد: ملزم بمناقشة المحدد بمرسوم الدورة
الحريري يعتذر عن عدم المشاركة بالحوار وهوكشتاين في بيروت نهاية الاسبوع
المركزية- الى القصر الجمهوري يكثف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زياراته هذه الايام، بحثا عن حل يفك اسر موازنة واقرار اصلاحات مطلوبة من صندوق النقد الدولي خشية تطيير المفاوضات. يجول بين المقار الرئاسية محاولا القفز فوق الغام الكيمياء المفقودة بين بعبدا وعين التينة، عله يتمكن من تمرير الحد الادنى من المتطلبات فـ"يزمط بريش" الحد الادنى المطلوب قبل اشتعال الجبهة مجددا وهي لم تهدأ اساساً بالكامل. ففي زيارة هي الثانية خلال يومين حطّ ميقاتي في بعبدا في الرابعة بعد ظهر اليوم لاستكمال التشاور مع رئيس الجمهورية في الملفات التي ناقشاها في اجتماعهما امس الاول. اضافة الى دعوة عون الى طاولة حوار، في حين تبقى المراوحة الحكومية على حالها ولا دعوة حتى الساعة الى جلسة لمجلس الوزراء رغم اعلان رئيس الحكومة نيته الدعوة الى جلسة بعد انتهاء مشروع الموازنة، وهو ما اكدته مصادره لـ" المركزية" اليوم مجددا، بحيث باتت الجلسة رهن ارسال وزير المال يوسف خليل المشروع الى السراي. في المقابل، الجلسة النيابية الاثنين باتت محسومة غداة توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم فتح دورة استثنائية، مع ان الخطوة الرئاسية هذه، يبدو لم تهدّئ الاجواء بين بعبدا وعين التينة.
بري يصوّب: على هذا الصعيد، صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم، تعقيباً على نص العقد الاستثنائي ما يلي "المجلس سيد نفسه ولا يقيّده أي وصف للمشاريع أو الإقتراحات التي يقرر مكتب المجلس طرحها، ويعود لرئيس الجمهورية حق الرد بعد صدورها عن الهيئة العامة الى المجلس. هذا حكم الدستور وما استقر عليه الاجتهاد. اقتضى التصويب".
المجلس ملزم: وفي السياق، افادت مصادر قريبة من قصر بعبدا أن مجلس النواب سيكون ملزما بمناقشة مشاريع واقتراحات القوانين المحددة بمرسوم فتح الدورة الاستثنائية مع ترك الباب مفتوحا أمام ما يمكن أن يقره مكتب المجلس ضمن الاطار المحدد في المرسوم. وتابعت المصادر: "برنامج أعمال الدورة الاستثنائية يعطي الاولوية لمواضيع مهمة وضرورية تحتاجها المرحلة الدقيقة لاسيما مشروع قانون الموازنة، واخرى تتناول الانتخابات النيابية والتدقيق المالي لجهة تمديد العمل بالقانون الخاص بتعليق العمل بالسرية المصرفية."
كومار جاه والاصلاحات: وبينما مصير الموازنة معلّق في انتظار الحل الذي سيتم ايجاده لاقرارها، خاصة اذا كان الثنائي الشيعي باق على مقاطعته مجلس الوزراء، وفي وقت الاوضاع المعيشية من سيئ الى اسوأ، بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط، ساروج كومار جاه، في مشاريع البنك الدولي في لبنان. إثر اللقاء أعلن كومار جاه "عرضنا لموضوع تسجيل المستفيدين من برنامج شبكة الحماية الإجتماعية، وهو تقدم بشكل جيد جداً، وإتفقنا على تسريع كل الأنشطة المتبقية حتى نتمكن من البدء بتحويل الأموال إلى العائلات الأكثر فقراً في أسرع وقت ممكن". وأوضح أن "ناقشنا أيضآ الإصلاحات في قطاع الكهرباء والإصلاحات المهمة التي يجب أن تتبناها الحكومة قبل تمويل البنك الدولي لقطاع الكهرباء، وكان اللقاء جيداً بشكل عام".
بوشيكيان الى العراق: اقتصاديا ايضا، استقبل ميقاتي وزير الصناعة جورج بوشكيان الذي قال بعد اللقاء: وضعت الرئيس ميقاتي في أجواء التحضيرات لزيارتي العراق غدا للمشاركة في "مؤتمر رجال الأعمال اللبناني - العراقي" على رأس وفد يضمّ رجال أعمال واقتصاد وصناعة لبنانيين، من أجل تفعيل كل الاتفاقات المشتركة، واتفاق التيسير العربية، وفتح وتسهيل الترانزيت على الحدود العراقية، السورية، واللبنانية".
غريو في السراي وبكركي: كما استقبل سفيرة فرنسا آن غريو التي زارت بكركي ايضا. هذا واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح، قائد الجيش العماد جوزاف عون.
المستقبل يرفض: وسط هذه الاجواء، الدعوة الى الحوار الذي رحبت به كتلة الوفاء للمقاومة امس، رفضها المستقبل اليوم، في موقف قد يضع فكرة اجتماع الطاولة، في مهب الريح. فقد اجرى الرئيس سعد الحريري الذي يعود الى بيروت خلال ساعات بحسب معلومات "المركزية" ،اتصالاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، اثر اتصال اجري من القصر الجمهوري ببيت الوسط بشأن اقتراح فخامة الرئيس بالدعوة الى مؤتمر حوار وطني . وابلغ الرئيس الحريري عون اعتذاره عن عدم المشاركة لان أي حوار على هذا المستوى يجب ان يحصل بعد الانتخابات النيابية .
هوكشتاين يعود: على صعيد آخر، علمت "المركزية" ان الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع تل ابيب، آموس هوكشتاين، سيصل الى بيروت نهاية الاسبوع للبحث في صيغة تتيح استئناف المفاوضات في ضوء عدم الاتفاق اللبناني على موقف موحد بعد.
سيناتور فرنسي: من جهة ثانية، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، السيناتور الفرنسي رونان لو غيلت Ronan Le Guelt يرافقه مستشار الفرنسيين في الخارج للبنان وسوريا لوقا لمع Lucas LAMAH. ونقل السيناتور لو غيلت الى الرئيس عون تحيات رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه وتمنياته الحارة له مع بدء العام الجديد، وحرصه الدائم على توطيد أواصر الصداقة بين فرنسا ولبنان في مختلف المجالات، كما سلّمه نسخة عن الكلمة التي القاها لارشيه في شهر تشرين الثاني المنصرم في مجلس الشيوخ، والتي أمل فيها انعقاد حوار لبناني-لبناني داخلي يتناول تحديات السيادة. وبعد اللقاء، قال لو غيلت "لبنان يرتدي طابعا فريدا ونموذجيا بالنسبة الى العلاقات التي يمكن لفرنسا ان تقيمها مع الدول الأخرى. من هنا، فإن كل عملنا الذي نقوم به سواء في مجلس النواب او مجلس الشيوخ عموما، وما أقوم به على وجه الخصوص ضمن لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والقوى العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ، يشدد بصورة مستدامة على ان يكون للبنان الموقع الفريد والمميز والمهم في اهتماماتنا."
قرارات سليم: على خط آخر، وبعد الجدل الذي اثير حول تعيين رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس في مديرية المخابرات العميد علي الحاج، رئيساً للمحكمة العسكرية خلفاً للعميد الركن منير شحادة، ودحضا لللافتراءات والسناريوهات التي الصقت تهما غير واقعية بقائد الجيش، علمت "المركزية" ان القرار جاء من قبل وزير الدفاع موريس سليم نفسه عن قناعة ترسخت وليس استجابة لأي طلب كما أراد طرف معين الترويج له، وتمخض عن درس الملف خلال اربعة اشهر ونيف، اي من تاريخ تسلمه مهامه في الوزارة واطلاعه على كل الملفات ومجريات الامور، وبالتالي فإن القرار جاء من ضمن سياق التحديث وترتيب أمور المحكمة وهو لن يقتصر على شحادة فقط. وحول تعيين الحاج الذي يحال الى التقاعد بعد عشرة أشهر، علمت "المركزية" ان اختياره كان بناء على معطيات أخذت بعين الاعتبار التوزيع الطائفي، والاقدمية معا، وان وزير الدفاع كان حريصا امام كل طرف معني ببحث موضوع المحكمة على ديموقراطية العمل الجاري في أروقتها بعيدا من جور المحاكم العسكرية التي عرفت في بعض الاماكن في العالم بالاحكام الظالمة.
خميس غضب: معيشيا، وفيما الدولار الى ارتفاع والاسعار تلحقه، دعا رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس خلال جمعية عمومية للسائقين العموميين في الشمال بمشاركة نقابات الشمال في مقر الاتحاد في طرابلس، كل القطاعات البرية في لبنان واتحاد النقابات في الاتحاد العمالي، إلى النزول إلى الشارع يوم الخميس المقبل في الثالث عشر من الشهر الجاري في يوم غضب نقابي.
من جهته، عقد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر مؤتمرا صحافيا ظهراً في مقر الاتحاد العمالي العام تطرق فيه إلى الوضع الاقتصادي الصعب لا سيما: استمرار الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، تعاميم مصرف لبنان، الزيادات الجنونية على أسعار المواد النفطية وفاتورة كهرباء لبنان وإلغاء الدعم عن الدواء. وأعلن عن إضراب قطاع النقل "الاسبوع المقبل في 13 الجاري تحت رعاية الاتحاد العمالي العام، لأنه غير معقول ان نبرم اتفاقات حول النقل العام ولا نتقيد بها. وايضا كله ضمن اطار دعم القطاعات وليس رفع الدعم عنها. مع دعوتنا الى المبادرة بالتلقيح للجميع من فئات المجتمع حتى لا ندخل في اقفال اخر يؤدي الى كوارث محتمة".