الانهيار والشلل والمناكفات تنتقل الى 2022 ..والانقاذ بالانتخابات!
ترقب لكلمتي باسيل ونصرالله لتحديد مصير الحكومة.. وميقاتي: كلنا امل
العام يُفتتح باشتباك رئاسي على "الدورة".. والفقر والوباء يخنقان العيد
المركزية- لا حركة لا اتصالات لا لقاءات لا اجتماعات. شلل تام وثقيل تغرق فيه البلاد، ليس سببه عطلة عيد رأس السنة. فهو طبَع رزنامة اللبنانيين طوال الـ365 يوما المنصرمة، مضافا اليه ذلّ وطوابير و"بهدلة" وفقر ومرض لم يعرفوا مثيلا له، لا هم ولا اجدادهم، عانوها جرّاء موت ضمائر اهل الحكم وتفرّغِهم لنكاياتهم ومعاركهم الشخصية ومصالحهم الحزبية والاقليمية، حتى باتوا يتناتشون فتاتَ دولة وأشلاءَ وطن... والانكى ان هذا الواقع المرير مرشّح للاستمرار والانتقال بذيوله السوداء ومأساته المعيشية والمالية والاقتصادية، الى العام 2022، اذا بقيت المنظومة على هذا النهج، وهي ستبقى. غير ان الرهان كبير على انقاذ يمكن ان يحمله ايار المقبل، اذا الناس أحسنوا الخيار في صناديق الاقتراع، هذا اذا لم تتآمر السلطة الخائفة من المحاسبة الآتية حتما، على الاستحقاق، لتطييره.
بحث عن تسوية: عام الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والسيادي والصحي و"الاخلاقي"، انتهى بتعطيل وزاري لحكومة الانقاذ المُفترَض، بفعل فيتو فرضه على جلساتها الثنائيُ الشيعي، رابطا فكَّ اسرها بقبع المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وفيما أدى هذا السلوك الى حفر هوّة بين اهل البيت الحكوميّ الواحد، خاصة اثر سقوط طعن التيار الوطني الحر في تعديلات قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري بـ"لا مبالاة" من حزب الله وحركة امل، يبدو، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ان الاتصالات انطلقت بعيدا من الاضواء، لرأب الصدع بين الفريق الرئاسي والضاحية الجنوبية، وصولا الى تسوية سياسية – حكومية – قضائية - انتخابية جديدة، تكون مرضية للجميع. اما اذا لم يولد هذا الحل، فإن الشلل باق وسيستمر ضاربا آخر ايام العهد، وربما ايضا الانتخابات.
من باسيل الى نصرالله: على اي حال، تشير المصادر الى ان الكلمة المرتقبة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاحد، والاطلالة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين، يفترض ان تشكّلا مؤشرا الى مسار الامور بينهما، والى مصير انضاج التسوية استطرادا. واذا كان الاخير يتّجه الى استيعاب حليفه "البرتقالي" معلنا تمسّكه بتحالف مار مخايل، فإن رئيس الوطني الحر قد يواصل حملة معاتبة حزب الله، وذلك لاغراض شعبية انتخابية من جهة، ولرفع سقفه التفاوضي خلال محادثاته في الغرف المغلقة مع ممثلي حارة حريك، من جهة ثانية.
ميقاتي والامل: في انتظار ما يمكن ان تفرزه هذه الاتصالات، غرد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر "تويتر" كاتبا "بالامل والايمان سنستقبل عاما جديدا نتمناه مليئا بالصحة والخير والعافية لجميع اللبنانيين، وكلنا أمل بأن تتوحد كل الارادات لنتعاون في ورشة النهوض بلبنان مما يمر به من صعوبات ومشكلات، وباذنه تعالى ستزول المحنة ويتعافى وطننا ويستعيد اللبنانيون حياتهم الطبيعية".
اشتباك الدورة: وسط الاجواء المبلدة حكوميا، يُفتتح العام باشتباك رئاسي جديد، ساحتُه مجلس النواب هذه المرة. ففي مقابل تكبيل مجلس الوزراء، يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تكبيل "البرلمان"، علّ هذه الخطوة تدفع الثنائيَ الشيعي الى التراجع. فهو يبدو، بحسب المصادر، لن يوقّع مرسومَ فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، ما يمنع انعقاده. لكن إحجامَه هذا، يعرّي ايضا النوابَ المستدعين للمحاكمة من قِبل القاضي البيطار، اذ تسقط عنهم حصاناتُهم حكما خارج العقد العادي للمجلس. من هنا، يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعم من حزب الله، على فتح الدورة، لكن بطريقة قانونية اخرى، من خلال جمع تواقيع اكثرية النواب على عريضة تطلب فتحها...
جمع تواقيع: للغاية، تنشط حاليا اتصالات بين عين التينة وكليمنصو وتيار المستقبل لجمع هذه التواقيع. كما ان المصادر تشير الى ان ثمة مساع لضم "الجمهورية القوية" الى هذه العريضة، غير ان القوات اللبنانية تشترط الاطلاع على بنود الجلسة النيابية العتيدة. فاذا تضمّنت اي قرار يقيّد صلاحيات البيطار وتعرقل الوصول الى الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ، فإن نوابها لن يوقّعوا.
عام الانتخابات: على صعيد آخر، سيكون العام الطالع عام الانتخابات النيابية بامتياز. في هذا الاطار، بدأت اسماء المرشحين تتكشف تباعا، واللوائحُ قيد التركيب، في عمليّة ستشهد تزخيما كلما اقترب موعد 15 ايار.
فرصة ذهبية: في المواقف، أكدت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة ستريدا جعجع أن "لا بد لنا كشعب من الإفادة من الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا هذا العام عبر الانتخابات النيابية من أجل إسقاط الأكثرية الحاكمة العابثة بلقمة عيشنا وحياتنا وأمننا، لنخرج من الهوة الظلماء التي رمتنا هذه القوى فيها إلى نور السيادة والحرية والعيش الكريم". وشددت على أن "يجب على كل لبناني أن يدرك أن مشاركته في هذا الاستحقاق النيابي واجب وطني عليه لأن الانتخابات ستكون في مثابة استفتاء على هوية لبنان الذي نريد ومستقبله، فإذا ما أردنا التغيير من لبنان الراهن إلى لبنان الدولة القوية القادرة الفاعلة، دولة القانون والمؤسسات، دولة الشفافية والمساواة والعدل، دولة الاستقرار والازدهار والبحبوحة ما علينا سوى أن نقترع لصالح من هم مشهود لهم بالعمل المؤسساتي والشفاف وتطبيق القوانين بكل مساواة وعدل ومن دون أي تمييز، من لهم باع في النضال والكفاح في سبيل الحرية والسيادة حتى الشهادة، ولنا في هذا الإطار نموذج ليطلع عليه اللبنانيون وهو نموذج الجمهورية القوية الذي تمكنا من إرسائه في قضاء بشري منذ تولينا سدة المسؤولية في العام 2005".
فقر ووباء: وفي وقت سينغّص الوضع المعيشي القاتل، على اللبنانيين فرحتهم في حلول رأس السنة، وسيمنعهم من السهر والاحتفال ويُفرغ موائدَهم من الطعام ومواقدَهم من المازوت والحطب، ستنضمّ كورونا الى هذه العوامل المُفسدة للفرح. فغداة تحليق عداد الاصابات بالفيروس امس، غرّد رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي عبر "تويتر" كاتبا "وفق الدراسات العالمية ان متحور اوميكرون يزداد الضعف كل يومين ونصف، والمتوقع ان ترتفع الاصابات بلبنان لأن التفشي اصبح مجتمعياً، زيادة دخول المرضى الى أقسام كورونا متوقع بعد رأس السنة، عدد الأسرة المخصصة قليله وسنكون امام واقع صحي أليم، الالتزام والتطبيق ضروري جدآ، والا سندفع الثمن".